مجازر مستمرّة وعدد الشّهداء يتجاوز الألفين دخل العدوان الصهيوني على غزة أسبوعه الثاني، مخلّفا مزيدا من الشهداء والمصابين، بينما طلبت الولاياتالمتحدةالامريكية من الاحتلال تأجيل عمليته البرية إلى حين إخراج سكان شمال القطاع، في حملة تهجير هي بمثابة نكبة ثانية القصد منها وأد القضية الفلسطينية. استشهد وجرح عشرات الفلسطينيين في قصف للجيش الصهيوني، أمس، على سوق مخيم النصيرات المكتظ بالسكان وسط قطاع غزة. كما استهدف القصف المدفعي من الزوارق الحربية والدبابات، مباني ومنازل ومنشآت فلسطينية في كافة مناطق القطاع، ما رفع حصيلة الضحايا، بحسب ما أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، إلى 2215 شهيدا منهم 724 طفلا و458 سيدة. وأفادت الوزارة بإصابة 8714 مواطنا آخر بجراح مختلفة منهم 2450 طفلا و1536 سيدة. وذكرت أنّ 66 % من ضحايا هجمات الاحتلال هم من الأطفال والنساء. هذا وأعلن جيش الاحتلال استشهاد قيادي عسكري كبير في حركة حماس، هو "قائد العمليات الجوية" مراد أبو مراد في ضربة جوية. وفي ذات السياق، قالت محطة أخبار أمريكية، أمس، إن الولاياتالمتحدة طلبت من الاحتلال الصهيوني "تأجيل عمليتها البرية في قطاع غزة إلى حين إيجاد ممر إنساني في القطاع". نزوح جماعي في الأثناء، وبالتزامن مع غاراتها وقصفها الذي أودى بحياة ألفي شهيد وإصابة الآلاف، يصرّ جيش الاحتلال على الاسراع بتفريغ المنطقة الشمالية من غزة من سكانها حتى يتسنّى له شنّ هجومه البرّي. وقوبل هذا القرار الصهيوني اللاانساني باستنكار محلي ودولي واسع ووُصف ب "التهجير القسري الثاني للفلسطينيين"، بعد تهجيرهم عقب إقامة الكيان الغاصب على أراضي فلسطين التاريخية. هذا، وبعد أن حدّدت مهلة الإجلاء من شمال غزة ب 24 ساعة يوم الجمعة، يبدو أن دولة الاحتلال مددت تلك المهلة. فقد حثّ المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أدرعي، أمس السبت، سكان شمال القطاع على المغادرة "في الأيام الأخيرة" إلى جنوب وادي غزة، ما فهم على أنه تمديد لتلك المهلة، بعد تأكيدات أممية ودولية باستحالة نقل أكثر من مليون إنسان خلال ساعات من الشمال إلى الجنوب دون فتح شوارع آمنة أو وقف لإطلاق النار. وقال أدرعي بتغريدة على منصة "أكس"، إن الجيش سيسمح لسكان غزة بالتحرك عبر شارعين رئيسيين بين الساعة العاشرة والرابعة مساءً. بدورهم أعلن مراسلون أنه تم رصد تحركا لمدنيين فلسطينيين صوب الجنوب. في حين حذّرت عدّة دول عربية من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم، وعكست تلك التحذيرات، الجذور من أن الحرب الدائرة في الوقت الراهن في غزة قد تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها. بينما رأى عدد من المراقبين أن هذا الإنذار قد يكون مؤشراً لتوغل بري وشيك شمال القطاع، لاسيما أن كافة المعطيات العسكرية والتعزيزات التي دفع بها نحو حدود القطاع تشي بذلك. مشروع قرار روسي بمجلس الأمن في الأثناء، طرحت روسيا أمام مجلس الأمن الدولي مشروع قرار بشأن ما يجري من تصعيد في غزّة يدعو إلى "وقف إنساني لإطلاق النار والتنديد بالعنف ضد المدنيّين". ويدعو أيضا مشروع القرار الذي يقع في صفحة واحدة إلى الإفراج عن الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية، والإجلاء الآمن للمدنيين الذين يحتاجون للإجلاء. وقال دبلوماسيون إن النص سُلم إلى المجلس الذي يتألف من 15 عضوا خلال اجتماع مغلق حول الصراع الجمعة. ويشير مشروع القرار الروسي إلى الصهاينة والفلسطينيين، لكنه لا يذكر حماس على نحو مباشر. ويحتاج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو روسيا حق النقض (فيتو). ومن المعروف أن الولاياتالمتحدة تحمي حليفتها من أي إجراء في مجلس الأمن.