* إقبال غير مسبوق على تقديم التّبرّعات المالية عبر حسابات الجمعية * الجزائريّون بأعلى صوت..لا تطبيع..لا تسهيل..لا مساومة كشف رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم، عن هبة تضامنية منقطعة النظير أقبل عليها الجزائريون لصالح الصامدين في غزة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، الذي يمارس أبشع أنواع الهمجية والوحشية والإبادة الجماعية الممنهجة ضد الشيوخ والأطفال والنساء العزل، وقال إن الجمعية تستقبل التبرعات عبر 58 ولاية من الوطن، مؤكدا أنّ تضامن الجزائريين مع فلسطين لا يستغرب من أحفاد الشهداء، الذين جعلوا القضية الفلسطينية قضيتهم الخاصة. شدّد قسّوم في لقاء مع "الشّعب"، على أنّ جمعية العلماء المسلمين كانت في عهد الاستعمار الفرنسي تدعم القضية الفلسطينية، وماتزال لحدّ الساعة، وقال إنها سباقة لدعم المقاومة الفلسطينية بجميع الإمكانات، موضحا أنه لا أحد قدّم الدعم للقضية الفلسطينية مثلما قدّمته جمعية عبد الحميد ابن باديس، بل وبكل ما أوتيت من قوّة سواء كان دعما ماديا أو معنويا، بل بكل ما هو متاح لها، يقول محدثنا.
بناء مستشفى بخان يونس قال قسوم إنّ جمعية العلماء "تكفّلت ببناء مستشفى في خان يونس بفلسطين، وهذا منذ حوالي 10 سنوات، وقد فتحت جمعية العلماء المسلمين حسابات بنكية عبر شعب الجمعية المنتشرة في 58 ولاية، وقد تجنّدت دوما لاستقبال تبرعات الجزائريين، حيث ترسل عن طريق دول إسلامية لها علاقات مع الفلسطينيين هناك، لدعم صمود المقاومين ضد المحتل الصهيوني، علما أن هذه التبرعات زاد حجمها خلال الأيام الأخيرة، خاصة منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، ونحرص على توفير الدواء وغيره من المساعدات التي تجمعها الجمعية وترسل إلى الفلسطينيين". وقال رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن الشعب الجزائري "أظهر تعاونا إلى أبعد الحدود، وهذا ليس غريبا على أبناء وأحفاد الشهداء، حيث نتلقى أموالا ضخمة، وما ساعدنا كثيرا وسهل من مهمتنا، التسهيلات التي تقدمها الدولة الجزائرية وهي عبارة عن إجراءات بنكية لتحويل هذه الأموال ووصولها إلى مقصدها، لذلك فإن الجزائر حكومة وشعبا تدعم القضية الفلسطينية، وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لدعمه شعبا ومقاومة". وكشف قسوم - في السياق - عن كثافة العملية التضامنية منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، حيث تلقّت جمعيته مساعدات قادمة من كل ولايات الوطن يرسلها جزائريون بغية تقديمها لسكان غزه الذين يعانون من ضربات العدو الصهيوني، حيث تستقبل شعب جمعية العلماء المسلمين هذه التبرعات، لتقوم بدورها بجمعها ووضعها في حساب الجمعية، ومن ثم تقوم بإرسالها إلى وجهتها المنشودة. في هذا الخصوص، أكّد قسوم أن استقلالنا في الجزائر يبقى ناقصا ما دامت فلسطين ما تزال تحت نير الاستعمار الصهيوني والاحتلال، الذي يمارس أبشع مظاهر الإبادة الجماعية الوحشية والهمجية في هذه الأيام من تقتيل الأطفال وذبح، ومحاولة ابادة الشعب الفلسطيني لتحقيق مآرب الصهاينة. وبلهجة الموقن، قال قسوم إن استقلال فلسطين قادم إن شاء الله، وقد أصبح شبه مؤكد، وما تقوم به المقاومة اليوم هو وسام نعلقه جميعا على صدورنا، وعلى كل مواطن عربي ومسلم أن يجعل قضية فلسطين قضيته الخاصة، حيث يقدم كل حسب مقدوره ما استطاع من الدعم والمآزرة والمعونة، فمن يستطيع تقديم الدواء، الغطاء والمال..