رخروخ: محرك أساسي للتنمية الاقتصادية في البلدان الستة دينامكية منتظرة ترفع نسبة التبادلات التجارية مع دول الجوار لم يتبق سوى 10٪ ويرى طريق الوحدة الإفريقية النور، على اعتبار أن أشغاله في الوقت الحالي ناهزت 90٪ وينتظر فقط إنهاء شطر دولة النيجر. وأمام هذا التقدم الملموس، تسعى الدول الإفريقية لجعل هذا الطريق الاستراتيجي رواقا اقتصاديا وتنمويا يغير وجه القارة، عبر بعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويراهن كثيرا على الطريق العابر للصحراء في أن يرفع من حجم التبادل التجاري الإفريقي الذي مازال لا يتعدى في الوقت الحالي حدود 10٪. كشف وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، خلال الافتتاح الرسمي للدورة الخامسة والسبعين للجنة الربط للطريق العابر للصحراء، أن مشروع الطريق الرابط بين تندوف والزويرات بموريتانيا على مسافة تقارب 800 كلم، يوجد قيد الدراسة في مراحل متقدمة وقريبا سيشرع في إنجازه. ولم يخف أن الجزائر توليه أهمية كبرى، كونه يعد منفذا مهما نحو إفريقيا الغربية، ومن المقرر أن يتم الشروع في إنجاز هذا المشروع فور الانتهاء من الدراسات التقنية. كما تسعى الجزائر من خلال جهودها لإنهاء مشروع الطريق العابر للصحراء إلى خلق دينامكية اقتصادية ترفع من نسبة التبادلات التجارية مع دول الجوار، عبر استحداث مناطق التبادل الحر والتي حددها رئيس الجمهورية على مستوى المناطق الحدودية للجزائر. ومن المقرر أن يسمح إنجاز هذه المناطق الحرة المربوطة بالطريق العابر للصحراء، بتشجيع والرفع من حجم المبادلات التجارية وخلق حركة اقتصادية وتنموية، بالإضافة إلى استحداث مناصب الشغل والثروة. قاعدة أساسية للتبادل واعتبر الوزير أن إنجاز هذه المشاريع الكبرى، يعد المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية في البلدان الستة المعنية ويتعلق الأمر بكل من «الجزائر وتونس ونيجيريا ومالي والنيجر والتشاد». وذكر الوزير أن نسبة انجاز الطريق العابر للصحراء بلغت 90٪. وتحدث وزير الأشغال العمومية رخروخ عن وجود تحدٍّ صعب وشاق يتمثل في استكمال المقاطع المتبقية من الطريق ووضع استراتجية محكمة بهدف تكثيف الجهود لإنهاء إنجاز البنية التحتية، كونها تشكل قاعدة أساسية للتبادل، مع دعوته إلى برمجة صيانة دورية للطريق وتوسيع التشاور بين قطاعات المالية والتجارة والنقل في هذه الدول الستة. واعتبر الوزير رخروخ، أن افتتاح أشغال دورة للجنة الطريق العابر للصحراء يعد فرصة لتقييم مدى التقدم المسجل في إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي المشترك والمتعلق بالطريق العابر للصحراء، ومن ثم العمل على إيجاد ميكانزمات لتحويلها إلى رواق اقتصادي بامتياز، وهذا ما تم الاتفاق عليه في الدورة الثالثة والسبعين المنعقدة في الجزائر في 27 جوان 2022، وذلك من أجل ترقية المبادلات التجارية وعلى خلفية أنها أحد المحاور الهامة المسجلة في جدول أعمال هذه الدورة والتي ستمكن أيضا من تحديث المعلومات التقنية لكل البلدان مع بعض والتنسيق وحشد الموارد لهذا المشروع الذي سيمكن من فك العزلة على ساكنة المنطقة. شراكة جديدة لتنمية القارة وصف الوزير الطريق العابر للصحراء بالناقل الأساسي للتنمية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وكذا تحسين ظروف الحياة وإرساء الاستقرار وبعث التنمية التي يسعى إليها ساكنة