أسدل الستار على الطبعة 12 ل "أيام داسين للمسرح والفكاهة" بعاصمة الأهقار، بعرض لمونودرام "نوارة" للجمعية الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح تمنغست، عقب تسجيل ركح قاعة دار الثقافة داسين، لعدد من العروض المسرحية امتزجت بين الموجهة للأطفال والكبار، واستمتع خلالها عشاق الفن الرابع طيلة ليالي وسهرات الأسبوع الأول من الشهر الفضيل. تجاوب الجمهور الذي غصت به قاعة داسين، بالتصفيق مع العرض الراقي للفنانة وهيبة باعلي "نوارة"، والذي جسّدت من خلاله معاناة المرأة في المجتمع من خلال نظرها، وكيف يحدد للمرأة مكانتها ويملي أحكامه دون أن يكون لها أي رأي في ذلك. العمل المسرحي الحائز على عديد الجوائز الوطنية والمشاركات الدولية، من إخراج وسينوغرافيا عبد القادر عزوز وتأليف الكاتب عبد الهادي دحدوح، وصوت وإضاءة جمال لنصاري، حاولت "نوارة" تجسيد الوضع ببساطة وعفوية انطلاقا من أبسط مكونات بيتها، لتكشف العديد من الحقائق والمغالطات، أين أبدعت الفنانة في إسعاد الجمهور تارة وحزنه تارة أخرى، في سهرة أبان فيه الجمهور ذوقه وحسه الفني وعشقه للفن الرابع. وأضافت الممثلة المسرحية وهيبة باعلي ل "الشعب"، أن "نوارة" تترجم ما يقع حولها من أحداث تعيشها في بيت مشكلته الوحيدة الافتقار لثقافة الحوار، والذي لو توفر لأغنى عن كثير من الأشياء ومكّن من تجاوز العديد من الأمور. ولقي العرض إشادة كبيرة من عشاق المسرح والعائلات بعاصمة الأهقار، مؤكّدين على استمتاعهم في سهرة مميزة، امتزج فيه الترويح عن النفس والاستفادة من الرسالة المقدّمة من "نوارة". وكان عشّاق الفن الرابع أيضا قد استمتعوا بدار الثقافة "داسين ولت إيهمه" تمنغست، بالعرض المسرحي "جا يكحلها عماها" لجمعية بودرقة للمسرح ولاية البيض، أين تابع الجمهور بمختلف أطيافه العرض للمخرج قاندي أحمد هشام ونص طاهري فتيحة، وأدائهما الثنائي للمسرحية بتركيز واهتمام كبيرين، متجاوبين بالتصفيق مع حيثيات الأداء الراقي للممثلين على ركح قاعة داسين. تناول عرض "جا يكحلها عماها" المقدّم ضمن أيام داسين للمسرح والفكاهة، قصّة اجتماعية لزوجين (جلول ومريم) يعيشان حياة زوجية، يطغى عليها الكذب والأنانية والطمع من طرف الزوج، الذي رسم لزوجته حياة اتضحت في الأخير أنها أوهام، ولا يمكن أن يكون تفاهم وتناسق بينهما بسبب أنانيته التي بلغت حد التفكير في الامتناع عن إنجاب الأطفال، خوفا من النفقة عليهم. في المقابل، أبرزت المسرحية التضحية والصبر المقدم من طرف مريم زوجة جلول إلى حد انهيارها وجنونها، في ظل تمادي جلول في أنانيته وتصرفاته، ممّا عرّض العائلة إلى الضياع والشتات. وأكّد المخرج والممثل قاندي أحمد هشام ل "الشعب"، أن العرض يهدف إلى تقديم رسالة إلى الجمهور، مفادها أن الحياة بسيطة وجميلة، ويمكن العيش فيها بأبسط الأشياء وفي هناء، كما يهدف إلى محاولة المعالجة النفسية للأشياء عن طريق العرض، مبديا في نفس السياق، عن فرحه وامتنانه للفرصة المقدمة له لتقديم عرض بعاصمة الأهقار، ليكون بذلك أول عرض من خارج الولاية تحتضنه عاصمة الأهقار بعد قرابة 11 سنة. من جانبها، أعربت الممثلة والمؤلفة طاهري فتيحة ل "الشعب"، عن إعجابها بتفاعل الجمهور، وعن أدائها للعرض بعاصمة الأهقار. وأبدى الجمهور إعجابه وتفاعله بالمسرحية التي عالجت واقعا معاشا، أين أكّد الحضور عقب نهاية العرض على نجاح الممثلين في طرح قضية اجتماعية هامة في المجتمع، وجب معالجتها من أجل ضمان استقرار العائلة. كما صرح قاندي أحمد هشام على هامش العرض، أن الجمعية على موعد لتقديم عروض بعدة ولايات على غرار سطيف، العاصمة، بومرداس ووهران في إطار برنامج رمضان الكريم.