يسعى المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، إلى دعم خطواته بالتوجه للمسار العسكري بعد مطالبات لإيلاء هذا الملف أهمية قبل التوجه لغيره. وبدأت خطوات البعثة الأممية بعقد اجتماعها الأول ضمن أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 الذي ضم عددًا من قادة المجموعات المسلحة من المنطقتين الغربية والشرقية، الأربعاء، في العاصمة التونسية، حيث اتفق العسكريون على توحيد صفهم من أجل المُضي باتّجاه دعم تنظيم انتخابات حرة خلال العام 2023، والاستمرار في عقد اجتماعاتهم في طرابلس وبنغازي. وأصدرت بياناً نهاية الأسبوع، قالت فيه إن الاجتماع هدف إلى إرساء بيئة آمنة ومواتية للدفع بالعملية السياسية مع تأكيدهم على وجوب الامتناع عن استخدام القوة وأعمال العنف، والاعتقال أو التهديد، للحصول على مكاسب سياسية أو مادية أو مصالح جهوية أو فئوية. وترأست البعثة جلسات اجتماع مجموعة العمل الأمنية التابعة للجنة المتابعة الدولية في إطار عملية برلين، الخميس أيضاً وناقشت من خلالها دور ومهام القوة العسكرية المشتركة التي جرى الاتفاق على تشكيلها في الاجتماعات السابقة وتجهيزها بالشكل اللازم ودور الدول الأعضاء في مجموعة العمل الأمنية، حسب بيان صادر عن البعثة الأممية. وشارك في الاجتماع، أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وسفراء الرؤساء المشاركين لمجموعة العمل الأمنية الآخرين لكل من فرنسا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الإفريقي. إشراك الجميع في الحل وقالت البعثة في بيان لها: «تطرق الاجتماع إلى الاستعدادات بشأن انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة على النحو المنصوص عليه في خطة العمل الموضوعة في القاهرة الشهر الماضي". وأكدت الرئاسة المشتركة أهمية الوحدة الوطنية والحفاظ على سيادة ليبيا، ودعت إلى تقديم دعم بناء من المجتمع الدولي للمساعي الحميدة للأمم المتحدة. وفي السابع والعشرين من فيفري الماضي، أعلن المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي عن اطلاقه مبادرة تركز على إمكانية وضع خارطة طريق واضحة للوصول إلى الانتخابات في منتصف جوان المقبل، لإجراء الاقتراع في نهاية 2023. كما تعتمد على تهيئة المساريْن الأمني والعسكري، بما يضمن سلامة الأجواء المحيطة بالانتخابات. ودعا باتيلي جميع الرؤساء المشاركين في مجموعة العمل الأمنية لتقديم الدعم الجماعي لإجراء الانتخابات الوطنية من أجل إعادة الشرعية للمؤسسات الليبية حيث يعد إيجاد بيئة أمنية مواتية أمراً أساسياً لنجاح هذه العملية. وقال باتيلي: نحث المؤسسات الأمنية الليبية على مواصلة العمل معاً من أجل السلام والاستقرار في ليبيا ودعم خلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة وشفافة في العام 2023. وبالمناسبة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن مبادرة المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي تحظى بدعم كامل من مجلس الأمن الدولي، مما يوفر للقادة الليبيين أفضل فرصة لإنهاء الاضطرابات وتأمين الشرعية من خلال الانتخابات. وقبل ذلك، قال سفير الولاياتالمتحدة ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إن مبادرة المبعوث الأممي جاءت بعد مشاورات مُعمقة مع السياسيين الليبيين والأطراف الدولية، لافتاً إلى أنها تقوم على تحشيد الجهود الدولية وجمع الأطراف الفاعلة لإجراء الانتخابات. وشدد المبعوث الأمريكي على أهمية الوصول لتوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات يحترم نتائجها الفائز والخاسرون، مؤكداً أنه ما من حل خارجي يمكن فرضه على الليبيين، قائلاً إن الشعب الليبي وحده له الحق في تحديد معايير الترشح بالانتخابات الرئاسية.—————————