تقييم بيداغوجي مهّم مطالبٌ بتقليص المدّة والمواد تمضي مصالح وزارة التربية قُدُما في تقييم نتائج أول تجربة في امتحان تقييم المكتسبات من خلال العودة إلى القاعدة والاستماع لها عن طريق الندوات الولائية والجهوية التي تسبق الندوة الوطنية. فالامتحان الذي نال إشادة واسعة من طرف الخبراء والمراقبين وباعتراف من المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدّة للطفولة، يعتبر مبادرة فريدة من نوعها في المنطقة، تحتاج إلى دعم وتكاتف جهود جميع الشركاء لترسيخها. أوضح مدير المعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التربية "ابن رشد" بولاية تيارت، كمال نواري، أن امتحان تقييم المكتسبات جرى في ظروف عادية. وقال نواري "ونحن نعيش آخر الأيام التعويضية للتلاميذ المتغيبين عن الامتحان، شرعنا في مرحلة الندوات التقييمية على مستوى المقاطعات التفتيشية، تليها الندوات الولائية، على أن تعقبها الندوات على المستوى الجهوي والمقسمة على 6 مناطق جهوية لتختم بالندوة الوطنية". وذكّر محدثنا بمحطة مهمة والمقررة في 22 من الشهر الجاري، أين يتم توزيع الشهادات ودفاتر تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، مشيرا الى توصيات الرجل الأول على القطاع، الذي أمر بمرافقة مديري المدارس الابتدائية وأساتذة السنة الخامسة في شرح وتوضيح التقديرات والتوصيفات المدرجة في دفاتر تقييم المكتسبات لأولياء التلاميذ. وحول الندوات الولائية، أوضح مدير معهد ابن رشد أن الندوات الولائية ستعرف فتح أربع ورشات، تتعلق الأولى بوضوح غايات وأهداف النظرة الجديدة لهذا الامتحان، فيما تتعلق الورشة الثانية بعملية تكوين القائمين على امتحان تقييم المكتسبات، وتعنى الورشة الثالثة بسيرورة عملية التكوين، كإعفاء الأساتذة المكلفين بهذا الامتحان من الحراسة وتكليف طاقم إداري للحجب وتخصيص مركز وأيام تصحيح، مثلما يجرى في الامتحانات الرسمية، فيما تتناول الورشة الرابعة تقييم الامتحان من حيث المنهجية والمحاور ونسبة التغطية. وأشاد مدير المعهد الوطني لتكوين موظفي قطاع التربية "ابن رشد" بولاية تيارت، باستراتيجية الوصاية في الاستماع للقاعدة من خلال هذه الندوات المبرمجة التي تجمع كل الشركاء والمساهمين في عملية تقييم المكتسبات، مذكرا بالمعنيين بالندوات الولائية وهم مديرو المتوسطات والابتدائيات، ومفتشو الابتدائيات وأساتذة التعليم المتوسط والابتدائي، بالإضافة الى الشركاء الاجتماعيين المعنيين بمرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط، بالإضافة الى جمعيات أولياء التلاميذ المعتمدة لدى قطاع التربية. وأضاف كمال نواري، أن من ميزات هذا الامتحان إطلاع أساتذة التعليم المتوسط على مستوى التلاميذ المنتقلين حديثا للمتوسط وذلك من خلال دفتر يرافق التلميذ في كل مساره الدراسي، يتضمن نقاط ضعف وقوة التلميذ، وهو ما يسمح للأستاذ بالاستناد عليه في توجيه تركيزه على نقاط ضعف التلميذ لتحسينها ونقاط القوة لتثمينها. يرى كمال نواري، أن الامتحان الرسمي لنهاية مرحلة التعليم الابتدائي المعتمد في السابق كان يمس ثلاث مواد أساسية فقط، فيما يمس اليوم امتحان تقييم المكتسبات جميع الأنشطة والمواد التي تناولها التلميذ في مرحلة التعليم الابتدائي، في مدة شهر مقيمة على 3 ساعات ونصف أسبوعيا على أقصى تقدير، يمتحن فيهم التلميذ في مادة أساسية ومادتين ثانويتين. وأضاف محدثنا، أن امتحان تقييم المكتسبات لمرحلة التعليم الابتدائي ليس مثل سائر الامتحانات، بل هو إعطاء الصورة الحقيقية عن وضعية التلميذ في مرحلة التعليم الابتدائي قائلا: "نحن من خلال هذا الامتحان نقول للأولياء بطريقة غير مباشرة هذا هو مستوى تلميذكم بعد خمس سنوات من التعليم الابتدائي في كل المواد". وأوضح نواري، أنّ نتائج الامتحان ستعطي لنا مؤشرات حول قدرات التلميذ، "فإذا كان ضعيفا في مواد معينة وجيّدا في أخرى، فالمتوسطة التي ينتقل إليها ستتكفل بتحسين مستواه في مواد وتثمين قدراته في أخرى"، مشيرا الى أنّ الأولياء أيضا معنيون بنتائج امتحان تقييم المكتسبات من خلال التركيز على المواد التي ينبغي دعم التلميذ فيها بدروس تدعيمية أو في المنزل. من جهته، يرى رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري، أن الندوات حسب المقاطعات، انطلقت منذ حوالي أسبوع، وأشار إلى أن امتحان تقييم المكتسبات لا يحتسب في علامة الانتقال الى المتوسط وهو تقييم يعطي مؤشرات حول ما اكتسبه التلميذ، وعلى أهمية التقييم التربوي لكن التقييم بالطريقة التي اعتمدت هذه المرة خلفت الكثير من الضغط على التلاميذ وأوليائهم والأساتذة. وأوضح دزيري، أن هذا الضغط سببه طول مدة الامتحان التي تدوم قرابة الشهر بين الكتابي والشفهي، وهو ما يخلف ضغطا لدى التلميذ الذي يبقى يعيش أجواء الامتحان لمدة شهر، يليه مباشرة الدخول في الامتحان الخاص بالفصل الثالث من السنة الخامسة ابتدائي، وهو ما يكلف الأساتذة جهدا إضافيا كبيرا برفقة التلاميذ وأوليائهم. وأكدّ صادق دزيري على أهمية التقييم البيداغوجي، وإذا كان ولا بد منه فيجب تقليص مدته، مع إعفاء بعض المواد الثانوية التي يمتحن فيها التلميذ في امتحان تقييم المكتسبات، مقترحا إلغاء امتحان الفصل الثالث لتلاميذ قسم الخامسة ابتدائي والاكتفاء بنتائج امتحانات الثلاثي الأول والثاني.