يعتبر المسجد العتيق قطبا من الأقطاب الدينية بعاصمة ولاية برج بوعريريج، ومكسبا دينيا وتراثا إسلاميا خالدا، كما يعد من أقدم المساجد التي شيّدت بالمنطقة. وتعود فكرة إنشاء المسجد إلى سنة 1894م، إلا أنها لم تر النور حتى سنة 1904م أين بدأ إنشاؤه وانتهت الأشغال به في حوالي ثلاث سنوات، لتنتهي سنة 1907، وأقيمت به أول صلاة للجمعة بتاريخ 13 ماي 1907 من طرف الخطيب والشيخ زيوي الطاهر بن السعيد. أصبح المسجد بعد إنشائه قطبا دينيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا، حيث كان مركزا لحل المشاكل الاجتماعية، وتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية واللغوية، ولم يلبث حتى تحول إلى مركز سري للتوعية السياسية، وتولى الشيخ محمد بن السعيد بطرش تسيير فرع جمعية العلماء المسلمين بمدينة برج بوعريريج، وجعل من المسجد مركزا لكل نشاطاته العلمية والدينية والثقافية. زار المسجد العديد من العلماء والشيوخ أمثال العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي زاره أكثر من مرة، وقدّم به العديد من الخطب التوعوية، وأيضا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي وغيرهم. شيّد المسجد على الطراز العثماني، وله مدخلان: الأول من الشمال، والثاني من الجنوب، بينما يحتوي بيت الصلاة على 05 مداخل، ثلاثة منها في الجدار الجنوبي واثنان في الجدار الشمالي، وتتشابه مئذنته مع مئذنة جامع القيروان بتونس، ويبلغ طولها حوالي 08 أمتار، وهي مربعة الشكل، وتُقدّر مساحته بحوالي 382 متر مربع، ويتسع الى ما يقارب 700 مصلّ. وللإشارة، فإنّ المستعمر الفرنسي حاول في العديد من المرات تحويل المسجد إلى كنيسة، غير أن تصدي أهل المنطقة له حال دون ذلك.