البلدان التي يعبرها هذا الطريق. للتذكير، فإن المشروع يمتد على مسافة 10 آلاف كلم، من بينها توجد 3400 كلم في التراب الجزائري، ويربط كلا من الجزائر وتونس ومالي والنيجر والتشاد ونيجيريا، وتعود فكرة إنشائه إلى فترة عقد الستينيات من القرن الماضي، حيث تم الشروع في دراسة مساره في إطار لجنة ضبط الطريق العابر للصحراء سنة 1966. واعترف الوزير بالجهود الكبيرة التي قامت بها الدول الأعضاء لإنجاز هذا المشروع، الذي تم اختياره كمشروع ذي أولوية في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية القارة للاتحاد الإفريقي. ولفت الانتباه إلى دور الجزائر الرائد في تحقيق هذا المسعى، حيث قال إنها انخرطت في هذا المشروع القاري منذ السنوات الأولى لاستقلالها، نظرا لإدراكها الراسخ بضرورة تحقيق ترقية التكامل الإفريقي، من خلال تطوير التبادلات التجارية بربط البلدان المعنية بإنجاز الطريق العابر للصحراء. علما أنه تم في هذا الإطار، إطلاق الشطر الأول من المشروع في الشطر الرابط بين المنيعة وعين صالح في 1971، على مسافة 350 كلم، وتم إنجازه إلى غاية ولاية تمنراست في عام 1978 على مسافة 700 كلم، وصولا بعين قزام في بداية عقد الألفينات، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تم الانتقال إلى مرحلة جديدة بالغة الأهمية، المتمثلة في تحويل هذا المحور، إلى طريق سيار، شمال- جنوب، على امتداد حوالي 850 كلم، مرورا بولايات البليدة والمدية والجلفة والأغواط وغرداية والمنيعة، مع إمكانية بلوغ ولاية تمنراست مستقبلا. وتحدث الوزير عن وجود تضاريس صعبة في المقطع الرابط بين الجزائر والبرواقية، وللتذكير أنه تبرز أهمية الأشغال المنجزة في هذا المحور على مستوى مقطع الشفة والبرواقية، لأنه شق طريق سيار بتضاريس جبلية جد صعبة على مسافة 53 كلم وتحتوي على أكثر من 17 كلم تمثل جسورا ونفقين بطول إجمالي 5 كلم. الجزائر.. التزامات بنّاءة واستعرض الوزير في كلمته حرص الجزائر على استكمال الجزء المتبقي بمحور الجزائر- لاغوس، والواقع على أرض النيجر، وقال الوزير أنه توجد عملية إنجازه في مرحلته الأخيرة. وتطرق الوزير كذلك إلى دعم الجزائر المستمر لإنجاز مشروع الطريق العابر للصحراء، كونه يندرج ضمن مساعي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في الوقت الحالي حيال القضايا الإفريقية وإرادته القائمة في تحسين التعاون وتدعيم أدوات التنمية في إفريقيا، والمتمثلة في المبادئ الأساسية لمعاهدة إنشاء منطقة تبادل حر. وهذا ما أكد عليه الرئيس في عدة مناسبات قارية كبرى، حيث نوه بجهود الجزائر كبلد محوري في المنطقة، بتعزيز آليات البنى التحتية لبلدان القارة من خلال التزاماتها البناءة في مجال الهياكل القاعدية، مع الأهمية التي توليها لهذه المشاريع المهيكلة مثل الطريق العابر للصحراء والربط بالألياف البصرية وأنبوب الغاز الرابط بين الجزائر ونيجيريا وتعد أدلة قاطعة على رغبتها في تحقيق الاندماج الإقليمي، كما تجسد اهتمام رئيس الجمهورية بتحقيق التعاون لتحقيق مسار التنمية في البلدان الإفريقية من خلال إنشاء الوكالة الوطنية للتعاون الدولي للتضامن والتنمية في 2020، ورصد 1 مليار دولار للوكالة لتمويل المشاريع التنموية منها تلك المتعلقة بالمنشآت القاعدية في بلدان القارة السمراء. ويستمر هذا الاجتماع التقييمي والتنسيقي بفندق الأوراسي إلى غاية اليوم الثلاثاء.