حققت الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، نصرا دبلوماسيا كبيرا على المستوى الدولي بعد انتخاب الجزائر يوم 6 جوان الفارط باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن. وفازت الجزائر بمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، للفترة من 2024- 2025، خلال التصويت وحصلت بموجبه الجزائر على 184 صوتاً، من مجموع أصوات 192 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. بهذا تكون الجزائر قد عادت بقوة للعب الأدوار المنوطة بها على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أنه تم انتخابها في نهاية العام الماضي كعضو في مجلس حقوق الإنسان الأممي وذلك تثمينا لدورها في حماية وترقية الحقوق رعاية العديد من المبادرات الداعمة لمبادئ وقيم حقوق الإنسان في العالم. انتصار متوقع يرى الدكتور أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية مصطفى منصوري في تصريح ل»الشعب»، أن انتخاب الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن، كان أمرًا متوقعًا جدًا ولم يشكل مفاجأة بالنسبة لنا كمتابعين، وذلك يعكس الجهود الجبارة التي بذلتها الدبلوماسية الجزائرية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. هذا الانتصار الدبلوماسي نتاجٌ للعمل الكبير الذي قامت به الجزائر على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، بدءًا من احتضان القمة العربية في نوفمبر الماضي، وبعد ذلك احتضان فعاليات مؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي في شهر جانفي من العام الحالي، إلى جانب النشاط الكبير الذي ميز الدبلوماسية الجزائرية داخل الاتحاد الأفريقي ومختلف الهياكل والهيئات التابعة له. يجدر الذكر، أن البرنامج الذي قدمته الجزائر كجزء من ترشيحها حظي بالاحترام والتقدير من قبل جميع الدول الإفريقية والعربية خاصة. لاسيما وأنه تضمن نقاطا جد مهمة، من بينها ضرورة مراجعة الظلم التاريخي الذي تعرضت له إفريقيا بعدم منحها مقعدا دائما في مجلس الأمن، والجزائر من خلال ترشحها سوف توصل صوت كل الأفارقة في هذا الصدد. كما تعهدت الجزائر بضرورة مواصلة محاربة الإرهاب في القارة الإفريقية، واقترحت، في مارس الماضي، على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، ضرورة إجراء مراجعة خطة عمل قوات حفظ السلام الأممية لتشمل عمليات مكافحة الإرهاب، خصوصاً في دول القارة الأفريقية، مع تقديم خطة كاملة لمواجهة هذه الظاهرة في القارة السمراء، لاسيما في منطقة الساحل الإفريقي. تعهدات الجزائر علاوة على ذلك، تعهدت الرئاسة الجزائرية بالعمل على إسماع صوت الدول العربية والأفريقية خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن، والدفاع عن المصالح الإستراتيجية المشتركة في قضايا مختلفة تدخل ضمن اختصاصات المجلس. وأكدت الجزائر عزمها الثابت والهادف للدفاع عن القضايا العادلة المتعلقة بمنطقتها، لاسيما القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، وتعزيز تطلعاتها وآمالها داخل مجلس الأمن. وتلتزم الجزائر أيضًا بالمساهمة في عمل مجلس الأمن، من خلال التركيز على تعزيز السلم والأمن الدوليين، وتعزيز العمل متعدد الأطراف وتعزيز الشراكات الرئيسية مع كافة الدول. كما تسعى الجزائر لتعزيز مبادئ وقيم عدم الانحياز، ومواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب، وزيادة مشاركة النساء والشباب في هذه الجهود الدولية.