توّج أولمبي الشلف بكأس الجمهورية، أول أمس، للمرة الثانية في تاريخه، عقب فوزه المستحق على شباب بلوزداد بهدفين مقابل هدف، خلال المباراة التي جرت بملعب ميلود هدفي بوهران، تحت رعاية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي قام بتسليم الكأس إلى الفريق المتوّج، الذي صال لاعبوه وجالوا بالكأس على أرضية الميدان محتفلين مع أنصارهم الذين تنقلوا بقوّة لمساندتهم في النهائي. نجح أولمبي الشلف في تحقيق تتويج تاريخي بكأس الجمهورية على حساب شباب بلوزداد ورغم أنّ الترشيحات قبل المباراة كانت تصبّ في صالح هذا الأخير .. إلا أنّ لاعبي أولمبي الشلف رفعوا التحدي ونجحوا في تحقيق الانتصار.. كما أكد المدرب المخضرم عبد القادر عمراني على علوّ كعبه مرة أخرى عقب نجاحه في تحقيق التتويج بالكأس للمرة الثانية مع أولمبي الشلف. دخل شباب بلوزداد المباراة بقوّة، حيث سيطر على الكرة وتوجه مباشرة للعب المباشر من خلال الضغط على أولمبي الشلف في منطقته، وهو ما أصاب لاعبي هذا الأخير بالارتباك، حيث لم يدخلوا المباراة جيدا من الناحية النفسية وهو الأمر الذي أثر على مستواهم الفنّي. ضغط لاعبي شباب بلوزداد المتواصل في بداية المباراة دفع لاعبي أولمبي الشلف إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي كلفتهم غاليا، حيث تم عرقلة اللاعب المتألق ايوالا داخل منطقة العمليات وهو ما دفع الحكم إلى احتساب ركلة جزاء شرعية لشباب بلوزداد حررت الأنصار الذين تفاعلوا مع قرار الحكم. المهاجم وامبا المتخصّص في تنفيذ ركلات الجزاء في شباب بلوزداد تولى مأمورية تسديد الركلة ونجح في التسجيل، حيث احتفل أنصار الشباب، وتفاعلوا مع الهدف كثيرا، خاصة أنه جاء مباشرة بعد بداية المواجهة وهو الأمر الذي خفف كثيرا من الضغط عليهم. ردّ فعل أولمبي الشلف كان قويّا وكأنّ اللاعبين كانوا ينتظرون تسجيل شباب بلوزداد لهدف السبق من أجل التحرر من الضغوطات، حيث قام عدادي بمباغتة الحارس قندوز وارتطمت كرته بالعارضة الأفقية للمرمى وكاد على إثرها أن يعدل النتيجة لولا سوء الحظ. واصل أولمبي الشلف ضغطه على دفاع شباب بلوزداد وصنعت لقطة وامبا الحدث بعد أن لمس الكرة بيده داخل منطقة العمليات، إلا أنّ الحكم لم يحرك ساكنا ورفض منح أولمبي الشلف ركلة جزاء شرعية بحكم أنه لم يشاهد اللقطة جيدا. أثر الحكم بقراراته التي لم تكن موفقة كان واضحا حين لم يقم بإنذار لاعب أولمبي الشلف الذي تدخل بقوة على مدافع شباب بلوزداد لعوافي الذي غادر الملعب مباشرة إلى المستشفى تاركا مكانه لزميله بوقرة من أجل شغل الجهة اليسرى من الدفاع وهنا كانت احتجاجات لاعبي شباب بلوزداد كبيرة على الحكم. عاد التوازن في اللعب بين الفريقين، حيث كانت المباراة مفتوحة وممتعة من خلال محاولة كلّ طرف من تسجيل الهدف الذي يريده وهنا زادت الندية بين الفريقين من أجل تحقيق هذه الغاية وسط تفاعل كبير من أنصار الفريقين الذين لم يتوقفوا عن تشجيع اللاعبين عل أرضية الميدان. بداية الشوط الثاني كانت مختلفة عن الأول، حيث عرفت دخول لاعبي أولمبي الشلف أطوار المرحلة الثانية بقوة أملا منهم في تعديل النتيجة، وهو الأمر الذي كان لا بد منه بحكم تقلص حظوظ الفريق بالنظر لتقدم المنافس بهدف وحيد وهو الأمر الذي جعل المدرب عمراني يقوم ببعض التغييرات الفنية على الخطة. تعديل الخطة المعتمدة من طرف مدرب أولمبي الشلف سمح لهذا الأخير بالسيطرة على المباراة ونسج