إقناع السائح الجزائري يمرّ عبر الخدمات والأسعار 1500 فندق بمختلف التصنيفات بطاقة إيوائية فاقت 100 ألف سرير إنشاء 26 منصة إلكترونية وحلول رقمية وتصميم 58 موقعا الكترونيا محليا تعكف الدولة على توفير كل الإمكانات في إطار تشجيع السياحة الداخلية في البلاد من أجل استقطاب مزيد من السياح الأجانب، خاصة خلال موسم الاصطياف الذي تم افتتاحه هذه السنة تحت شعار "بلادنا تجمعنا"، من خلال ضمان جاهزية كل المرافق الخدماتية والسياحية إلى جانب تحضير وتجهيز الشواطئ المسموحة للسباحة. تشجيع السياحة الداخلية بالجزائر، يعد الهدف المسطر من طرف وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالتنسيق مع مختلف المتدخلين، وذلك في إطار اللجنة الوطنية متعددة القطاعات التي تترأسها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وكذلك الأمر بالنسبة لتطويرها بعيدا عن السياحة الموسمية، بشكل يتماشى وحجم المقومات والمؤهلات السياحية والطبيعية والتاريخية التي تزخر بها مختلف ولايات الوطن وفي مختلف الفصول. ويبرز هذا الحرص على توفير كل الشروط اللازمة لقضاء موسم سياحي متميز في أجواء آمنة ومريحة للسياح الجزائريين والجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، الأهمية الكبرى التي أولتها السلطات العليا للسياحة الداخلية عموما وموسم الاصطياف بصفة خاصة كونه موسما سياحيا مستقطبا لعدد كبير من السياح والمصطافين، ما من شأنه المساهمة في بعث التنمية المحلية والمساهمة في تنويع مداخل الاقتصاد الوطنية. الحظيرة الوطنية للفنادق مجنّدة لاستقطاب السياح.. تتوفر الجزائر على 1500 فندق بمختلف التصنيفات بطاقة إيوائية فاقت 100 ألف سرير، و36 فندقا دخل حيز الخدمة في الجزائر ابتداء من 2020 بعد رفع العراقيل عنها ومشاريع ضخمة استفاد منها القطاع مع إجراءات تحفيزية وتسهيلات، فيما سعت الحكومة عبر برامج استثمارية جديدة تستهدف من خلالها إضافة طاقة إيواء والمساهمة في توفير مناصب شغل جديدة. ففيما يتعلق باستحداث الهياكل الفندقية، تم استلام، منذ بداية السنة الجارية، 9 مؤسسات فندقية على مستوى الولايات الساحلية توفر 800 سرير و400 منصب شغل، ناهيك عن استلام 38 هياكل أخرى خلال السداسي الثاني من السنة الجارية. في المقابل، وبغية إنجاح موسم الاصطياف، عمدت الوزارة إلى استغلال الإقامات الجامعية وتخصيص فضاءات للمخيمات العائلية وتنظيم معارض للصناعة التقليدية ورحلات سياحية ونشاطات أخرى، بهدف استقطاب أكبر شريحة ممكنة من السياح، وكذا الترويج للوجهة السياحية للجزائر. من جهة أخرى، حرصت الوزارة الوصية على التأكيد في كل مرة على أهمية التحكم في الأسعار الفندقية لتكون معقولة وفي متناول العائلات الجزائرية، لاسيما ذات الدخل المتوسط على الأقل، على مستوى سلسلة الفنادق العمومية، وذلك باقتراح عروض سياحية تناسب كل فئات المجتمع. يضاف إلى ذلك ترقية مستوى الخدمات، لأن الرهان بالنسبة لهذه المؤسسات هو كسب ثقة السائح الجزائري، وإقناعه بضرورة اختيار الوجهة الجزائرية، على اعتبار أن العاملين اللذين يتحكمان في وجهة السياح الجزائريين هما السعر ونوعية الخدمات، فإذا توفرت سيختار السائح وجهته بناء على العروض المقدمة، خاصة وأن الجزائر تتمتع بمقومات سياحية جبلية وبحرية وحموية وصحراوية، وتراثية يؤهلها لتكون قطبا سياحيا بامتياز على مدار السنة، ما يفرض تنافسية الأسعار. الفيديوهات الترويجية سوّقت للوجهة الجزائرية.. في المقابل، لا أحد ينكر أهمية التسويق السياحي في الترويج للوجهة السياحية الجزائرية، نظرا لما يقوم به من دور في التعريف والترويج للمنتج السياحي وإن كان ما يزال ضعيفا، لكن الفيديوهات الترويجية للسياحة بالجزائر لعبت دورا كبيرا خلال السنتين الأخيرتين، إذ اختار بعض الشباب الهواة والمؤثرين، المنتوج السياحي الجزائري مادة دسمة لقنواتهم وفيديوهاتهم، وكان لها الفضل أيضا في التعريف بما تنام عليه الجزائر من كنوز سياحية لم تكن معروفة ما جعل منها قبلة سياحية بامتياز. ولعل دخول الأشقاء الليبيين والتونسيين وبعض المؤثرين من دول الخليج وكذا مصر، وبعض الوفود من السياح القادمين من الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية خير دليل على ذلك. المسارات السياحية.. ويعول القطاع على الرقمنة للنهوض بالوجهة السياحية للجزائر، لاستقطاب شرائح أخرى سيما الشباب والطلاب، وذلك من خلال إطلاق البوابة الإلكترونية "مسارات الجزائر السياحية" في إطار برنامج رقمنة قطاع السياحة والصناعة التقليدية 2021-2024 والذي يقضي برقمنة كافة النشاطات والهياكل التابعة للقطاع بإنشاء 26 منصة إلكترونية وحلول رقمية، وتصميم 58 موقعا الكترونيا محليا. وتم وضع نظام المعلومات الجغرافي لتسيير المناطق والمواقع والهياكل السياحية حيز التنفيذ، والذي تم إنشاؤه بالتعاون مع الوكالة الفضائية الجزائرية، وذلك عبر منصة رقمية تحتوي على تطبيقات متعددة الوظائف من بينها توفير المعلومات والبيانات والإحصائيات والخرائط والمخططات والتقارير والاستبيانات ووضعها تحت تصرف المصالح المعنية لاستغلالها وفق حاجاتها، بالإضافة إلى التعريف بما تتوفر عليه الجزائر من مقومات سياحية متنوعة ضمن مسارات مختلف أنواع السياحة، حيث ستقدم الإضافة المرجوة للترويج والتسويق للمنتج السياحي الذي تعرضه مختلف الوجهات السياحية المحلية، وتشجيع بروز أقطاب الامتياز السياحي. وكان الإطلاق التجريبي لهذه البوابة في مارس 2022، ب281 مسارا سياحيا موضوعاتيا، ليشهد ارتفاعا تدريجيا خلال ثلاثة أشهر متتالية، بإحصاء 377 مسارا سياحيا موضوعاتيا، وهو عدد يفوق الأهداف المسطرة والمقدرة ب365 مسارا، وبلغ عدد المواقع السياحية شهر جوان 1123 موقعا.