أجمع المحلّلون والمتتبعون الذين اتصلت بهم "الشعب"، لتقييم الخرجة الأولى والتعادل المخيب للمنتخب الوطني ضد نظيره الأنغولي، أول أمس الإثنين، برسم افتتاح مباريات المجموعة الرابعة من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2023، على أنه كبوة جواد فقط وأن أشبال المدرب جمال بلماضي قادرون على التدارك ورد الاعتبار في المواجهة الثانية ضد بوركينافاسو لاقتطاع تأشيرة التأهل للدور ثمن النهائي. دزيزي بلال: المنتخب الوطني ضيّع الفوز في الشّوط الأول أكّد الدولي السابق ومدرب فريق نجم بن عكنون حاليا، بلال دزيري، أن المنتخب الوطني ضيع الفوز في 45 دقيقة الأولى بالنظر للفرص العديدة التي أتيحت له، مشيرا إلى أن على بلماضي مراجعة حساباته من ناحية تراجع لاعبيه بدنيا في المرحلة الثانية. وقال دزيري: "في الشوط الأول كان الأداء جيدًا بالنظر للفرص العديدة التي أتيحت لنا سيما عن طريق بغداد بونجاح، ولكن في الشوط الثاني لاحظنا الانهيار البدني للمنتخب الوطني، وهو أمر غريب نوعًا ما لأن المباريات القادمة ستكون بنسق أعلى وأقوى سيما من ناحية الاندفاع البدني في مباراة بوركينافاسو، كما أن موعد مباراة بوركينا فاسو سيكون يوم السبت القادم، بداية من الساعة الثالثة مساء، وهو الأمر الذي سيجعل مهمة الخضر أكثر صعوبة من الناحية البدنية، بسبب الأجواء المناخية في كوت ديفوار". وأضاف: فضلًا عن ذلك، لم أفهم تغييرات المدرب جمال بلماضي سيما أنه ليس إجباريا أن يحدث 5 تغييرات كاملة، بل قد تكفي إحداث تغيير أو تغييرين لإعادة التوازن داخل التشكيلة، لكن التعادل ليس نهاية العالم وأثق في عودة أشبال بلماضي للواجهة في اللقاء المقبل، لأن لا خيار لهم. جمال مناد: ما حدث سيناريو غير متوقّع لكن المنتخب لم يقص بعد من جهته، أكّد المدرب جمال مناد، أن المنتخب الوطني ارتكب الكثير من الأخطاء أمام منتخب أنغولا، الذي فرض عليه التعادل، وخيّب أبناء المدرب جمال بلماضي آمال الجماهير. وقال بطل إفريقيا في نسخة 1990 بخصوص المباراة: "لم يحسن المنتخب الوطني حسم النتيجة في الشوط الأول، بعد المستوى الكبير الذي قدمه، والسيطرة الكلية على مجريات اللعب، وتوفر الفرص للتهديف في العديد من المناسبات، حيث كان الفارق كبيرا بين المنتخبين من حيث نسق اللعب والاستحواذ، كما أن اختيارات بلماضي كانت هجومية منذ البداية باختيار وسط ميدان قوته في الجانب الفني، وكذلك ظهيرين يساعدان الهجوم باستمرار". وأشار مدرب شباب بلوزداد ومولودية الجزائر سابقا إلى أن أداء الخضر في الشوط الثاني كان مُحيّرا بعد التراجع الكبير، وقال: "ظهر وكأن لقاء آخر انطلق بتراجع السيطرة وقد يكون الإشكال بدنيا، ولكن أيضا بسبب ابتعاد بعض اللاعبين عن المباريات مثل بن ناصر، الذي لا يمكنه خوض مباراة كاملة، وعطال الذي لم يشارك في المباريات في الفترة الماضية، وتغييرات بلماضي جاءت بعد أن أضاع وقتا ثمينا، وكان من الصعب تعويضه أو التدارك رغم الضغط في نهاية اللقاء". وحول تعامل بلماضي مع اللقاء، أوضح مهاجم شبيبة القبائل سابقا: "أعتقد أنه انتظر الهدف الثاني من أجل القيام بالتغييرات، ولكن منذ الدقيقة 50 إلى حين تسجيل هدف التعادل، مرّ المنتخب الوطني بفترة فراغ واضحة، وكان على المدرب إقحام لاعب إضافي في وسط الميدان، والتغييرات حدثت بعد هدف التعادل وهذا لم يكن كافيا، لكن المنتخب لم يقص بعد من المنافسة وهذه البداية فقط ونثق في إمكانيات اللاعبين، وعلى بلماضي البحث عن استراتيجية أخرى لأن المنافس المقبل سيكون منتخب بوركينافاسو". شوقي محمدي: "الخضر" قادرون على العودة بقوّة أشار المحلّل شوقي محمدي، إلى أن قائد المنتخب الوطني رياض محرز لم يقدم أي شيء في مباراة أنغولا، وأنه كان لا بد من استبداله. وأضاف ذات المتحدث: "أعتقد أن بلماضي كان يتوقع أن يصنع محرز الفارق دائما، لكنه كان أداؤه متواضعا للغاية أمام أنغولا سيما من ناحية تمركزه فوق أرضية الميدان، وابتعاده كثيرا عن وسطي الميدان شعايبي وبن طالب، لو كان القرار لي لقمت باستبدال محرز خلال الشوط الثاني". وتابع: "كان يجب إقحام آدم وناس في المباراة مند البداية وفي الجهة اليمنى، حتى يكون مكان محرز، أتفهّم أن المدرب يعتمد على نجمه الأول، لكن...". ورغم ذلك، بدا شوقي محمدي متفائلا: "الخضر قادرون على العودة بقوة في اللقاءين المقبلين لأن هناك ست نقاط كاملة في المزاد وهذا يعني الفوز بهما، لكن لا ننسى أننا سنلعب مباراة ثانية قوية ضد أحد المرشحين للتأهل عن مجموعتنا وهو منتخب بوركينافاسو، وأعتقد أن درس أنغولا سيكون مفيدا للاعبين لتصحيح الأخطاء". عز الدين أيت جودي: لقاء بوركينافاسو سيكون مفصليا فيما لم يهضم المدرب عز الدين أيت جودي التغييرات التي قام بها المدرب الوطني جمال بلماضي، معتبرا أن لقاء بوركينافاسو المقبل سيكون مفصليا من أجل حسم التأهل للدور الثاني. وقال المدير الرياضي الحالي لشبيبة القبائل: "تغييرات بلماضي لم تكن مثمرة، كان عليه إحداث الفارق مبكرا مع بداية الشوط الثاني مباشرة، قصد حسم المباراة وتسجيل الهدف الثاني الذي كنا بحاجة إليه خاصة بعد سيطرتنا الواضحة على مجريات اللعب في الشوط الأول، وهدف أنغولا في اعتقادي كان متوقعا بالنظر للفرص العديدة التي أتيحت للمنافس". وأضاف أيت جودي: "ما حدث خيبة أمل، لكن ذلك لا يعني أننا خارج المنافسة، فعدة منتخبات مرشحة لم تدخل جيدا في البطولة على غرار منتخبات مصر، غانا، الكاميرون..ولقاء بوركينافاسو سيكون مفصليا طالما وأن نقاطه أكثر من مهمة، وشخصيا أتوقع أن يلعب الخضر مباراة قوية وكبيرة ضد بوركينافاسو".