مع توسع العدوان البري في جنوب قطاع غزة، وطلب قوات الاحتلال الصهيوني من سكان مدينة خانيونس والنازحين فيها من سكان شمالي القطاع، التوجه إلى مدينة رفح، لم يعد هناك مكان يتسع للأعداد الكبيرة من النازحين التي تقارب مليون نازح في المدينة الحدودية، ما دفع الآلاف منهم لنصب خيامهم في منطقة السوافي الواقعة على الحدود الفلسطينية المصرية. أكدت مصادر محلية وصور، أن النازحين الفلسطينيين، أقاموا مخيماً لهم في منطقة مستشفى حمد بن خليفة بمدينة رفح، حيث يقع المستشفى في منطقة تسمى السوافي في حي تل السلطان، غربي المدينة، على مسافة أقل من كيلومتر واحد من الحدود المصرية. وقالت المصادر المحلية الفلسطينية ذاتها، إنه "بعد أن امتلأت مراكز الإيواء والأماكن العامة، بالمواطنين القادمين من مدينة خانيونس، والنازحين منها إلى مدينة رفح، اضطر المواطنون إلى المبيت في مستشفى حمد الذي كانت قطر تعمل على إنشائه قبل بدء الحرب على قطاع غزة"، مضيفةً أن "المباني لم تتسع للنازحين مع توافد الآلاف منهم، ما دفعهم إلى نصب الخيام بالقرب من المستشفى القطري". وأشارت المصادر إلى أنه "من المتوقع أن يتمدد مخيم النازحين خلال الأيام المقبلة، في حال استمر النزوح من مدينة خانيونس إلى رفح، أو من المناطق الشرقية لمدينة رفح نفسها، إذا ما توغل جيش الاحتلال فيها خلال الأيام المقبلة". وفي تفاصيل الوضع بمدينة رفح، قال رئيس البلدية أحمد الصوفي، إن "عدد سكان مدينة رفح تضاعف مرات عدة نتيجة موجات النزوح المتتالية إلى المدينة، وكانت أولاها من مدينة غزة وشمالها إلى رفح، من ثم موجة النزوح من خانيونس والنازحين فيها إلى رفح". وأضاف أن ذلك "خلق حالة تكدس كبيرة للنازحين في كل أماكن رفح، خصوصاً المناطق الغربية من المدينة، بما يشمل المستشفى القطري ومحيطه، مع بحث المواطنين عن أي مكان يأوي عائلاتهم، رغم عدم توفر أدنى مقومات الحياة في غالبية المناطق التي يتوجه إليها المواطنون". وحذر الصوفي من "كارثة إنسانية في مدينة رفح في حال لم يتم وقف عملية النزوح نحوها، أو في حال فكر الاحتلال بتوسيع عمليته البرية نحو مدينة رفح، التي باتت تأوي كل هذا العدد الكبير من النازحين، وفي كافة مناطق رفح من الشرق إلى الغرب". وأشار إلى أن "مرافق ومقدرات مدينة رفح بالكاد تكفي لخدمة أهالي المدينة، فكيف في ظل تضاعف الأعداد عدة مرات، باستمرار النزوح إليها، وبحاجة إلى كل مقومات الحياة من مياه وطعام وشراب وعلاج وكل شيء، خصوصاً مع استمرار الحرب الصهيونية على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين". تزايد أعداد النازحين وأطلقت المؤسسات الدولية نداءات عاجلة بضرورة إنقاذ الوضع الإنساني في قطاع غزة لا سيما المناطق الجنوبية فيها وسط تزايد أعداد النازحين، وعدم قدرة هذه المؤسسات على تقديم المعونة لهؤلاء النازحين، ما يتطلب تدخلاً دولياً فورياً من خلال فتح معبر رفح البري على مدار الساعة لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات لتفي باحتياجات المواطنين، المقدر عددهم في مدينة رفح وحدها بمليون نسمة. وتعليقاً على الوضع، قال المساعد السابق في وزارة الخارجية المصرية، عبد الله الأشعل، إن "الهدف الأساسي للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، هو تفريغ فلسطين من أهلها، سواء بالإبادة الجماعية، أو القصف المستمر، أو غيره، لكن المقاومة ستنتصر وستحرر كل الشعوب العربية". وأضاف الأشعل أن "التزاحم الحاصل عند معبر رفح، هدفه دفع السكان للمرور عبر البوابة إلى الجانب المصري. قنبلة موقوتة لقد باتت مدينة رفح تجسد أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم بعد أن تضاعف عدد سكانها وسط شح المساعدات الطبية والغذائية، وحتى ندرة مياه الشرب ما جعل المنظمات الإغاثية تعلن تفشي العديد من الأمراض، كالتهاب الكبد والاسهال، الناتجة عن الاكتظاظ وعدم كفاية المياه فضلا عن غياب محطات معالجة مياه الصرف الصحي. وقال توماس وايت، مدير شؤون وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة عبر حسابه في منصة "إكس" إن "أوامر الإخلاء الأخيرة قد تؤدي إلى نزوح نصف مليون شخص إضافي إلى رفح". كما أكد أن "البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لن تقترب حتى من توفير احتياجات السكان النازحين داخليا، الذين يمكن أن يصل عددهم إلى مليون شخص". إلى كل ذلك، تضاف مشكلة الغذاء، وشح الطعام، التي تفاقمت منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعاً واحداً، في الأول من ديسمبر بسبب تراجع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل، وعرقلة القتال العنيف لتوزيعها حتى في جنوبغزة. لكن الأسوأ قد يتفجر إذا ما قصفت القوات الصهيونية بقوة أكبر تلك المدينة التي تعرضت خلال الأشهر الماضية لغارات وضربات أيضا، أو توغلت براً نحوها.