شيّع الفلسطينيون، أمس، جثمان الشهيد حاتم أسعد أبو نجمة إلى مثواه الأخير في مقبرة اليوسفية بمدينة القدسالمحتلة، وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة للاحتلال الصهيوني حيث فرض حصاراً على المقبرة وصادر الأجهزة الخلوية من أفراد عائلة الشهيد قبل السماح لهم بالمشاركة في مراسم الدفن. وكان الشهيد أبو نجمة (39 عاما) قد استشهد برصاص مستوطن صهيوني في الرابع والعشرين من أفريل من العام الحالي، وهو أب لخمسة أبناء، بزعم تنفيذه عملية دهس أسفرت عن إصابة 8 بجراح متفاوتة الخطورة. واقتحمت قوات كبيرة من عساكر الاحتلال حي باب حطة بالبلدة القديمة من القدس وداهمت العديد من المنازل وأجرت فيها عمليات تفتيش دقيقة تخللها تحطيم محتويات بعض تلك المنازل. وشهدت بلدة العيسوية مواجهات عنيفة، أطلق خلالها عساكر الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب بوقوع العديد من حالات الاختناق داخل المنازل. في شأن آخر، استكملت خمس عائلات مقدسية، تفريغ كامل منازلها من الأثاث والأدوات الكهربائية في حي وادي قدوم في بلدة سلوان جنوبالقدس، تمهيدًا لهدمها، وتسليم الأرض المقامة عليها تلك المنازل لبلدية الاحتلال في القدس. وكانت المحكمة العليا الصهيونية أصدرت نهاية العام الماضي، قراراً يقضي بهدم المنازل وإخلاء الأرض بحجة "المنفعة العامة"، علماً بأن المنازل قائمة منذ سنوات طويلة. وطالبت بلدية الاحتلال أصحاب المنازل بهدمها ذاتيا بأيديهم، تحت طائلة الغرامة العالية إن قامت البلدية بهدمها. على صعيد منفصل، اقتحم مستوطنون أمس الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الصهيوني، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسًا تلمودية. كما شنّت قوات الاحتلال فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة طاولت 22 فلسطينيا من الضفة الغربية، 15 من بينهم من بلدة المغير شمال شرق رام الله، والتي تتعرض للحصار من قبل قوات الاحتلال منذ نحو 24 يومًا، ومن بين معتقلي البلدة، طفلين، ومسن، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات، (طولكرم، وأريحا، وبيت لحم)، بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وأصيب شاب وفتى، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدتي دير الغصون وعنبتا في طولكرم شمال الضفة. كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على سيدة خلال عمليات دهم واعتقال في أريحا. وأصيب شاب فلسطيني، الليلة ما قبل الماضية، بجروح في رأسه ومناطق مختلفة من جسده، بعد اعتداء قوات الاحتلال عليه، أمام منزله في حارة جابر بالبلدة القديمة من الخليل، بالضرب بأعقاب البنادق والعصي الكهربائية، بحجة عدم إبراز بطاقته الشخصية، ونقل إثرَها إلى المستشفى لتلقي العلاج. السجن المؤبد مرتين هذا، وقضت محكمة عسكرية صهيونية بالسجن مدى الحياة على فلسطيني، بتهمة قتل مستوطن صهيوني في الضفة الغربيةالمحتلة، وتأسيس خلية عسكرية لحركة "حماس"، بحسب ما أفاد جيش الاحتلال، أمس الإثنين. وقال بيان للجيش الصهيوني: "إن محكمة عوفر العسكرية، بالقرب من مدينة رام اللهبالضفة الغربية، حكمت، الأحد، على معاذ حامد (39 عاماً)، من بلدة سلواد، المسؤول عن هجوم بإطلاق النار، والمتسبب بوفاة مستوطن صهيوني، بالسجن المؤبد مرتين، ودفع تعويضات لأسرة المتوفى وضحايا الجريمة، بمبلغ إجمالي قدره مليون و90 ألف شيكل". في 29 جوان 2015، قُتل ملاخي روزنفيلد، الذي يعيش في مستوطنة كوخاف هشحار، شرق مدينة رام الله، وأُصيب أربعة آخرون، في عملية إطلاق نار، "تسبب بها معاذ حامد"، بحسب الجيش الصهيوني. كذلك، أدانت المحكمة حامد بتأسيس خلية عسكرية لحركة "حماس"، "لتنفيذ هجمات ضد أهداف صهيونية"، على حدّ زعمها. إنهاء الاحتلال في الأثناء، طالبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته وإنفاذ قراراته والقيام بواجباته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وإلزام الكيان الصهيوني بإنهاء الاحتلال، والانسحاب الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة منذ الخامس من جوان 1967، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني. كما طالبت الأمانة العامة في بيان صحفي، صدر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، بمناسبة الذكرى ال56 للنكسة، المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين الصهاينة عن كافة الجرائم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة على خطوط الرابع من جوان عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ومُبادرة السلام العربية. ودعت الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى أن تتخذ هذه الخطوة، بما يُعزز من أُفُق تحقيق السلام وفق رؤية حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الصهيوني. وأكدت الجامعة العربية تضامنَها ودعمَها للشعب الفلسطيني في مسيرة كفاحه دفاعاً عن أرضه ووطنه ومُقدّساته، بدعمٍ من أمّته وأحرار العالم، وتؤكد استمرار التزام الأمّة دولاً وشعوباً بقضيتها المركزية، القضية الفلسطينية، ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المُستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من جوان عام 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية والمرجعيات الدولية.