ارتفاع العرض في سوق المركبات يساهم في النمو الاقتصادي اعتبر الدكتور إبراهيم قندوزي، الخبير في الشؤون الاقتصادية، أن وجه سوق السيارات سوف يتغير للأحسن خلال الأشهر المقبلة، في ظل الانفتاح على الوفرة والتنوع، خاصة من خلال الإنتاج وقبله الاستيراد، مسلطا الضوء على القدرات الكبيرة المتوفرة في قطاع المناولة، في ظل وجود مؤسسات صغيرة كانت لديها تجارب ناجحة وقوية، فقط تحتاج إلى ثقة المصنّع ودعم الدولة وتوفير المواد الأولية ذات الجودة العالية. أكد الخبير الاقتصادي قندوزي ل «الشعب»، على ضوء الحركية الكبيرة المسجلة للتأهب من أجل استيراد وتصنيع السيارات في الجزائر، أنه قرار إيجابي وجيد، سمح للوكلاء باستيراد السيارات، وحدد شروطا دقيقة ومضبوطة، أي كل شركة لديها صنف واحد، مثل فيات من إيطاليا، وبالموازاة مع ذلك سيتم تصنيع سيارات من علامة «فيات» بالجزائر، وكذلك استيراد سيارات من علامة «جاك»، وكان هناك وكيل معتمد في السابق لهذه العلامة، يستورد سيارات سياحية وأخرى من أجل التجارة، لأنه يسجل طلب كبير لدى التجار كونهم يحتاجون السيارات في مزاولة نشاطهم. وأشار الخبير، إلى أن علامة أوبل الألماني ذات أصل أمريكي، من شأنه أن يمول السوق الوطنية بسيارات جديدة ستساهم في وفرة العرض. علما أن هؤلاء الوكلاء فرضت عليهم شروط دقيقة ينبغي احترامها. فيما يتعلق بالشرط الأول، يتمثل في ضرورة توفر لديهم شبكة تسويق؛ بمعنى أنه على مستوى كل ولاية يجب أن يكون لديهم مرائب حتى لا يسجل مستقبلا أي مشكل على مستوى التخزين بكل الولايات. الثاني يتعلق بشرط توفير مصلحة خدمة ما بعد البيع، من أجل فحص السيارات. ولأن السيارة الجديدة تحتاج إلى الفحص الدوري والوكيل يمكن أن يمنح هذه الخدمة إلى ممثليه عبر الولايات، أي بالنسبة للناشطين في هذا المجال. الشرط الثالث أساسي ويتعلق بقطع الغيار، لأنه يجب أن تتبع عملية استيراد السيارات الجديدة باستيراد وتوفير قطع غيار، علما أنه لا تتكفل الدولة بهذه العملية وإنما تندرج ضمن صلاحيات الوكيل. أما الشرط الرابع، فأكد الخبير قندوزي أنه يشمل التنشيط التجاري في بيع السيارات، وهذا يخص بعض الشركات، تنشط بمجال التسويق «الماركتينغ» ويمكن أن تعمل مع الوكلاء من أجل شرح للمستهلكين خصائص ومزايا هذه السيارات الجديدة، وتنشط هذه الأخيرة بالاتصال والتسويق. وتوقع الخبير قندوزي، أنه مع نهاية السنة، عندما يدخل الإنتاج الوطني للسيارات الجديدة حيز السريان، فإن هذا الشق لديه مزايا خاصة جدا وإيجابية على العرض والطلب والأسعار. ووصف الخبير وأستاذ العلوم الاقتصادية، انفتاح السوق على ضوء إجراءات استيراد صارمة وكذا قواعد تصنيع ناجعة، من شأنه أن يعيد الاعتبار لسوق السيارات، في ظل وجود طلب كبير في الاقتصاد الوطني، أي لدى الشركات والمؤسسات لممارسة نشاطهم الاقتصادي وكذا التجار، إلى جانب العائلات والأفراد. هذا الانفتاح على الوفرة كذلك ينتظر أن يساعد على ترقية النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمار، لأن السيارة عندما تقتنيها الشركة تعد استثمارا لهذه الشركة. ووصف قندوزي تفعيل وإعادة الاعتبار لسوق السيارات، بالقرار الإيجابي الجديد للسياسة الاقتصادية، وفي نفس الوقت إعادة الاعتبار لحظيرة السيارات. وبخصوص تطوير المناولة، يرى الخبير أنها تحتاج إلى إرساء التكنولوجيا، في ظل وجود آلاف قطع الغيار ينبغي أن تصنع، والشركات التي تتجه نحو المناولة تعرف طبيعة هذه القطع، ولأن ممارسة نشاط المناولة يحتاج إلى ثقة المصنع وإلا لن تنجح هذه الشركة الصغيرة. وفي الجزائر قال الخبير نحتاج إلى تطور تكنولوجي، في ظل تجربة نجاح بعض الشركات في السابق، ثم لم تكمل نشاطها ويجب تنظيم سوق المناولة ومرافقة ومساعدة الشركات الصغيرة عبر توفير المادة الأولية التي يستعملها المصنع، لأن هذه المواد الأولية توجد منها أنواع كثيرة في الأسواق العالمية.