المسرح الوطني الليبي وفرقة تونسية ضيفا شرف الدورة الثانية فتحت جمعية "المنارة الثقافية قورصو" ببومرداس باب المشاركة في الدورة الثانية من الأيام الوطنية "فتيحة بربار" لمسرح الشباب، التي ستجري فعالياتها نهاية نوفمبر القادم. في هذا الصدد، اقتربنا من رئيس الجمعية المنظمة، وليد عبد اللاهي، وسألناه عن جديد هذه الدورة، وأسباب اختيار الفنانة الراحلة فتيحة بربار، والشروط الواجب توفرها لإنجاح هذه التظاهرة المسرحية واستمراريتها، فكان هذا الحوار.. - «الشعب": بداية.. تمّ مؤخرا تجديد مكتب جمعيتكم (جمعية المنارة الثقافية قورصو بومرداس) وتزكيتك على رأسها.. ما الذي أنجزته الجمعية لغاية الآن؟ وما هي مشاريعها القادمة؟ وليد عبد اللاهي: شعارنا "المنارة تتجدد ولا تتبدد"، قلتها بعد انتهاء عهدتي كرئيس الجمعية، لا يهم من يترأس الجمعية من بعدي، المهم أن تبقى جمعية "المنارة" في الصدارة، وقد ختمت عامي الخامس بأجمل الأعمال مسرحية "جدب" بعد سلسلة من التتويجات في أعمالنا السابقة، وقد جدد مكتب الجمعية ثقته في شخصي، وأشكر كثيرا عبد العزيز قاصد، ورضا فروسي الذيْن قضيا معي مشوارا رائعا، واليوم جددت ثقتي فيهما في الأمانة العامة والمالية على التوالي، وكذلك تعيين محمد نايلي عبد الهادي نائب رئيس الجمعية. أما عن مشاريع الجمعية المستقبلية، فسنفتتح نوادي أخرى إلى جانب المسرح، على غرار نادي الموسيقى العصرية وكورال للأناشيد الوطنية بقيادة الفنان إدريس خالد كبير، ونادي الرسم مع الفنان يونس جنات، وإطلاق المسابقة الولائية "الريشة الذهبية لأحسن جدارية" على مستوى المركز الثقافي البلدي رابح أسكلو، وورشة فضاء مسرح الطفل بإشراف عبد العزيز قاصد. دون أن ننسى الأيام الوطنية فتيحة بربار لمسرح الشباب. - على ذكر الأيام الوطنية فتيحة بربار لمسرح الشباب.. ما هو جديد الطبعة الثانية؟ الدورة الثانية للأيام الوطنية لمسرح الشباب بومرداس، التي ستجري فعالياتها من 26 إلى 30 نوفمبر المقبل، برعاية من وزارة الثقافة والفنون والسيد والي ولاية بومرداس، وتحت إشراف مديرية الثقافة والفنون لبومرداس، ستكون تحت شعار "الفن الرابع مرآتنا جميعا". وقد فتحنا باب المشاركة للمخرجين الشباب، على أن يكون آخر أجل لاستقبال الملفات 20 سبتمبر. وتتشكل لجنة انتقاء العروض من سالي بن ناصر رئيسة، وعبد العزيز قاصد وفريد غالم عضوين، لانتقاء 07 عروض مسرحية تكون ضمن المنافسة الرسمية على جائزة فتيحة بربار الذهبية لأحسن عرض مسرحي، وإخراج، ونص، وسينوغرافيا، وممثل وممثلة، وجائزة لجنة التحكيم التشجيعية. وفيما يخص الورشات، ستكون هنالك ورشة في تقديم التظاهرات الثقافية مع الوجه التلفزيوني محسن بوزرطيط من المؤسسة العمومية للتلفزيون، وكذا ورشات: مسرح الشارع، طاقة الممثل، كتابة النص، والإخراج. إلى جانب تكريمات لشخصيات وطنية وعربية. وهنا أكشف حصريا ل«الشعب" بأن المسرح الوطني الليبي وفرقة مسرحية من تونس هما ضيفا شرف الدورة القادمة. - لا شكّ في أن فتيحة بربار قامة مسرحية وسينمائية جزائرية.. ولكن مع ذلك نسألك: لماذا اختيارها لتحمل هذه الأيام الوطنية اسمها؟ هل لديك أسباب ذاتية دفعتك لهذا الاختيار؟ كان لي الحظ أن عرفت فتيحة بربار صغيرا.. كانت إنسانة محترمة وجدا طيبة، كانت تحب الشباب وتشجعهم. وفتيحة بربار (واسمها الحقيقي فتيحة بلال) هي حقا قامة مسرحية بامتياز، وأردنا أن نثمن مجهودات هذه المرأة الفنانة والإنسانة تكريما لما قدمته في مشوارها، حتى يصبح ذكرى كل سنة لجيل المستقبل. كما أن الكثير يجهل أن أصول فتيحة بربار رحمها الله من ولاية بومرداس، وبالضبط من لقاطة شرق الولاية، والدافع الرئيسي لاستمرارنا هو دعم أولادها وبناتها، والشكر موصول للسيدة ليلى بربار التي ستكون المديرة الفنية لهذه الطبعة، وابنها سيدعلي بربار، والشكر أيضا لرفيقة دربها الفنانة القديرة حفيظة بن ضياف، التي ستكون رئيسة شرفية للمهرجان. - في رأيك، ما هي الظروف والشروط الواجب توفرها لنجاح هذه الطبعة الثانية، وأكثر من ذلك لتواصل الطبعات القادمة وعدم انقطاعها؟ لا بدّ هنا أن أعود إلى الدورة الأولى، التي كان تنظيمها بإمكانيات الجمعية والتعاون مع والي ولاية بومرداس، ورعاية الوزارة كانت رعاية شرفية، وكان ضيف شرف الدورة الأولى الفنان العالمي الليبي علي أحمد سالم، ممثل شخصية بلال بن رباح في فيلم "الرسالة"، ونجوم جزائريون على غرار بهية راشدي، عنتر هلال، أمال حيمر، صبيحة الشامي، أحمد بن حصير، مصطفى عياد. وقد نجحت تلك الدورة لكن ذلك تطلّب منا القيام بتحدٍّ كبير، ودخلت الجمعية في ديون خرجنا منها والحمد لله، واليوم، يتطلّب استمرار التظاهرة غلافا ماليا يفي بالغرض، وأشير هنا إلى أن 600 ألف دينار، التي تقدّمها الوزارة مشكورة، تبقى غير كافية لهذا الحدث المهم. كما نتمنى ترسيم هذه الأيام الوطنية كمهرجان، خاصة في ظل غياب مهرجان يهتم بمسرح الشباب. - إلى جانب نشاطك الجمعوي، أنت أيضا كاتب ومخرج مسرحي.. هل يشتغل وليد عبد اللاهي على مشروع مسرحي جديد؟ نستعد لتمثيل الجزائر في مهرجان vaga العربي بتونس من 01 إلى 08 سبتمبر المقبل، بعرضنا "جدب" باعتباره آخر إنتاجاتنا المسرحية.. بالمقابل، نتفرّغ للتحضير لأيام فتيحة بربار، حتى نكون في مستوى الحدث. - باعتبار التظاهرة موجهة للمسرحيين الشباب.. ما هي الكلمة/النصيحة التي توجهها لهؤلاء خاصة وأنك واحد منهم؟ نصيحتي للشباب: التكوين، ثم التكوين، ثم التكوين.. تعلموا من الأجيال السابقة، وآمنوا بما تستطيعون فعله.. المجد للشباب.