احتضنت جامعة محمد البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج أشغال الملتقى الدولي حول الذكاء الإصطناعي المطبق على الزراعة، بمشاركة عدد من الباحثين والمختصين قدموا من داخل الوطن وخارجه، لتقديم الحلول الممكنة لتطوير الزراعة، وتكريس جهود الدولة الرامية الى توظيف التقنية والتكنولوجيا الحديثة في الزراعة. تماشيا والتطورات الحاصلة في ميدان العلوم والأبحاث العلمية التي يشهدها العالم في مجال التقنية والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، احتضنت جامعة محمد البشير الابراهيمي ببرج بوعريريج أشغال الملتقى الدولي الأول حول الذكاء الاصطناعي المطبق في الزراعة، في إطار المناهج والحلول الممكنة التي تتيحها التكنولوجيا في مجال تطوير المجال الزراعي والشعب الفلاحية بالجزائر، على غرار الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاستشعار والمعلومات الجغرافية، إلى جانب دراسة البدائل التكنولوجية واستعمالها في تحسين الانتاج الحيواني النباتي، ودراسة إشكالية معالجة الارقام والبيانات الضخمة في الميدان الفلاحي، مع دراسة دور التقنيات الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الابتكار في الميدان الزراعي، ومجابهة تلك التحديات الحاصلة في الميدان الزراعي، عبر المكافحة الاستباقية للآفات التي تشكل الهاجس الأول للمزارعين والفلاحين، مثل الاحتباس الحراري والكوارث الطبيعية من أجل مساعدة الفلاح وقطاع الفلاحة بشكل عام، على إنتاج وتوفير محاصيل ذات جودة عالية وبتكلفة أقل. وأوضح رئيس الملتقى، بن صفية سفيان، أن الملتقى يأتي ليواكب المواضيع التي تطرح نفسها بقوة على الساحة العالمية، خاصة في ظل التطورات والثورات العملية الحاصلة في العالم من متغيرات التكنولوجيا واستعماله في مجال الانتاج والصناعة والزراعة، حيث شارك في الملتقى أزيد من 50 باحثا من داخل وخارج الوطن، منهم 10 باحثين وخبراء في مجال الذكاء الصناعي، قدموا من جامعات أجنبية، تمحورت مداخلاتهم العلمية حول الإجابة عن إشكاليات مطروحة في مجال البحث الزراعي واستعمال التقنيات والآليات الجديدة في ميدان الذكاء الاصطناعي، وسبل تطبيقها على الزراعة الحديثة، منها دراسة واقع الاستشعار عن بعد واستخدامه في الذكاء الاصطناعي باستعمال انظمة المعلومات الجغرافية، إلى جانب الإجابة عن اشكالية المعلومات والتطبيقات المطبقة في ميدان الانتاج الحيواني والنباتي، كما ينتظر من الملتقى، بحسب ذات المتحدث، أن يخرج المشاركون في الملتقى بتوصيات علمية، سيتم ترجمتها إلى اشكاليات بحثية، في إطار برامج البحث ومشاريع البحث وطنية يتكفل بها من طرف مخبر الصحة والمحيط. في ذات السياق، أكد عميد كلية علوم الطبيعة والحياة ببرج بوعريريج، البروفيسور بوبلوطة الطاهر، أنّ الملتقى يدخل ضمن استراتيجيات الكلية بصفة خاصة، والجامعة بصفة عامة، الرامية الى ربط البحوث العلمية بمختلف الميادين الصناعية والفلاحية، لاسيما وأنّ ولاية البرج تعتبر منطقة فلاحية بامتياز، وتضمّ المساحات الشاسعة المخصصة للزراعة، إلى جانب أنّها تتماشى مع توجهات الدولة الجزائرية والتطورات الحاصلة في العالم، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل لمختلف الباحثين وطرق استعمالاته في ميدان الفلاحة والزراعة، على غرار مجالات الصحة والطب. من جانبه، أكّد مدير جامعة برج بوعريريج، بوعزة بوضرساية، أن المتلقى يأتي في ظل توجهات وتوصيات رئيس الجمهورية والتعليمات التي قدّمت من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث ارتأت جامعة محمد البشير الابراهيمي مواكبة تلك التطورات الحاصلة في العالم، من خلال مثل هذه الملتقيات، مؤكّدا أنّ تنظيم هذا الملتقى الدولي يهدف أساسا الى الاهتمام بالزراعة، وكيف نوظّف التكنولوجيا الحديثة من خلال الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في مجال الزراعة.