تشديد على إعادة الرئيس الشرعي المنتخب للنيجر محمد بازوم إلى منصبه رحب وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، ووزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الشرق إفريقي بجمهورية تنزانيا الاتحادية سترجومينا لورانس تاكس، بالنتائج «الإيجابية» إلى توصلت إليها الدورة الخامسة للجنة التعاون المشتركة الجزائرية-التنزانية، والتي «تدل على الرغبة المشتركة في مواصلة تعزيز روابط التعاون القائمة بين البلدين». كما أعرب وزيرا خارجية البلدين في البيان المشترك الصادر في ختام أشغال الدورة الخامسة للجنة التعاون المشتركة بين البلدين، التي انعقدت بالجزائر العاصمة، عن «ارتياحهما للعلاقات الثنائية الممتازة بين الجزائروتنزانيا التي وضع أسسها قائدا البلدين»، لاسيما وأن انعقاد هذه الدورة جاء وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ورئيسة جمهورية تنزانيا الاتحادية سامية سولوحو حسن. وشدد الوزيران على «ضرورة تسريع تنفيذ مجالات التعاون المتفق عليها» والتي تشمل المجالات السياسية والدبلوماسية والدفاع والأمن والطاقة والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية الثقافية والتعليم والرياضة والشباب. كما تم الاتفاق على سبل ووسائل تنشيط وتعزيز الشراكة بين حكومتي البلدين وشعبيهما، وفقا للبيان. وعلى الصعيد الدولي، رحب الطرفان، بتوافق وجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والقارية والدولية ذات الاهتمام المشترك وجددا العزم على تكثيف المشاورات السياسية ومواصلة الجهود لتعزيز السلم والاستقرار والتنمية ومثل التكامل في القارة الإفريقية بغرض تحقيق أهداف أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي، وفق ما أكده البيان المشترك للجنة المشتركة. وفيما يتعلق بالوضع في النيجر، أدان الوزيران ب»شدة» التغيير غير الدستوري للحكومة الذي حدث في 26 جويلية المنصرم. وأعربا عن تأييدهما لبيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الصادر في 28 جويلية الماضي، ودعيا إلى إعادة الرئيس الشرعي المنتخب محمد بازوم. كما دعيا جميع الأطراف إلى «الالتزام بحزم بنهج يؤدي بشكل حتمي إلى استعادة النظام الدستوري وعودة سيادة القانون في النيجر»، يضيف البيان المشترك. وفي سياق آخر، أكد الوزيران على «أهمية التمسك بقيم ومثل الوحدة الإفريقية» وحثا البلدان الإفريقية على العمل بشكل جماعي من أجل الحفاظ على وحدة الاتحاد الإفريقي وتماسكه، كما أشادا بالدور الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات في القارة، قبل أن يعربا عن قلقهما إزاء استمرار حالة عدم الاستقرار في بعض أجزاء القارة والتي تقوض أجندة التنمية والتكامل في إفريقيا. وجدد الوزيران، التزام الجزائروتنزانيا بالعمل معا بشكل وثيق في الجهود المبذولة لمعالجة النزاعات في إفريقيا، بما يتماشى مع روح «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية». دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وأكدت الجزائروتنزانيا دعمهما لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ولجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرامية لإعادة بعث المفاوضات بين طرفي النزاع من أجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم للقضية الصحراوية. وجدد البيان المشترك، موقف البلدين «المشترك بشأن حق الشعب الصحراوي المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير مصيره باعتبار الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا». وشدد وزيرا خارجية البلدين على دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، «لإعادة بعث المفاوضات بين طرفي النزاع دون شروط مسبقة وبحسن نية من أجل التوصل الى حل سياسي عادل ودائم يرضي الطرفين يقضي بحق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية/الاتحاد الإفريقي، وتجسيدا لأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي». من جهة أخرى، جدد الوزيران إدانتهما «القوية» للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره التي «لا تزال تهدد جهود الاستقرار والتنمية في إفريقيا»، واتفقا على مواصلة العمل عن كثب للقضاء على هذه الآفة وتداعياتها بما في ذلك التطرف والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، ولاسيما الاتجار بالبشر وجميع أنواع الاتجار، وتبييض الأموال، وكذلك دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن، بهدف تجريم هذا النوع من الدفع. وجاء في البيان المشترك، أن الجزائر بصفتها منسق جهود الاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب « تثمن العناية التي توليها تنزانيا لمكافحة الإرهاب خاصة أن تنزانيا تأوي المركز الإقليمي لمكافحة الإرهاب التابع للجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي». من جانبها، أثنت سترجومينا لورانس تاكس على جهود الجزائر الدؤوبة والرامية إلى حفظ السلم والاستقرار في إفريقيا، ولاسيما مساهمتها النشطة في تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، الموقع بباماكو في 15 ماي 2015. فيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أكد الطرفان دعمهما لعملية «تنظيم انتخابات شفافة وحرة «، تحت رعاية الأممالمتحدة، من أجل تلبية تطلعات الشعب الليبي لبناء دولة ديمقراطية وحديثة ومتحدة وموحدة، مع التحذير من أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في شؤون هذا البلد. إدانة انتهاكات الجيش الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين كما أدانت الجزائروتنزانياالمتحدة بشدة الانتهاكات المتكررة التي يرتكبها الجيش الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين، مؤكدتين على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وشدد البيان المشترك «على ضرورة معالجة القضية الفلسطينية وفقا للقانون الدولي ذي الصلة وقرارات الأممالمتحدة التي من ضمن ما تنص عليه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس». كما أعرب الجانبان عن دعمهما لجهود دولة فلسطين الرامية للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة والمنظمات ذات الصلة. وشدد الوزيران في هذا الإطار، على الحاجة إلى «ضرورة إدخال إصلاحات» على مجلس الأمن الدولي، مع التأكيد على دعم البلدين لمسار الإصلاحات بما يتماشى مع (توافق إيزولويني) و(إعلان سرت) لسنة 2009 من أجل رفع الظلم التاريخي الذي لحق بالقارة الإفريقية. وبخصوص الأزمة الروسية-الأوكرانية، سجل الوزيران انشغالهما حيال الآثار الاقتصادية السلبية، لاسيما على البلدان النامية، مع الدعوة إلى حل سلمي للأزمة. وعلى صعيد آخر، أكد الطرفان على «أهمية التأييد والتمسك بروح عدم الانحياز والالتفاف حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك». كما رحبا بالدعم التقليدي المتبادل لترشيحات البلدين على المستويين الإقليمي والدولي. وفي هذا الصدد أعرب عطاف عن تقديره لدعم تنزانيا لترشيح الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة (2024-2025). ووافقت اللجنة الدائمة المشتركة على عقد دورتها السادسة في 2025 بتنزانيا، وفق ما جاء في البيان الختامي.