نظمت جامعة البليدة 02 يوما تعريفيا بمشروع "InSIDE" حيث عرضت تجربتها، أول أمس، بشأن هذا المشروع العلمي المنجز مع الشريك الأوروبي لفائدة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحضور عناصر فعّالة من المجتمع المدني المهتمة بهذه الفئة وإطارات الجامعة. وخلال كلمته الافتتاحية، ذكر مدير المؤسسة الجامعية بالنيابة مزوغ عادل الحاضرين بالاتفاقية المبرمة مع المدرسة العليا للصم والبكم ببني مسوس، مشيرا في هذا الصدد إلى أن التعاون مع المدرسة العليا لترجمة في طريقه ليخرج بنتائج عملية ملموسة، بل أفرزت إمكانية إدراج تخصّص لغة الإشارة بمركز التعليم المكثف للغات بالجامعة. من جهتها أفادت نائبة مدير الجامعة قويدر رابح سارة إلى أن مشروع برنامج "إنسايد" يهدف إلى تطوير برامج التعلّم عن بعد التي يسهل الوصول إليها، الشاملة والفعالة من الناحية التعليمية، للطلبة الذين يعانون من إعاقات بصرية وسمعية وحركية، تشمل محاور المشروع ثلاثة ركائز أساسية وهي: المعدات التربوية، نظام التعليم عن بعد، الكفاءات والمناهج التربوية. كما تطرّقت الدكتورة المكلفة بالعلاقات الخارجية إلى مراحل تنفيذ برنامج "إنسايد"، الذي شهد في البداية لقاءات حضورية جرت في تونس، المجر، واليونان، وبعد جائحة كورونا أصبحت اللقاءات دورية عن طريق التحاضر عن بعد، وتمّ خلال هذه المرحلة تكوين المكونين في إطار البرامج والتطبيقات الرقمية كمرحلة أولى، ليتمّ في مرحلة لاحقة تكوين 50 أستاذا وتقنيا ومهندسا على مستوى كليات جامعة البليدة 2 لونيسي علي، ليشهد في المرحلة الأخيرة تكوين 26 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة البليدة 2. من جهته، أكد مدير المدرسة العليا للصم والبكم زقعار فتحي أن مشروع "إنسايد" (InSIDE) مشروع ذهبي وتجربة رائدة تحسب لجامعة البليدة 2، وهو يتقاطع مع أهداف وأولويات المدرسة العليا للصم والبكم والتي تتمثل في مرافقة وتوجيه وإرشاد فئة الطلبة من ذوي الإحتياجات الخاصة في مختلف الأطوار التعليمية، من أجل تسهيل اندماجهم في الحياة الاجتماعية، وأضاف بأن المدرسة العليا تسعى إلى إنشاء "دار للذكاء الإصطناعي" بالتنسيق والتعاون مع جامعة البليدة 2. في ذات الصدد، قدّم مسؤول مركز "إنسايد" البعزوزي ربيع عرضا لبرنامج عمل مركز "إنسايد" للموسم الجامعي 2023-2024، يتكون من محوريين أساسيين، يحتوي المحور الأول على برنامج المركز داخل الجامعة، والذي يشمل تشكيل نادي علمي طلابي تابع للمركز يضمّ ذوي الهمم من الطلبة وكذا من الطلبة العاديين المتطوعين لمساعدتهم ومرافقتهم في الحياة الجامعية، تعيين تقني مكلف بتسيير منصة المركز، انتقاء مجموعة من الأساتذة الراغبين في التكوين للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة لتلقي برنامج بيداغوجي وآخر تقني، إعادة عملية إحصاء وتشخيص كل فئات الحالات الخاصة سواء أكانت إعاقات ظاهرية أم خفية بالتنسيق مع مركز المساعدات النفسية، تنظيم يوم مفتوح في بهو كل كلية متعلق بالتعريف بالمركز وأهدافه. أما برنامج المركز خارج الجامعة فيركز على تفعيل اتفاقية المدرسة العليا للصم والبكم لذوي الاحتياجات الخاصة باتفاقية تبادل في التكوين بين المركز و المدرسة للاستعانة بالمعلمين في تكوين أساتذة الجامعة في تدريس بعض المواد بالطرق الملائمة لخصوصية الفئة كما يساهم المركز في تكوين أساتذة المدرسة في استعمال التقنيات المساعدة الموجودة على مستواه، كما يهدف إلى تفعيل اقتراح مخطط عمل بالاشتراك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع وزارة التربية الوطنية ووزارة التضامن الاجتماعي لتجسيد فكرة التعليم المبكر لذوي الهمم حول استعمال الوسائط التكنولوجية الخاصة في أطوار التعليم الأولى والمراكز المختصة لضمان حياة جامعية مرتبطة بمعارف قاعدية قبلية تسهل العملية التعليمية على الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الوسط الجامعي. أما في المجال البحثي أكد البروفيسور البعزوزي ربيع أن مركز "إنسايد" يسعى إلى تأسيس مشاريع ميدانية متعلقة بتطوير تقنيات ذكية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وكنموذج عن الشركاء، مدرسة الذكاء الاصطناعي بسيدي عبد الله، ومعهد التكنولوجيا والاعلام الآلي بجامعة البليدة1، بالإضافة إلى التحضير لملتقى وطني يجمع الجامعات الخمس المشاركة في مشروع "إنسايد" لتقييم ثلاث سنوات من التكوين واقتراح خارطة طريق لعمل مشترك بين المراكز المنشأة داخل كل جامعة ومحاولة تبادل الخبرات التكوينية حول الوسائل الموجودة على مستوى كل مركز.