عكست زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى ولاية تندوف، رؤية استراتيجية هامة جدا بعيدة الأمد، ذات أبعاد تنموية واجتماعية شاملة غير قائمة على المركزية الاقتصادية، واستهداف توزيع مكاسب التنمية على جميع مناطق الجزائر، وفق ما يرى أستاذ العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة وهران-2 البروفيسور زايري بلقاسم. أكد الباحث والخبير الاقتصادي زايري بلقاسم، في قراءة لمضامين زيارة العمل والتفقد التي قادت الرئيس تبون إلى ولاية تندوف الحدودية، أن الدولة حريصة على تحريك النشاط الاقتصادي بالمناطق الصحراوية من أجل ضمان تنمية شاملة. وأوضح زايري في تصريح خصّ به «الشعب»، أن هناك بُعدًا للزيارة يتعلق بتثمين الثروة المنجمية بالمنطقة، بغرض جعل الجزائر منتجا مهمّا للحديد في العالم، من خلال استغلال غارا جبيلات وتحويله إلى قطب منجمي مُحرِّك للتنمية الاقتصادية، ومنه تنويع مصادر المداخيل العمومية، باعتبار الحديد مصدرا مهمّا للدخل على مستوى الأسواق الدولية. وقال محدثنا، إن مشروع السكة الحديدية الجديد بولاية تندوف، يندرج في سياق جهود تعزيز البنية التحتية الوطنية التي ستساعد على تنشيط حركية انتقال السلع والأشخاص، وتنمية القطاع المنجمي عموما. فضلاً عن ذلك، يرتبط إنجاز هذا النوع من البُنى التحتية بالفضاء الإفريقي، بالنظر إلى قرب ولاية تندوف من دولة موريتانيا، لاسيما مع وجود رغبة ملحة في تعزيز هذه العلاقات عبر تطوير المناطق الاقتصادية والفضاءات الحرة، وتوفير شبكة متطورة من الطرق المزدوجة والقطارات لتوثيق مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول القارة السمراء، بحسب زايري. كما أبرز الباحث ذاته، أن هناك رؤية تنموية شاملة لدى السلطات العمومية وإدراكا كبيرا منها بضرورة تحريك النشاط الاقتصادي بالجنوب وربطه بالشمال، بإنجاز بنية لوجستية تحتية قوية مثل الطرق وخطوط السكك الحديدية وغيرها من المرافق. وتوقع زايري تحوّل الاستثمار المنجمي الحالي، بالشراكة مع المستثمرين الأجانب، إلى مُحرِّكٍ أساسي للتنمية المحلية، وستكون له انعكاسات اجتماعية إيجابية، خاصة ما تعلّق بسوق الشغل، واقتصادية بتوفير مزيد من مصادر التنويع الاقتصادي للبلاد، والسياسية المستقبلية بتمتين العلاقات مع الدول الإفريقية.