- افتتاح معرض ومؤتمر شمال إفريقيا «ناباك 2023» بمشاركة 45 بلدا - الوصول إلى نسبة 30٪ من الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي المتجدد أكد الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، عبد الكريم لعويسي، أمس الاثنين، بوهران، أن الجزائر تسعى للتكيف مع التغيرات العالمية في مجال الطاقة وتحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي، عبر اعتماد مزيج طاقوي يأخذ بعين الاعتبار كافة الطاقات المتواجدة. ذكر لعويسي، خلال إشرافه على افتتاح معرض ومؤتمر شمال إفريقيا للطاقة والهيدروجين «ناباك 2023»، ممثلا للوزير، أن «الاقتصاد العالمي يشهد تغييرات كبيرة تؤثر تأثيرا كبيرا عليه وتعد الطاقة من أهم مقومات هذه التغيرات لما تقوم به من دور كبير في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية». إضافة إلى ذلك - يضيف المسؤول - فإن «التحولات الهيكلية الجديدة في مشهد الطاقة العالمي، قد أثرت تأثيرا كبيرا على أسواق الطاقة، إذ تراجعت الاستثمارات البينية في مجال الصناعة البترولية والغازية، مما سيؤثر على أمن الطلب العالمي من الطاقة وعلى تحقيق التوازن». وفي ظل هذه التغيرات، يشير لعويسي، تسعى الجزائر للتكيف مع السياق الدولي والاستجابة في نفس الوقت للطلب الوطني المتزايد على الطاقة، مع المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد. وترتكز هذه المساعي على المضي بحزم نحو تحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي، عبر اعتماد مزيج طاقوي يأخذ بعين الاعتبار كل الطاقات المتاحة الأكثر ثقة والأكثر نظافة والاستفادة من المكاسب الناتجة عن تحسين كفاءة الطاقة والعمل على التحكم في استهلاكية المواد الطاقوية للحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. من جهة أخرى، تواصل الجزائر مجهوداتها في أنشطة البحث والاستكشاف وتوسيع دائرة احتياطاتها وزيادة قدراتها الإنتاجية وكذا تحسين نسبة الاسترجاع لاحتياطاتها البترولية والغازية، إضافة الى تثمين وتطوير الصناعات البتروكيماوية وتعزيز قدرات النقل من أجل الحفاظ على دورها وكذا تعزيز مكانتها كمورّد يحظى بالمصداقية والموثوقية في السوق الدولية، وفق ما أفاد به الأمين العام للوزارة. كما أدرجت الجزائر في هذا الصدد، استثمارات كبيرة في قطاع المحروقات عبر شركة سوناطراك فاقت 42 مليار دولار خلال الفترة 2023-2027، منها أكثر من 14 مليار دولار مخصصة لمشاريع الغاز من أجل الزيادة والحفاظ على قدراتها الإنتاجية من هذا المورد. وبالإضافة إلى مواردها الأحفورية، يضيف ذات المسؤول، تتوفر الجزائر على قدرات هائلة من الطاقة الشمسية، حيث تم إطلاق برنامج تطوير الطاقات المتجددة، الذي يهدف إلى إنجاز قدرة إجمالية تبلغ 15.000 ميغاواط في آفاق 2035، منها 2.000 ميغاواط سيتم الشروع في إنجازها من قبل سونلغاز قريبا. وتسعى الجزائر من خلال هذا البرنامج، إلى الوصول الى نسبة 30٪ من الطاقات المتجددة في المزيج الطاقوي المتجدد. كما يسعى القطاع إلى الحد من الارتفاع المتزايد للطلب على الطاقة وترشيد استهلاكها، عن طريق اعتماد نموذج طاقوي فعال يمكن من الاستعمال الأمثل للطاقة في مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، بالتعاون مع القطاعات المعنية. ويعتبر تطوير الهيدروجين من بين الأهداف الأولية للحكومة، حيث تهدف الى جعله رافدا استراتيجيا تماشيا والتزاماتها وبرنامجها من أجل انتقال طاقوي جيد. وتتمتع الجزائر بميزات هامة تؤهلها لأن «تصبح رائدا إقليميا رئيسيا في هذا المجال، لاسيما بفضل إمكاناتها في مجال الطاقة الشمسية وشبكتها الواسعة من الكهرباء والغاز المعززة بوحدات تحلية مياه البحر»، استنادا إلى لعويسي. وفي مجال الحفاظ على البيئة، انخرطت الجزائر بشكل كامل -يضيف لعويسي- في الديناميكية الدولية لمكافحة تغير المناخ والحد من البصمة الكربونية، «من خلال تقديم حلول ملموسة وفقا لالتزاماتها في إطار اتفاق باريس وأجندة الأممالمتحدة 2030 وقد قامت بجهود كبيرة للحد من انبعاثاتها واعتماد نهج استباقي لتحقيق ذلك». كما يعد التخزين الطبيعي للكربون، أحد المحاور الرئيسية التي ستنتهجها الجزائر