لا يستطيع المربي والناشط خالد جمال فراج (35 عامًا) من سكان مخيم الدهيشة من التقاط أنفاسه خارج جدران الاعتقال وتنفيذ ما يخطط له من طموحات وأهداف بفعل الاعتقالات الصهيونية المتلاحقة بحقه في فترات متقاربة بين فترة اعتقال وأخرى. بدأت قوات الاحتلال من ملاحقته للاعتقال وهو لم يبلغ من العمر أكثر من 19 عامًا، لتعتقله وهو في مرحلة الدراسة الجامعية حيث التحق في جامعة القدس في أبو ديس، وكان يدرس في كلية الرياضة وذلك في العام 2007، فاعتقل لمدة 14 شهرًا بعد توقيفه على حاجز الكونتينر المطل على طريق وادي النار الذي يفصل بين شمال الضفة وجنوبها. وبعد ذلك توالت الاعتقالات التي كان ثانيها في العام 2011، وحكم عليه بالسجن لمدة 32 شهرًا، أما المرة الثالثة فكانت في العام 2017، حيث اعتقل لمدة 20 شهرًا قيد الاعتقال الإداري، حيث توفي والده المناضل جمال فراج في العام 2018 وهو داخل السجن ولم يسمح له حتى بالمشاركة في تقبل العزاء بوالده الذي كان قد أمضى أكثر من 15 عامًا قيد الاعتقال، وسبق لقوات الاحتلال أن أبعدته إلى الخارج لمدة عشر سنوات إبان الانتفاضة الأول. واعتقل مجددًا عام 2020، ومضى في الاعتقال الإداري، ليعاد اعتقاله من جديد في شهر حزيران الماضي باعتقال جديد لمدة 6 أشهر. وللأسير فراج، شقيقه أدهم الذي لا زال هو الآخر قيد الاعتقال، ولم يتبق لوالدتهما أحد، كي تكسر هذه الوحدة التي تعيشها، بانتظار الفرج من السماء، حيث تقول إن العيش بدون نجليها بمثابة عيش بلا هدف أو طموح. كما قالت. وتضيف: خالد كان مربيا ومدربا في المجال الرياضي وكان حريصا دوما على الأطفال الذين يدربهم وقبل ذلك حريصا على أخلاقهم وتعميق الروح الوطنية في نفوسهم، ولم يكن مربيا وحسب بل كان أيضا وطنيا بامتياز وكان يخطّط دوما لابتكار المزيد من الطرق والوسائل لتعزيز الروح الوطنية ولذلك كان يجري استهدافه دوما من قبل قوات الاحتلال. وتابعت: أنجز خالد اتمام بناء منزله وكان يخطط لكي يتزوج وبدخل الفرحة إلى منزلنا، إلا أن قرار الاعتقال الأخير خطف فرحتنا التي كنا نخطّط لها منا ولكن ذلك لن يجعلنا أن نيأس أو نحبط وهذه هي ضريبة الدفاع عن الوطن والتمسك بحقوقنا حتى العودة والاستقلال.