استحضرت ولاية مستغانم أمس الاثنين الذكرى ال 178 لمحرقة قبيلة أولاد رياح ببلدية النكمارية المرتكبة من قبل المستعمر الفرنسي. قامت السلطات المحلية المدنية والعسكرية والأسرة الثورية وجمع من المواطنين بهذه البلدية (80 كلم شرق مستغانم) بالترحم على أرواح شهداء هذه المحرقة التي ارتكبها الجيش الاستعماري الفرنسي في حق أزيد من ألف شخص من السكان العزل من قبيلة أولاد رياح بين 18 و20 جوان 1845. وتم بهذه المناسبة قراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور على الجدارية المخلدة للمحرقة وزيارة مغارة الفراشيح (الفراشيش) التي لجأت إليها هذه القبيلة فرارا من جيش المستعمر الفرنسي المكون من 4 ألاف جندي بقيادة الكولونيل بيليسي (1794-1864). كما زار الوفد أيضا المتحف المحلي الذي أقيم بهذا الموقع ويضم عددا من المقتنيات التي عثر عليها في السنوات الماضية بالقرب من المغارة وحول الوادي الذي يمتد عدة كيلومترات. وعرفت الفعاليات التي تقام هذه السنة في إطار الاحتفالات الوطنية بالذكرى الستين للاستقلال تنظيم الملتقى الوطني السابع حول محرقة أولاد رياح الذي يتناول في هذه الطبعة موضوع علاقة قبيلة أولاد رياح بثورة الشيخ بومعزة وتأثيرها في الذاكرة التاريخية الوطنية. وتطرق المتدخلون القادمون من عدة جامعات إلى سياسات الإبادة الجماعية للجيش الاستعماري الفرنسي والسياق التاريخي لثورة بومعزة والكتابات التاريخية حول محرقة أولاد رياح ودور الإعلام في التعريف بهذه الجريمة ضد الإنسانية في القانون الدولي والمسؤولية القانونية الدولية. وللتذكير شهدت جبال الظهرة (شرق مستغانم وغرب الشلف) ثلاث محارق راح ضحيتها أفراد من قبيلتي "أولاد رياح" و«صبيح" وبعض القبائل الأخرى على غرار "بني زروال" و«بني زنطيس" شهر يونيو 1844 ويونيو وأغسطس سنة 1845 انتقاما من المستعمر الفرنسي ضد سكانها على مساندتهم لمقاومة الشريف بومعزة (1845-1847) كما تشير المصادر التاريخية.