لاقت نتائج اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" في طرابلس ترحيبا واسعا من أطراف مختلفة في ليبيا وخارجها؛ ما يعطي أملا بحلحلة الأزمة في البلاد، وتنفيذ المبادرة الأممية الخاصة بإنجاز الانتخابات قبل نهاية العام. أجمعت الفواعل الداخلية في الأزمة الليبية على إيجابية اجتماع العسكريين والأمنيين من الشرق والغرب الليبي، واعتبرت أن ذلك مؤشّرا قويا على تصميمهم على الوحدة وتهئية الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات، خاصة في ظل التحسن الأمني الملحوظ سيما في العاصمة طرابلس التي احتضنت الاجتماع. قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبد الله باتيلي، إن اجتماع القيادات العسكرية والأمنية في طرابلس كان بمثابة عملية بناء للثقة، وأثنى على الروح الوطنية التي أظهرها المشاركون في الاجتماع، آملا أن يكونوا قدوة للآخرين الذين يسعون للتوصل إلى حلول للأزمة السياسية في ليبيا. ثمار الاستقرار الأمني من جهته، أكّد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، أن استقرار العاصمة طرابلس أعطى فرصة لتقدّم المسارات المحلية والدولية لجهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية. وأضاف "أنّ هذا الاستقرار ساهم أيضا في تقدّم استعداداتنا لإنجاز انتخابات وطنية، وفق قوانين عادلة ونزيهة تنهي المراحل الانتقالية". وأضاف الدبيبة "إنّ الانتخابات ستُحقّق حلاّ سلميًا لحالة الانقسام والحروب التي هددت وحدة ليبيا وتماسك مجتمعنا." وختم قائلا: "ثوابتنا واضحة…نعم للدولة المدنية، لا للدولة العسكرية، نعم للانتخابات، لا للتمديد، نعم للسّلام، لا للحروب". قادرون على إنتاج حلّ سياسي بدورها قالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، إنّ اجتماع العسكريين والأمنيين بطرابلس، هو مؤشّر إيجابي على قدرة الليبيين على أن يتّحدوا من أجل تهيئة الظروف لإجراء الانتخابات. وفي تغريدة لها نشرتها عبر حسابها بموقع "تويتر"، أوضحت المنقوش أنّ "جهود البعثة الأممية لتقريب وجهات النظر تتطابق مع قناعتنا بقدرة الليبيين على إنتاج حل سياسي وسلمي"، وشجّعت على استمرار عقد اللقاءات بين الليبيين داخل ليبيا ". تحضيرات مؤتمر المصالحة في الأثناء، بحث نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي آخر تطورات المشهد السياسي والأمني، وسُبل دفع العملية السياسية للوصول للانتخابات. ووفق بيان صادر عن المجلس الرئاسي، قدّم باتيلي إحاطة للافي حول اجتماعه مع القيادات الأمنية والعسكرية في طرابلس ومشاوراته مع الأطراف المحلية والدولية لضمان إجراء الانتخابات خلال العام الحالي، كما نتناول اللقاء ملف المصالحة الوطنية والخطوات المتَخذة من المجلس لانعقاد المؤتمر الجامع للمصالحة. وقال اللافي "أكّدنا خلال اللقاء على ضرورة الإسراع في إحراز تقدم نحو الانتخابات"، منوّها إلى "التأكيد على ضرورة وجود ضمانات تمكن من استعادة الثقة بين الأطراف السياسية المتنافسة على السلطة لضمان نجاح الانتخابات ومشاركة الجميع فيها." توحيد المؤسّسة العسكرية كان أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وقادة الوحدات الأمنية والعسكرية في مناطق غرب وشرق وجنوب ليبيا، جدّدوا في اجتماعهم أمس الأول بطرابلس التزامهم بنبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله على كامل التراب الليبي. وأكّدوا في بيان، ضرورة أن يكون الحوار ليبيا - ليبيا وداخل الأراضي الليبية، ورفضهم التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والمضي في مسعى الانتخابات، وتوفير بيئة مناسبة للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام 2023. واتّفق أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وقادة الوحدات الأمنية والعسكرية في غرب وشرق وجنوب ليبيا، على ضرورة إيجاد حكومة موحدة لكل مؤسسات الدولة الليبية، ومواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية واستكمال جهود المصالحة الوطنية وجبر الضرر، وحل مشاكل المهجرين والنازحين والمتضررين من والحروب. ترحيب محلي ودولي في أولى ردود الفعل الدولية حول نتائج الاجتماع، رحّب السفير الألماني لدى ليبيا "ميخائيل أونماخت" بجهود المبعوث الاممي الى ليبيا عبد الله باتيلي، لتوطين السلام وتعزيز وحدة ليبيا، مؤكدا أن "الليبيين يستحقون الحياة في سلام وأمان". وفي السياق، أكّدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، "روزماري ديكارلو"، على أن الأممالمتحدة لن تتأخر في دعم العملية الانتخابية في ليبيا بمختلف الخبرات التي قد تتطلبها المرحلة. إلى ذلك أعلن النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، دعم المجلس لجهود الممثل الخاص للأمين العام عبد الله باتيلي لإنجاز الاستحقاق الانتخابي قبل نهاية عام 2023 في ظل توافق مبنى على السيادة الوطنية، مؤكّدا على ضرورة التحضير لإجراء الانتخابات خلال الأجل المحدد.