خلافا لما يسمع عن تراجع الممارسات البيروقراطية في مؤسسة صندوق الضمان الاجتماعي، فإن ما فوجىء به مواطن على مستوى مصلحة الانتساب للصندوق ببوسماعيل ولاية تيبازة يطرح أكثر من سؤال بشأن مصداقية ما تحقق على صعيد تلبية الخدمة العمومية ليس فيما يتعلق بالاداءات المالية التعويضية، ولكن على الأقل بالنسبة للحصول على وثيقة عدم الانتساب للصندوق. أول أمس الخميس وقف مواطن حوالي ثلاثة أرباع الساعة أمام موظف الصندوق طالبا الحصول على وثيقة عدم الانتساب وبين يديه حزمة من الوثائق ليرد عليه البيروقراطي بالرجوع بداية ديسمبر القادم بمعنى الانتظار قرابة الشهر في حين الجهة التي طلبت الوثيقة تفرض اجالا سريعة وبين هذا وذاك يضيع المواطن في أوحال بيروقراطية لا تزال تقاوم التغيير وتتصدى للتكنولوجيا. المؤسف أن الموظف لا يعطيك فرصة لشرح الموقف وبالنسبة اليه ليس للوقت من قيمة اليوم أو غدا أو العام المقبل، فالأمر واحد ولا داعي لمحاولة طلب مقابلة مسؤول ويضطر للبحث عن وساطة. الاشكال يطرح مدى النجاح في تأسيس ادارة جوارية تضع الخدمة العمومية في الأولوية، الأمر الذي لا يبدو متوفرا الآن اذ لا يزال البيروقراطي ناقما على المواطن ربما لعدم توفره هو الآخر على الامكانيات أو تعرضه لممارسات من رؤسائه أو لانعدام برامج التكوين والتأهيل ما يفرز مثل هذه الممارسات البالية التي تحرق الاعصاب وتقدم صورة مخالفة لما يصرح به هنا وهناك من أن الأمر في ادارة الضمان الاجتماعي على ما يرام.