لأنّ الشعب الفلسطيني موحّد في مواجهة الاحتلال، فإن الضفّة الغربية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان الغاشم الذي يشنّه الكيان الصهيوني على غزّة، حيث أعلنت تضامنها مع الأشقاء المدنيين الذين يقتلون تحت نيران القصف الهمجي، وشنّت إضرابا شاملا عبّرت من خلاله عن انخراطها في الدفاع عن الارض والمقدّسات والأبرياء. كعادتها دفعت الضفة ثمنا باهظا من أبنائها، إذ ما زالت قائمة الشهداء الذين يسقطون هناك في ارتفاع متواصل، وقد بلغت أمس سبعة شهداء بعد ارتقاء الشاب الفلسطيني أحمد عواودة إثر اشتباك مسلح مع عساكر الاحتلال عند حاجز عسكري قرب نابلس. جاء ذلك في وقت عمّ الضفة إضراب شامل حداداً على أرواح الشهداء في الضفة وقطاع غزة ورفضاً لجرائم الاحتلال التي ينفذها بحق الفلسطينيين، والتي شملت أيضا إعتقال العشرات من أبناء الضفة خلال مداهمات نفذتها بمناطق مختلفة. وكعادتهم دخل المستوطنون على خطّ التّصعيد، وصوّبوا رصاصهم باتّجاه منازل الفلسطينيين في جلبون شرق جنين. كما استأنفوا اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في القدسالمحتلة، بحماية قوات الاحتلال الخاصة، ولكن بأعداد قليلة جداً. وكانت قوات الاحتلال استبقت هذه الاقتحامات بالتشديد من إجراءات تفتيش حراس المسجد تفتيشاً جسدياً دقيقاً ومنعتهم من الالتحاق بمراكز حراستهم، كما قامت بتمشيط ساحة الأقصى وطرد سدنته. وقرّرت قوات الاحتلال أيضا إغلاق الحرم الإبراهيمي حتى إشعار آخر، حيث وضع ضباط الاحتلال ورقة على بابه الرئيسي تفيد بإغلاقه أمام المصلين المسلمين. رسائل للانتقام من الفلسطينيّين في السياق، وبالتزامن مع إعلان الجيش الصهيوني عن نيته إجلاء السكان من محيط غزة، وغلقه كل المعابر في الضفة الغربية ومنع دخول وخروج الفلسطينيين، بدأت تنتشر دعوات تحض على الانتقام. فقد تناقل العديد من المستوطنين خلال الساعات الماضية رسائل للانتقام من العرب.