بعض الجمل التكتيكية التي سمحت له بالوصول لأكثر من مرة إلى مرمى الشباب الذي كان حارسه قندوز في الموعد حيث تصدى لبعض الكرات الخطيرة لكن الخطر بقي قائما حول مرماه. قام الحارس قندوز بإنذار لاعبي الخط الخلفي لفريقه في إحدى اللقطات وهذا بحكم أنه أحس بأنّ المنافس يريد التعديل بأيّ طريقة وتمكن لاعبوه من السيطرة على الكرة، حيث كانت مخاوف قندوز في محلها بما أنّ أولمبي الشلف نجح في تعديل النتيجة بطريقة مميزة عن طريق عدادي بعد جملة تكتيكية فنية في المستوى. لاعبو الشباب انهاروا من الناحية البدنية بعد أن تأثروا نفسيا بهدف التعادل وهو ما جعل المدرب نبيل الكوكي يقوم ببعض التغييرات على أمل إعادة التوازن إلى المباراة، إلا أنّ تغييراته لم تأت بالجديد عكس التغييرات التي قام بها المدرب المخضرم عبد القادر عمراني الذي واصل الضغط وفريقه ازداد قوّة بفضل التغييرات التي قام بها. الأكيد أنّ عمراني تيقن أنّ الفرصة مواتية لتحقيق الضربة القاضية واستغلال التراجع البدني والفنّي الرهيب للاعبي شباب بلوزداد، حيث خان الحظ لاعبي فريقه الذين لم ينجحوا في تسجيل هدف التقدم رغم أنّهم سيطروا على المباراة التي انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي هدف في كلّ شبكة ليلجأ الفريقان إلى الشوطين الإضافيين. واصل أولمبي الشلف ضغطه على شباب بلوزداد في الشوط الإضافي ونجح اللاعب المميز مرسلي الذي دخل في الشوط الثاني من المباراة من تسجيل الهدف الثاني الذي حرر "الشلفاوة"، وهذا بعد أن استغل سوء تقدير من دفاع الشباب، حيث وجد نفسه لوحده أمام المرمى ليضع الكرة بكلّ سهولة في الشباك. لاعبو الشباب بعد أن انهاروا بدنيا وهذا بحكم أنهم لم يتقبلوا كيفية تسجيل الهدف الثاني لأولمبي الشلف، وهو الأمر الذي خدم هذا الأخير، حيث سير اللاعبون الوقت المتبقي بذكاء من خلال الحفاظ على النتيجة التي تسمح لهم بتحقيق التتويج بكأس الجمهورية. المدرب الكوكي هو الآخر دفع ثمن نرفزته الزائدة، حيث قام الحكم بطرده بسبب الاحتجاج الزائد وهو ما عكس الحالة المعنوية لشباب بلوزداد خلال المباراة، حيث لم ينجح الفريق في السيطرة على أعصابه رغم أنه كان بإمكانه العودة في النتيجة لو تحلى اللاعبون بالهدوء. - بطاقة فنية ملعب ميلود هدفي (وهران) - طقس مشمس (28 درجة) - رطوبة عالية (58 بالمائة) - جمهور غفير - أرضية ممتازة - التحكيم: لحلو بن براهم (حكم رئيسي) بمساعدة عباس أكرم زرهوني (مساعد أول) وحمزة بوزيت (مساعد ثان). - الأهداف : شباب بلوزداد : 1 وامبا (د 8 ضربة جزاء) جمعية أولمبي الشلف : 2 عدادي (د 67)، مرسلي (د 94) - الإنذارات : شباب بلوزداد : بوراس (د 45+3)، وامبا (د 62)، ربيعي (د87)، بوشار (د 97) جمعية أولمبي الشلف : سويبع ( د 11)، حمرة (د 69)، جندوبي (د 116)، علاوشيش (د 120) - الطرد: ش.بلوزداد :المدرب نبيل الكوكي (د 102) التشكيلتان : شباب بلوزداد: قندوز - كداد - بوشار (قائد) - لعوافي (ثم بوقرة د 17) - بلخيتر - سالمي (ثم بورديم د 77) - بوراس - بوصوف (ثم بلخير د 77) - ربيعي (ثم بكير 106) - وامبا - إيوالا (ثم رغبة د 106). المدرب: نبيل الكوكي جمعية أولمبي الشلف : علاوشيش- ادوين- دباري- نساخ - بوسعيد (قائد) (ثم زناسني د 110) - حمرة (ثم عبادة د 105) - عدادي (ثم عاشور د 110) - بلعربي (ثم مرسلي د 60) - كروم - عليان (ثم عقياب د 83) - سويبع (ثم جندوبي د 83). المدرب: عبد القادر عمراني.