أكّد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أنّ الاحتلال لا يزال يحتجز جثامين 12 أسيرًا من شهداء الحركة الأسيرة، وذلك بعد تسليم جثمان الأسير الشهيد الأسير أحمد أبو علي. وأوضح مركز فلسطين أنّ سلطات الاحتلال سلّمت جثمان الشهيد أحمد بدر أبوعلى من الخليل، والذي كان ارتقى في سجون الاحتلال في العاشر من فبراير الماضي نتيجة جريمة الإهمال الطبي المتعمّد، بعد 11 عاماً من اعتقاله، حيث كان يعاني من مشاكل بالقلب وانسداد الشرايين والسكرى والضغط، وأهمل الاحتلال علاجه إلى أن تردّى وضعه الصحي، وفقد الوعي في قسم (10) بسجن «النقب» الصحراوي، ونقل بعد مماطلة لأكثر من نصف ساعة عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى «سوروكا»، قبل أن يعلن عن استشهاده، واحتجز الاحتلال جثمانه الى أن قرر تسليمه. وبين مدير المركز الباحث رياض الأشقر، أنه بتسليم جثمان الأسير الشهيد أبو علي لا يزال يحتجز جثامين 12 أسيرا ارتقوا في سجون الاحتلال، تحرّرت أرواحهم من القيد وصعدت الى بارئها بينما لا تزال جثامينهم أسيرة مقيّدة في ثلاجات الاحتلال. وأوضح الأشقر أنّ الشهداء المحتجزة جثامينهم هم الشهيد «أنيس محمود دولة» من سكان قلقيلية، كان اعتقل عام 1968، وحكم بالسجن المؤبد، واستشهد في أغسطس 1980 خلال إضراب مفتوح عن الطعام، وحتى الان لم يعرف مصير أو مكان جثته، منذ 43 عاماً، والأسير «عزيز عويسات» 53 عاما من جبل المكبر بالقدس، استشهد في مايو 2018، بعد أن تعرض لاعتداء همجي في سجن إيشل على يد الوحدات الخاصة وأصيب بجلطة قلبية حادة، بعد اعتقال استمر 4 أعوام، وكان محكوماً بالسجن الفعلي لمدة 30 عاما، ولا يزال جثمانه محتجزاً. أما الأسير «فارس أحمد بارود» (56 عاماً) من غزة، فقد اعتقل عام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وأصيب بفيروس في الكبد، لم تقدم له الرعاية الطبية اللازمة، واستشهد في فبراير 2019 بعد أن أمضى 28 عاماً خلف القضبان، ولا يزال جثمانه محتجزاً. كذلك الأسير «نصار ماجد طقاطقة» (31 عاماً) من بيت لحم، استشهد بتاريخ 16 / 7 /2019 بعد اعتقاله بشهر فقط، نتيجة التعذيب القاسي الذي تعرّض له، ممّا أدّى الى تدهور وضعه الصحي واستشهاده، ولا يزال جثمانه محتجزاً. بينما الشهيد الأسير «بسام أمين السايح» 47 عاما، من نابلس، اعتقل في أكتوبر 2015، وخلال فترة اعتقاله عانى من ظروف صحية قاهرة، الأمر الذي أدى الى استشهاده في سبتمبر 2019 بمستشفى «اساف هروفيه» نتيجة الإهمال الطبي، ولا يزال جثمانه محتجزاً. والأسير «سعدى خليل الغرابلي» (75 عاماً) من قطاع غزة، اعتقل عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبد، واستشهد في مستشفى كابلان بالداخل المحتل في يونيو 2020، نتيجة الإهمال الطبي. كذلك الشّهيد الأسير «كمال نجيب أبو وعر» من جنين تعرض لإهمال طبي متعمّد، وكان مصاباً بمرض السرطان ما أدّى الى استشهاده في نوفمبر من العام 2020، بعد 17 عاماً من الاعتقال، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه. والأسير «سامي عابد العمور» 39 عاماً من وسط قطاع غزة استشهد في نوفمبر عام 2021 بعد اعتقال استمر 13 عاماً، وعانى من مشاكل في القلب ولم يتلق أي رعاية طبية، والأسير «داود الزبيدي» (43 عامًا) من مخيم جنين، وكان اُستشهد في مايو من العام 2022 في مشفى «رمبام» بعد يومين من إصابته بالرصاص واعتقاله. والشّهيد «محمد ماهر تركمان» (غوادرة) من جنين، استشهد بعد 40 يوماً من اعتقاله بعد إصابته بجراح خطرة، ولا زال الاحتلال يحتجز جثمانه ويرفض تسليمه لذويه، والأسير الشهيد «ناصر محمد ابوحميد» من رام الله، استشهد بعد معاناته مع مرض السرطان، الذي انتشر في جسده، نتيجة جريمة الإهمال الطبي ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي نظراً لخطورة حالته، الى أن ارتقى شهيداً في مستشفى «اساف هروفيه» بعد 20 عاماً قضاها في الاسر، ورفض الاحتلال تسليم جثمانه. كذلك لا يزال الاحتلال يحتجز جثمان الفتى المقدسي «وديع عزيز أبو رموز» (16 عاما)، والذي استشهد في يناير الماضي بعد يومين من إطلاق النار عليه واصابته واعتقاله. واعتبر الأشقر استمرار احتجاز الجثامين وعدم تسليمها لذويهم أكبر جريمة أخلاقية وقانونية وإنسانية يرتكبها الاحتلال تحت سمع وبصر العالم، الذي يدّعي الحرص على حقوق الانسان، حيث يصنف الاحتلال بأنه الكيان الوحيد في العالم الذي يمارس هذه الجريمة البشعة، ويشرع لها عبر قانون خاص يجيز احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين بهدف الانتقام منهم ومعاقبتهم بعد موتهم. وطالب الأشقر المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل والضغط على الاحتلال للإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة، وإعادتها وتسليمها لذويهم، انسجاماً مع نصوص اتفاقيات جنيف التي ألزمت الدول المحتلة تسليم الجثامين إلى ذويهم، واحترام كرامة المتوفين ومراعاة طقوسهم الدينية خلال عمليات الدفن.