باستثمار 1 مليار دولار في مشروع إعادة تشجير مساحة إجمالية تشمل 420 مليون شجيرة على مدار 10 سنوات، مما سيسمح، إضافة إلى تخزين الكربون بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بخلق فرص عمل. في هذا الصدد، فإن الجزائر «متفتحة لتطوير شراكات لاستكمال تقنيات وحلول تكنولوجية، التي تهدف الى الحد من انبعاثات الغاز والاستخدام الأمثل للغازات المسترجعة التي يمكن تثمينها في السوق الوطنية والدولية». وذكر في الأخير، بأن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بطريقة مستدامة واقتصادية «يعد تحديا كبيرا، لذا وجب علينا العمل على تعزيز قدراتنا الإنتاجية لضمان الأمن والانتقال الطاقوي في ظل التقليل من التأثير على النظم البيئية». مشاركة 500 عارض يمثلون 45 بلدا افتتحت، أمس الاثنين، بمركز المؤتمرات «محمد بن أحمد» لوهران، الطبعة 11 لمعرض ومؤتمر شمال إفريقيا للطاقة والهيدروجين «ناباك 2023» بمشاركة 500 عارض يمثلون 45 بلدا. أشرف على مراسم افتتاح المعرض الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم عبد الكريم عويسي، بحضور كل من الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي، ورئيس الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات «النفط» مراد بلجهام، ورئيس سلطة ضبط المحروقات رشيد نديل وسفراء عدد من الدول. تنظم هذه الطبعة تحت شعار «تعزيز التحول التدريجي للطاقة من خلال الابتكار التكنولوجي»، حيث تشكل التظاهرة موعدا هاما لمناقشة التحول الطاقوي التدريجي ومستقبل الطاقات الأحفورية في السياق الطاقوي العالمي. وتجمع هذه النسخة 11، على غرار الطبعات السابقة، العاملين في قطاع النفط والغاز وموردي المنتجات والخدمات المتعلقة بقطاع الطاقة، حيث تسجل مشاركة أهم الفاعلين في مجالي البترول والغاز، على غرار وزارة الطاقة والمناجم ومجمع سوناطراك والعديد من فروعها، فضلا عن الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات «النفط» وسلطة ضبط المحروقات ومجمع سونلغاز. كما تشهد مشاركة كبريات الشركات العالمية في مجال الطاقة، على غرار «توتال إنيرجيز» وإايني» و»ايكسون موبيل» وغيرها من الفاعلين الاقتصاديين لخلق فضاء مثالي لتطوير مشاريع هامة في السوق الطاقوي الجزائري، وفق المنظمين. وسيتم خلال هذه التظاهرة الاقتصادية، المنظمة من طرف وكالة «سارل ناباك»، مناقشة العديد من المواضيع المحورية من أجل تحفيز هذا التحول المرتبط بالانتقال الطاقوي التدريجي، سيما دور الطاقات الأحفورية في المشهد الطاقوي المستقبلي، بما في ذلك التكنولوجيات المحتملة لاستخدام أنظف للطاقات الأحفورية وإزالة الكاربون في الصناعة الطاقوية، مثلما أشير إليه. كما ستسمح هذه الطبعة، بالتطرق إلى «الاستكشاف والإنتاج: تحديات وفرص» و»الاستراتيجيات وحلول إزالة الكاربون في الصناعة الطاقوية» و»الهيدروجين كعامل محوري للانتقال» و»النجاعة الطاقوية في مجال الصناعة من أجل تقليص الاستهلاك الطاقوي أولوية لمستقبل مستدام». وسيبحث المشاركون تصورات واستراتيجيات أخرى، تهدف إلى تعزيز النجاعة الطاقوية في القطاع الصناعي، يضيف نفس المصدر، مشيرا إلى أن «الابتكار التكنولوجي يحتل مكانة مركزية في مجال الانتقال الطاقوي مع الاستثمارات والشراكات في البحث عن تكنولوجيات جديدة نظيفة ومستدامة وتطويرها بهدف تسريع هذا الانتقال». وأشار المنظمون، إلى أن التغير المناخي هو ظاهرة عالمية وأن «الانتقال الطاقوي يتطلب تعاونا دوليا ومبادرات ثنائية ومتعددة الأطراف ترمي إلى تعزيز تطوير الطاقة النظيفة والتأقلم مع المناخ». وأوضح نفس المصدر، أن «الجزائر مستمرة في الاستثمار في مجال توسيع قطاعها الطاقوي، حيث تساهم الجهود المبذولة في مضاعفة البترول والغاز في تعزيز مكانة البلد كفاعل محوري في الساحة الطاقوية العالمية. وعلى أساس تنوعها الفريد في الموارد الطاقوية، تلعب الجزائر دورا أساسيا في تحقيق الاستقرار الطاقوي بالمنطقة وفي تلبية الاحتياجات المتزايدة من حيث الطاقة على المستوى العالمي». وأضاف، أن معرض «ناباك» يواصل «لعب دور ريادي كمنصة للحوار الإفريقي والمتوسطي في قطاع الطاقة والمحروقات والهيدروجين».