تعد قلعة بني حماد معلما تاريخيا إسلاميا يعود تاريخه لأكثر من 10 قرون، فهو أول موقع دخل التصنيف العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1980م. تقع قلعة بني حماد، في منطقة جبلية ببلدية المعاضيد شمال شرق ولاية المسيلة وتبعد عنها حوالي 30 كلم، كما تقع على بعد مسافة 225 كلم من العاصمة ويصل ارتفاعها فوق سطح البحر 1000 متر، بحيث تمثل بقايا حكم الدولة الحمادية التي تأسست عام 1007 على يد حماد بن بلكين بن زيري الصنهاجي البربري مؤسس الجزائر العاصمة، ثم توسّعت جنوبا وشرقا وغربا فوصلت القيروان شرقا وفاس غربا التي دخلها بلكين بن حماد عام 1057 وجنوبا إلى الصحراء، إذ تحيط بالقلعة جبال هدنا الرائعة لتشكل أجمل خلفية تلائم هذا الكنز الحضاري والتاريخي الرائع بحيث تمنح الزائر صورة معمقة عما كان عنه معمار المدينة الاسلامية في الماضي. بنيت قلعة بني حماد على الطراز المعماري الزيري والذي نقله الزيريون إلى الاندلس في بناءهم لقصر الحمراء بغرناطة وبعض قصور مدينة صقلية بإيطاليا، ثم هدمت عام 1152 ولم يبق منها سوى الصومعة وبقايا الزليج والرخام والجبس في متاحف الجزائر وفرنسا فهي تعتبر أقدم صومعة مربعة الشكل في شمال إفريقيا والعالم، حيث نقل الموحدون هذه الهندسة الى المغرب واشبيليا بالأندلس ثم انتشرت هذه الهندسة. ولازالت هذه القلعة تقاوم الزمن للبقاء بعد أن دمر نصفها وتكفل الزمن والتغيرات الجغرافية بما تبقى منها، لتبقى مئذنة مسجدها الكبير وبعض أسوارها شاهدة على أهم فترة في تاريخ الجزائر خلال الفترة الاسلامية.