انتفض نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس، ضد العدوان الصهيوني السافر تجاه الشعب الفلسطيني في غزة، ووقفوا وقفة رجل بقلب واحد يدعمون الشعب الفلسطيني في مسيرته التحررية ونضاله الطويل من أجل استرجاع سيادته الكاملة على أرض فلسطين. في جلسة عامة استثنائية عقدت، أمس، لمناقشة التطورات الأليمة والوضع المأساوي في فلسطينالمحتلة، جراء العدوان الصهيوني الجائر، خاطب نواب المجلس الشعبي الوطني، بكل مكوناتهم السياسية وعلى قلب رجل واحد كل ضمير حر في هذا العالم، ووجهوا وهم حاملين على أكتفاهم علم الجزائروفلسطين، وعلى رؤوسهم الكوفية الفلسطينية، ورافعين إشارة النصر، نداء لكل البرلمانات بأن تثور في وجه هذا الطغيان الذي تجاوز كل حدود القوانين والأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية. وتحت هتافات وشعارات «فلسطين الشهداء»، و»جيش.. شعب معاك يا غزة»، و»النصر لفلسطين»، اهتزت لها جدران قبة البرلمان، وحد ممثلو الشعب مطالبهم، من أجل دعم الشعب الفلسطيني الأعزل ونصرة قضيته العادلة، إلى غاية تحرير أرض فلسطين وقيام دولة مستقلة كاملة السيادة. وقالوا بصوت عال: «إن الفلسطينيين ليسوا منظمة إرهابية»، بل الإرهاب مجسد في سلوكات الكيان الصهيوني وفي ممارساته، وما تقدمه الدول المطبعة للكيان، الذي لديه سلوك يثبت أن دولته المزعومة دولة إرهابية، حيث يقوم بقتل المدنيين، استهداف المدارس والمستشفيات وممارسة العقاب الجماعي وهذه، بحسبهم، أركان الإرهاب. واعتبروا أن ما تشهده الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، سابقة في تاريخ البشرية، بالنظر للجرائم المرتكبة من قتل الأطفال، وتهجير السكان، منددين بازدواجية الخطاب السياسي والإعلامي وبالممازجة غير البريئة لما يحدث، وأكدوا أن «ما يحدث قضية احتلال، وليست مجرد حقوق اجتماعية واقتصادي ولا ماء وغذاء». وفي البيان الختامي للمشاركين في أشغال الجلسة البرلمانية الاستثنائية، أشاد نواب المجلس الشعبي بالمواقف الكبيرة والمشرفة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في إدانة الاحتلال وجرائمه، والوقوف إلى جنب الشعب الفلسطيني المقاوم، والسعي لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، ومساعيه الحثيثة للم الشمل الفلسطيني، وتمكين الدولة الفلسطينية من العضوية الكاملة في هيئة الأممالمتحدة. وثمنوا عاليا مواقف الدبلوماسية الجزائرية المتفرِّدة، موجهين الشكر لوزير الخارجية على تدخلاته في الأممالمتحدة، خاصة خطابه الأخير بتاريخ 24 أكتوبر 2023، الذي وصفوه ب»الصادق والمعبر عن ضمير الشعب الجزائري». وأكد نواب المجلس الشعبي الوطني، وقوفهم ومساندتهم المطلقة للمواقف الثابتة للجزائر تجاه القضية الفلسطينية، وأدانوا بأشد العبارات، الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الشقيق. وأوضحوا، أن مواقف الجزائر قيادة وشعبا، ومؤسسات ومكونات تستمدها من ثورتها المباركة، والتي نستحضر اليوم أمجادها، وليس غريبا أن تكون الجزائر في خندق المقاومة الرافضة للاحتلال. وذكر ممثلو الشعب العالم، بأن أصل المشكلة اليوم، هو الاحتلال القائم منذ نكبة 48، وهو الجريمة الأصلية التي تفرعت عنها بقية