*الأممالمتحدة ومجلس الأمن عاجزان عن أداء دورهما الأساسي أكد أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الإستراتيجية رشيد علوش، أن خطاب الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، أمام مجلس الأمن، بخصوص الوضع في فلسطين، قوي ومميز يبرهن على ثبات موقفها تجاه القضية الفلسطينية والحرص على الدعم اللامشروط للقضية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني والمطالبة برفع الظلم الممارس عليه من قبل الاحتلال الصهيوني الذي يتنافى مع الأعراف والقوانين وقرارات الشرعية الدولية. قال أستاذ العلوم السياسية والباحث في الشؤون الإستراتيجية في تصريح ل«الشعب"، إن وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، وجّه، في كلمته أمام مجلس الأمن، رسائل عديدة واضحة وثقيلة الأبعاد، لاسيما ما تعلق بإدانة الانتهاكات الجسيمة التي يمارسها عدوان الكيان الصهيوني على غزة، والتهميش شبه الكلي للقضية الفلسطينية وتنامي التقليل من شأنها على الصعيد الدولي، إلى جانب التسامح غير المبرر مع الاحتلال الصهيوني، ومنحه حصانة مطلقة غير مقيدة وغير مشروطة بدون وجه حق، مشيرا إلى أن خطابه تضمن تشريحا دقيقا لواقع المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وإظهار الحقيقة وفضح جرائم العدوان الصهيوني ضد المدنيين الأبرياء بما يتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية. وأضاف محدثنا، أن عطاف سعى لجعل كلمته مرافعة للدفاع عن الحق الفلسطيني، والتأكيد على أنه لا حل للقضية إلا بمنح الشعب الفلسطيني حق إقامة دولته المستقلة في حدود 1967، ولا يمكن أن يعم الأمن في كامل المنطقة دون توقيف انتهاكات الكيان الصهيوني ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، وجرائم التطهير، والتصفية العرقية، وجرائم التهجير القسري والعقاب الجماعي بوصفه أمام مجلس الأمن، بأن ما يجري الآن من عدوان على غزة حلقة إضافية فظيعة من مسلسل الاحتلال، وحلقة لم يشهد لها تاريخ المنطقة مثيلا في الدموية والخراب والدمار نظير ما خلفته من حصيلة مفجعة في حق شعب أعزل مظلوم ومغدور ومحروم من أبسط سبل العيش والبقاء. وتابع - في السياق - قائلا، إن كلمة الوزير عطاف تضمنت أيضا رسالة قوية عن عجز الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي عن أداء الأدوار الأساسية التي تتحمل مسؤوليتها في حفظ السلم والأمن الدوليين في أدنى درجاته، من خلال تأكيده بأن هذه الجلسة تنعقد في ظرف استثنائي نتج عنه طمس وتشويه المعطيات الأساسية للقضية الفلسطينية، والذي ما كان ليحدث لولا تلاقي ظاهرتين اثنتين ساهمت كل واحدة منهما في تفاقم مفعول الأخرى والسعي لتهميش القضية الفلسطينية واختفائها كليا من على سلم أولويات المجموعة الدولية التي تنكرت لمسؤولياتها وتنصلت من قراراتها. وأشار المحلل السياسي إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الجزائر في دعم القضية الفلسطينية وتمسكها وحرصها على الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني، ويتجسد ذلك من خلال أدوارها البارزة في الدعوة لإعادة طرح القضية الفلسطينية ومناقشتها دوليا وعدم تغييبها من مجمل الاجتماعات الدولية على مستوى الأممالمتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، موضحا أن الموقف الجزائري ثابت في خدمة القضية المركزية الفلسطينية ودعمها اللامشروط وذلك وفاء للمسؤولية التاريخية للجزائر شعبا وحكومة تجاه الشعب الفلسطيني ودولة فلسطين.