أعلن الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك عبد الحميد زرقين، استئناف المركب الغازي ل«تيقنتورين» باين أمناس قبل 24 فيفري الجاري، بعد توقف عن الإنتاج منذ أزيد من شهر، جراء الاعتداء الإرهابي الذي استهدف هذه القاعدة يوم 16 جانفي الماضي. أكد زرقين على هامش المنتدى ال4 للجمعية الجزائرية لصناعة الغاز المنظم، أمس، بنزل «الشيراطون»، أن انطلاق المركز الغازي وإعادة تشغيله ستتزامن والذكرى 42 لتأميم المحروقات (1971)، مفيدا انه سيعمل بثلث طاقته الانتاجية (الوحدة الاولى) التي تم استكمال عملية تفتيشها، وهي جاهزة للتشغيل، ولا تنتظر موافقة الهيئة الأم للمحطة الشركاء في المشروع (سوناطراك، ستايت اويل، وبريتشبيتروليوم)، مع الاشارة إلى أن كلفة انتاج المركب بلغت 2 مليار دولار، وقد ساهم في زيادة حجم صادرات الجزائر نحو الأسواق الأوروبية. وأوضح زرڤين في سياق متصل أنه في مرحلة اولى، سيشتغل المركب بثلث قدرته الانتاجية التي تقدر ب9 مليار متر مكعب سنويا، مذكرا بان مركب تيقنتورين دخل مرحلة إنتاج الغاز الطبيعي والغاز المكثف سنة 2006، وكان قد أكد يوم الثلاثاء الفارط رئيس قسم العمليات بقاعدة «تيقنتورين» خلال زيارة وفد برلماني للمركب أن «الوحدة رقم 1 قد وفرت كل الضمانات التقنية والأمنية التي تجعلها قابلة لاعادة التشغيل». عطار يؤكد إصرار الأجانب على الاستثمار في الغاز وقد أكد حضور 23 شركة اجنبية (108 مهندس ومسيير) إلى هذا اللقاء، إصرارها على البقاء، ومواصلة مشاريعها الاستثمارية في الجزائر، وهي اشارة واضحة كما قال عبد الحميد عطار نائب رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة الغاز، خلال الندوة الصحفية التي نشطها على هامش المنتدى، لكون بلادنا ما تزال محط اهتمام كبريات الشركات الأوروبية، من خلال بحث سبل تطوير الشراكة مع سوناطراك، على المدى الطويل، والاستمرار في العمل سويا، لإيجاد الحلول لتقلبات الأسعار. وتجد الجزائر حسب المتحدث نفسها في مواجهة منافسة شديدة في انتاج الغاز من قبل دول كقطر وروسيا، وقد أفاد عطار في هذا الصدد بأن عدم اكتشاف حقول غازية جديدة خلال السنوات المقبلة، سيجعل كميات انتاج الغاز في بلادنا لا تكفي للتصدير، وتصبح الكميات المنتجة في آفاق 2030 كافية فقط لتغطية الطلب الداخلي من الاستهلاك. وأبرز في سياق متصل بأن كمية انتاج الغاز في الجزائر تقدر ب135 مليار متر مكعب سنويا، 54 مليار متر مكعب يعاد ارجاعها إلى المكان لاسترجاعها كنفط سائل، و85 مليار متر مكعب توجه للاستهلاك الداخلي، بينما تقدر الكمية المصدرة إلى أوروبا خاصة ب53 مليار متر مكعب. ويرى أنه من الضروري أن يتم التحضر لهذه المرحلة، من خلال تطوير طاقات بديلة، على غرار الغاز الصخري، الذي يوجد في أماكن رملية يمكن استغلاله، لكن قبل اثبات مردوديته، علما أن استخراج هذا النوع من الغازات يتطلب كميات هائلة من المياه. ونفى في سياق متصل، أن تكون سوناطراك قد أمضت على عقود استغلال شركات غاز فرنسية، وأوضح أن ما جرى التوقيع عليه من قبل الطرفين مجرد اتفاقيات لاستكشاف هذا المورد الطاقوي لا غير. وقد رافع ممثل شركة الغاز أمثال شركة (دي جي اف سويز) دوجر جان ماري على ضرورة تقوية الشراكة مع سوناطراك على المدى الطويل، بما تسمح بتطوير الاستثمارات، بعدما قدم تعازيه الخالصة لعائلات ضحايا حادثة «تيقنتورين»، مع الاشارة إلى أن اللقاء الذي يحضره 650 مشارك وطنيين واجانب، قد تخلله مداخلات قدمها مدراء شركات الغاز (سوناطراك وسونلغاز) ونظيرتها الأوروبية على ان تختتم أشغاله اليوم.