الجرائم، من حصار وتجويع وتهجير قسري ومنع المساعدات، واستهداف الأطفال والنساء والمدارس والمستشفيات والهلال الأحمر والصحفيين وغيرهم، وهي جرائم حرب، تقتضي المحاسبة. بالمقابل، أشاد نواب المجلس الشعبي الوطني، بالفعل البطولي للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي تقف في خط الدفاع الأول ليس عن الأمة فقط، بل عن الإنسانية وقيمها، فقضية فلسطين لم تعد قضية فلسطينية أو عربية، إنما قضية مركزية لكل أحرار العالم وشرفائه، ومقاومة الشعب الفلسطيني لم تكن يوما تخريبا أو إرهابا، إنما هي حركة تحررية، يحتضنها الشعب الفلسطيني المقاوم، ويعترف بها العالم الحر. وأكدوا حق الشعب الفلسطيني المقدس في مقاومته، والدفاع عن أرضه ومقدساته بكل الوسائل الممكنة، أمام ما يسلط عليه من ظلم وجور منذ 75 سنة، موجهين نداء لضمائر البرلمانيين والنخب والشعوب عبر العالم، للانتفاضة ضد هذه الغطرسة والضغط للتوصل لوقف فوري للعدوان وفتح المعابر. ودعوا الهيئات البرلمانية والإقليمية والدولية للتجند لأجل إرسال المساعدات الإنسانية والمشاركة في تشكيل وفود برلمانية للوقوف على الجرائم الصهيونية والمساهمة في إعادة الإعمار، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الموصوفة تحيل مجرمي الحرب الصهاينة الى محكمة الجنايات الدولية. وعلى خطى القيادة العليا للبلاد، قرر أعضاء المجلس الشعب الوطني، المبادرة بإرسال إعانات عاجلة للفلسطينيين في غزة المحاصرة وتقديم كل التضامن والدعم لهم. عطاف: الجزائر ستبقى داعمة للقضية الفلسطينية من جهته، خاطب عطاف نواب المجلس الشعبي الوطني، عقب اختتام أشغال الجلسة الاستثنائية حول الوضع الخطير الذي تشهده فلسطينالمحتلة، «جلستكم كانت حقا استثنائية بكل المعايير والمقاييس والمواصفات، لأنها أبانت عن مدى تطابق وتجانس مواقف دولتنا الوطنية بكل مؤسساتها، وأكدت مدى اللحمة والروابط بين الجزائروفلسطين». واسترسل قائلا: اعتقد أن ما صدحت به حناجركم قد عبرت بصدق عما يختلج في صدور الجزائريين والجزائريات، دون استثناء، في هذه الظروف العصيبة التي يشهدها إخواننا في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي قطاع غزة تحديدا. وأضاف، «ما صدحت به حناجركم اليوم قد أكدت، مرة أخرى، على سر العلاقة التاريخية المتميزة والاستثنائية التي تربط بين الجزائروفلسطين، على كافة المستويات، الرسمية والشعبية، وأثبتت سر قوة وصلابة موقف الجزائر الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل الأوقات والظروف». وتأكيدا لما أقره رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة، أكد عطاف أن الجزائر كانت ولا تزال وستبقى ناصرة وداعمة للقضية الفلسطينية، لأنها قضية وطنيين يقاومون من أجل وطن. وكما جاء على لسان رئيس الجمهورية «الفلسطينيون ليسوا إرهابيين»، إنهم أصحاب حق وحماة قضية وحاملو مشروع وطني أصيل ومتأصل. وأضاف عطاف، أن الجزائر كانت وستبقى مع فلسطين جنبا إلى جنب، ويدا في اليد إلى يوم النصر الأكيد، وأنها ستبقى ترافع وتعمل من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة ومن أجل إقامة دولة فلسطينية وسيدة عاصمتها القدس الشريف، مثلما تعهد بذلك رئيس الجمهورية.