استحضرت اللوحة التمثيلية الموسومة ب "رصاصة غدر" للمخرج أسامة تلال، على مدار 10 دقائق مجازر الثامن مايو 1945، وذلك بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف. وقد اختارت كاتبة سيناريو العمل، عبلة بلعمري، محاكاة بداية تلك المجازر بإبراز "التنسيق الكبير بين أبناء الجزائر" من أجل تحرير الوطن رغم اختلاف انتماءاتهم السياسية، وذلك من خلال مشهد حصول المجاهد الراحل عبد القادر يعلى المدعو "يالا" على إذن شفوي للقيام بمسيرة من عند "السوبريفي" الفرنسي (رئيس الدائرة) باسم جمعية أحباب البيان والحرية التي أسّسها فرحات عباس، في حين كان التخطيط والتنظيم الخاصين بالمسيرة من طرف حزب الشعب الجزائري المحظور آنذاك. وتواصل ذات العرض المقدم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للكشاف (27 مايو من كل سنة) بسرد العديد من محطات ذلك الثلاثاء الأحمر (8 مايو 1945)، وذلك بأداء من طرف حوالي 30 شاب من محافظة ولاية سطيف للكشافة الإسلامية الجزائرية، أدخلوا من خلاله الحضور المتكون في غالبه من براعم وأشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية والسلطات المحلية وإطارات العديد من القطاعات في أجواء حزينة، خصوصا عند استحضار لحظات استشهاد الشهيد الرمز سعال بوزيد برصاصة غدر ضابط البوليس الفرنسي أوليفير، الذي أدى دوره بكل براعة الفنان الصاعد أنيس فهد زيتوني. وأوضحت كاتبة السيناريو، عبلة بلعمري، أن برمجة عرض هذه اللوحة الفنية اليوم يعود لعديد الأسباب أهمها مد جسور التواصل بين الأجيال، وإبراز تضحيات السلف من أجل تحرير الوطن "حتى لا ننسى"، كما قالت. جدير بالذكر، أنّه قد تمّ تقديم العرض الأول لهذه اللوحة التمثيلية المنتجة من طرف محافظة الكشافة الإسلامية الجزائريةبسطيف، في موقع الحدث أمام فندق فرنسا سابقا (مكان سقوط الشهيد سعال بوزيد أول ضحايا مجازر الثامن مايو 1945)، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة سنة 2021. للإشارة، تمّ أيضا عرض شريط فيديو من 9 دقائق حول نشاط محافظة الكشافة الإسلامية بسطيف في كل الظروف، من إنجاز عضوي (2) لجنة إعلام ذات المحافظة وفيق شرفي وأسامة كتفي. كما تضمّن البرنامج الاحتفالي باليوم الوطني للكشاف، توجه السلطات المحلية تحت إشراف الأمين العام للولاية، عبد القادر بن جيمة، نحو مقام الشهيد للاستماع للنشيد الوطني ووضع إكليل من الزهور، والترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المظفرة ثم إعطاء إشارة انطلاق حملة تحسيسية حول مكافحة الحرائق، وأخرى لترشيد استهلاك الماء، علاوة على تنظيم معرض كشفي بالبهو الرئيسي لدار الثقافة، وإمضاء عدة اتفاقيات شراكة وتعاون بين محافظة الكشافة الإسلامية الجزائريةبسطيف ومديريات التكوين والتعليم المهنيين والثقافة والفنون والشباب والرياضة بالولاية.