نوّهت مجلة "الصين اليوم" بنزول الجزائر ضيف شرف على الدورة التاسعة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب. وفي مقال نشرته نهاية الأسبوع، عادت المجلة إلى تفاصيل المشاركة الجزائرية، بما في ذلك مختلف النشاطات الثقافية والفنية. كما ذكّر المقال بمصادفة هذا العام للذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذكرى الستين لإرسال الصين أول بعثة طبية لها إلى الجزائر. في مقالها حول الدورة التاسعة والعشرين لمعرض بكين الدولي للكتاب، التي أقيمت الشهر الماضي تحت عنوان "تعميق التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات"، عادت مجلة "الصين اليوم"، الأربعاء من الأسبوع الماضي، إلى مشاركة الجزائر باعتبارها الدولة ضيفة الشرف. ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى جمهورية الصين الشعبية. وتحت عنوان "معرض بكين الدولي للكتاب يعمق التبادل بين الحضارات"، ذكّرت كاتبة المقال "هناء لي ينغ" بأن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصينوالجزائر، والذكرى السنوية الستين لإرسال الصين أول بعثة طبية لها إلى الجزائر. وفي هذا السياق، عادت المجلة إلى قول وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، إنه منذ توقيع "اتفاقية التعاون الثقافي بين الجزائروالصين" عام 1963، استمر تنظيم العديد من المعارض الفنية والتظاهرات الثقافية المشتركة، على غرار نزول الصين ضيفة شرف على صالون الجزائر الدولي للكتاب في عام 2018، والذي عرف تكريم الأديب الصيني الشهير موه يان (الحائز على جائزة نوبل للأدب لعام 2012) ب«وسام الأثير" الجزائري. كما وجهت الوزيرة شكرها للصين على هديتها القيمة والمتمثلة في الصرح الثقافي الكبير "أوبرا الجزائر"، والذي يعتبر "عربون محبة وصداقة بين بلدينا وشعبينا، وعنوانا لمواصلة التعاون والتبادل في مجال الثقافة والفنون"، حسب قول الوزيرة التي أكدت "تكثيف التعاون المثمر والمستمر في شتى الشؤون الثقافية التي ستمكن من تطوير الإمكانات المتاحة لبناء المزيد من الجسور الإنسانية بين الشعبين الصديقين". ونقلت المجلة قول سفير الجزائر لدى الصين حسن رابحي، إن الجزائر باعتبارها مكانا تلتقي فيه مختلف الحضارات، يتميز شعبها بالشمول والعصرنة بدرجة عالية. وأشار إلى ما وفرته مشاركة الجزائر في معرض بكين الدولي للكتاب من الفرص للشعب الصيني لمعرفة الثقافة الجزائرية. ومن التصريحات التي وثقتها المجلة، ما قاله "وو شو لين"، رئيس مجلس رابطة الناشرين الصينيين، في حفل افتتاح فعاليات جناح الجزائر بالمعرض، عن أن وجود الجزائر كالدولة ضيفة الشرف "أتاح لها فرصة لعرض تاريخ الجزائر العريق وحضارتها الزاهية وثمار التبادلات الصينيةالجزائرية في مجال النشر، ما عزز التبادل والتعاون في الأدب والفن والعلوم والثقافة بين البلدين، والتفاهم بين الشعبين الصينيوالجزائري". كما قال: "نثق بأن فعاليات جناح الدولة ضيفة الشرف قد لعبت دور جسر للتفاهم والتواصل بين قلوب الشعبين الصينيوالجزائري، ووضعت أساسا ثقافيا عميقا للصداقة والتنمية الطويلة المدى للبلدين في المستقبل". ونشرت المجلة عددا من تفاصيل المشاركة الجزائرية، حيث بلغت مساحة جناح الجزائر ما يقارب خمسمائة متر مربع، عُرض فيه 814 عنوانا في مجالات الأدب، والفن، والتراث، والتاريخ، والهندسة المعمارية، والأطفال، والعلوم الإنسانية والطبيعية، باللغات العربية والأمازيغية والإنكَليزية والفرنسية. وتمّ توزيع 1769 كتابا منها في ختام المعرض على مؤسسات ثقافية وجامعات ومكتبات صينية. كما نظمت سفارة الجزائر لدى الصين فعاليات متنوعة حول التبادلات الثقافية تحت شعار "الجزائر - بكين، ملتقى الثقافة والحضارات" في جناح الجزائر، ومنها عرض للأزياء الجزائرية التقليدية وعرض للأشغال الفنية اليدوية وعرض للتراث الثقافي المادي وغير المادي وعروض موسيقية، إضافة إلى "ليلة الجزائر للتبادل الأدبي بين الصينوالجزائر"، ومحاضرات حول الأدب والسينما في الجزائر، وندوة حول نهج الجزائر في النشر وحماية التراث الثقافي، تقول المجلة. ونوّهت "الصين اليوم" بالحفل الذي أقامته دار "دولفين" للنشر، التابعة للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، بمناسبة إطلاق الطبعة الصينية لكتاب ((قصص دافئة على طول "الحزام والطريق".. الأمهات الصينيات ل«سينوفاس")) وحفل توقيع اتفاقية التعاون في إصدار الطبعة الفرنسية للكتاب، في جناح الجزائر، تقديرا لدفعات البعثة الطبية التي أرسلتها حكومة الصين إلى الجزائر خلال أكثر من نصف القرن. وأضاف المقال: "قيل إن كلمة "سينوفاس" تعني "الصيني" أو "الصينيين" في اللغة الفرنسية، وتشير إلى الأولاد الذين قامت الطبيبات الصينيات بتوليد أمهاتهم، ويبلغ عدد ال«سينوفاس" في الجزائر أكثر من عشرة آلاف فرد. ويسرد هذا الكتاب القصص الرائعة للبعثة الطبية الصينية في الجزائر وال«سينوفاس" المحليين، ليعكس السعادة الملموسة والمرئية لشعوب الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق". تجدر الإشارة إلى أن "الصين اليوم" ("شاينا ريكونستركتس" سابقا وتمّ تغيير اسمها عام 1990) هي مجلة تأسست عام 1949، تصدر بالصينية، العربية، الإنكَليزية، الإسبانية، الفرنسية، والألمانية، وتنشرها دار "مجلة الصين اليوم" التابعة "للمجموعة الصينية للنشر الدولي".