فليفعل، ولابد أن نتجنّد جميعا لصالح القضية الفلسطينية. تاريخ الجزائر يعيد نفسه في فلسطين وحول ما يحدث بالأراضي الفلسطينية، اعتبر قسوم أن التجربة الجزائرية خلال الثورة التحريرية الخالدة قبلها في مقاومة الاحتلال الفرنسي، كانت قدوة المقاومة اليوم في فلسطين، حيث أخذت عن التجربة الجزائرية خلال الثورة التحريرية في مقاومة الاستعمار الفرنسي مستشهدا بقوله تعالى: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين"، ولكن بالإيمان يتعزز ذلك، وهو ما جعلنا نحن الجزائريون ننجح في طرد الاستعمار الفرنسي، وكذلك ستنجح المقاومة بإذن الله قريبا". وقال محدّثنا إن "تاريخ الجزائر يعيد نفسه في فلسطين، ليوقظ الجميع، ويبعث الأمل في الأمة، وليبدد خطر التطبيع ويشيع العزيمة في صفوف بني صهيون، بعدما تكسرت الأقلام وتمزقت الأزلام، وفسح المجال للضرغام المقدام، حيث زلزلت المقامة الفلسطينية زلزالها فباغتت "الجيش الذي لا يقهر"، بأثقالها، ودكت الحصون وبثّت الرعب في بني صهيون". وفيما يخص سؤال متعلق بموقف الدولة الجزائرية حيال التطورات الأخيرة بغزة، حيث رفضت المساواة بين الضحية والجلاد عبر مختلف المحافل الدولية، دون الحديث عن وقوفها الثابت ضد التطبيع، شدّد رئيس جمعيه العلماء المسلمين الجزائريين، على أن الجزائر هي النموذج الوحيد الذي ينبغي أن يُحتذى ويُقتدى به في العالم، وقال "الحمد لله، الجزائر حملت وما تزال تحمل شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وحاشا أن تكون فلسطين ظالمة، لذلك - يقول قسوم - فإن الموقف الوحيد اليوم في العالم أجمع الذي لا يمكن انتقاده هو موقف الدولة الجزائرية حكومة وشعبا، تحت شعار "لا تطبيع..لا تسهيل..لا مساومة..لا تعاون"، نحن الوحيدون الذي نجانا الله تعالى من كل هذه الأمور، لذلك فإان الفلسطينيين يعتزون بنا كثيرا، وفق تعبيره. وأنا دائما ما أقول للفلسطينيين - يضيف قسوم - إن الجزائريين يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى، مستشهدا بالمباراة التي جمعت الفريقين الجزائريوالفلسطيني خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث وقف الجمهور الجزائر من على أرضه يناصر الفريق الفلسطيني، وهي تجربة غير مسبوقة، ولن تحدث في أي محفل رياضي عبر العالم. ساعة الصّهاينة.. اقتربت وعاد رئيس جمعية العلماء إلى ما يحدث على الأراضي المحتلة، وقال: "ما يقدم عليه العدو الصهيوني من حرب إبادة وحشية على سكان غزة، فاق كل الجرائم التي ارتكبها السابقون من التّتار، والنازيون الأشرار، والعسكريون الفرنسيون الفجار، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن ساعة الصهاينة قد دنت، وأن شمسهم قد أفلت، وأن كوكبة المقاومين الفلسطينيين قد بزغت". وأضاف: "ما يحدث على الساحة الفلسطينية اليوم، ينذر بقرب نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فالأعراض التي يعبث بها الصهاينة، وأفعالهم الهمجية من هدم الديار على الكبار والصغار، واستئصال المستشفيات، بمباركة أعداء الإنسانية الفجار، كل ذلك ينم عن الاضطراب النفسي الذي يعانيه الغاصبون المحتلون، الذين أصبحوا يتصرفون تصرف الشاة الذبيحة التي تتخبط ذات اليمين وذات الشمال من جراء حشرجة الموت". واسترسل يقول: "يقدم الصهاينة على أفعالهم الهمجية الشريرة، بمباركة من الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وما ظلمناهم ولكن بقرب بعيدا، تخلى الغرب بزعمائه ومنظماته ودياناته، عن مراعاة أبسط للقيم الإنسانية، عندما أعلن تواطؤه مع قتلة الأطفال والنساء، والمرضى، والأطباء والإعلاميين، وكل العزل، وتملّص الغربيون من كل انتماء وطني، وإنساني، وصاروا يكيلون بمكيالين، وينظرون بعين واحدة بدل عينين. وإلا كيف نفسر التعامل الغربي في أوكرانيا ومع غزة؟".