المسجد العتيق بالبرج القديم، منارة إسلامية شامخة ومكسب ديني وتراث إسلامي توارثت منه أجيال وتداولت عليه مشايخ وأعلام جليلة، خدمت الإسلام في زمن التبشير المسيحي ووقفت سدا منيعا لمحاولات الإستدمار الغاشم، في طمسه وتحويله لكنيسة تدنس هويتنا الوطنية لا محالة. ولكن بوجود أمثال العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، كان لمسجد العتيق دور هام في توعية الشعب وقيادته لبر الأمان، واستطاع هؤلاء أن تؤدى بالمسجد الصلاة التي كانت أولها في 13 ماي 1907 أمها الشيخ زيوي الطاهر بن السعيد رحمه الله. وعرف المسجد عملية ترميم واسعة بعد تضرره وانشقاق أسقفه، ما جعل السلطات المحلية تخصص 03 ملايير سنتيم للعملية. يعتبر المسجد العتيق ببرج بوعريريج من بين أقدم المساجد التي شيدت بالمنطقة، إذ يعود تاريخ إنشائه إلي سنة 1904 استغرقت به الأشغال مدة ثلاث سنوات كاملة على مساحة تقدر ب 382 متر مربع أقيمت فيه أول صلاة جمعة يوم 13 ماي 1907، أمها الشيخ زيوي الطاهر بن السعيد رحمه الله، وكان لهذا المسجد آنذاك الفضل الكبير في التصدي لحملات التنصير التي كانت تعرفها عاصمة البيبان على غرار مناطق الوطن الأخرى، والتي كانت تحت سيطرة الإستدمار الغاشم الذي تصدى له هذا الصرح الديني، بل وساهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي خلال تلك الحقبة الإستدمارية التي حاول من خلالها الفرنسيون طمس الهوية الوطنية ونشر وغرس أفكار الديانة المسيحية، حيث أدى هذا المسجد الدور الفعال في تنوير عقول الناس آنذاك من خلال احتمائه واحتضانه لمؤسس جمعية العلماء المسلمين العلامة عبد الحميد بن باديس، رفقة نائبه العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي، ابن المنطقة الذين جعلوا من العتيق وصلة هامة ورابطة دينية في تكريس حب القرآن الكريم وتحفيظه والمحافظة على القيم التي يأمر بها الإسلام وتمرير رسائل توعوية تحث على حب الوطن والمساهمة في تحريره.. وهذا من خلال إلقاء العديد من المحاضرات في مختلف المناسبات بمسجد العتيق بعاصمة البيبان والتي تواصلت إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية . وبعد استقلال الجزائر أصبح هذا المسجد قبلة لعديد المشايخ والعلماء من داخل وخارج الوطن، حيث عرف مسجد العتيق ببرج بوعريريج سنة 1967 زيارة لأحد المشايخ الكبار والعلماء الأجلاء الشيخ متولي الشعراوي المكنى بإمام الدعاة رحمه الله، وهذا عندما كان يشغل منصب رئيس بعثة الأزهر بالجزائر. وكانت هذه الزيارات تتضمن في مضمونها إلقاء العديد من المحاضرات والدروس الدينية التي كانت تستقطب العديد من الضيوف من مختلف ولايات الوطن نظرا لرغبة المواطنين آنذاك في التعرف على تعاليم الإسلام أكثر فأكثر.