الجامعة واكبت التطورات وهي تقود قاطرة العلم والابتكار أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أمس، عن مساعي القطاع لجعل الجامعة خلاقة للثروة من خلال استحداث مؤسسات ناشئة ومصغرة وتوفير بيئة أعمال مناسبة، كاشفا عن تسجيل الجزائر، ولأول مرة، في تاريخها الحديث، 1408 براءة اختراع. أوضح بداري، أمس، لدى استضافته بمنتدى «المجاهد»، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تولي بالغ الأهمية لاستحداث مسارات تكوينية تستجيب للاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، على غرار صناعة السيارات الكهربائية، لدعم تشجيع الإنتاج الوطني. حرص بداري على التأكيد بأن الوزارة تشجع عمليات التشغيل من خلال المؤسسات أو التشغيل الفردي، باعتبارها خلاقة للثروة وتبعاتها المالية أقل من الدخول في نظام مرتبي، مشيرا إلى تسجيل 405 مشروع مبتكر، من بينها 12 حولت إلى مؤسسة ناشئة وتشتغل بالسوق الوطنية. وأضاف في سياق ذي صلة، أن الجامعة واكبت وجابهت التحديات واستجابت إلى متطلبات المجتمع وهي تقود قاطرة العلم والابتكار، ما مكنها من احتلال المرتبة الثانية إفريقيا في الابتكار والإبداع وإنشاء مؤسسات ناشئة، هذا بالإضافة إلى تسجيل 39 منتوجا علميا وجه إلى المؤسسات الاقتصادية لأجل تبنيه. أشار الوزير إلى أن الدولة ضاعفت الميزانية المخصصة للقطاع، التي قفزت من 143 مليار دينار إلى 618 مليار دينار خلال هذه السنة، أي بزيادة 18٪ في ميزانية القطاع، وذلك بهدف تحسين نوعية التعليم في الجامعات وضمان الجودة التي تؤهلها لاحتلال مراتب متقدمة. أوضح بداري في ذات الشأن، أن نسبة الرسوب في الجامعات، خاصة في الليسانس كانت تتراوح مابين 30 و40٪ سابقا، لكنها انخفضت حاليا إلى 18٪، ما يدل على جودة التعليم مقارنة بالدول الأوروبية التي تصل إلى 60٪، موضحا في سياق ذي صلة أن نسبة النجاح في المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي بلغت 95٪. وأعلن في سياق تطوير الجامعة، عن دخول مشروع قياس جودة التعليم حيز الخدمة قريبا، موضحا أن سنة 2024 ستكون سنة لتحضير الجامعة لنموذج الجيل الرابع الذي يرتكز على الأنترنت، الذكاء الاصطناعي، الروبوتيك وكل ماله علاقة بالوسائل الحديثة، بحيث يكون الارتباط بين الفواعل التالية البحث العلمي، الابتكار والمقاولاتية. وصرح الوزير، كل المؤشرات توحي أننا في الاتجاه الصحيح، موضحا بخصوص مجال التكوين أنه في سنة 2023 أصبح لكل 30 طالبا في العلوم الإنسانية أستاذ مكون ولكل 20 طالبا في العلوم الرياضية والتكنولوجية أستاذ مكون، ما يدل على رفع عملية التوظيف، معلنا خلال سنة 2024 عن توظيف ألفي أستاذ مساعد «قسم-ب» في المؤسسات الجامعية وفي مختلف التخصصات. وأكد بداري، أن المجال سيكون مفتوحا أمام الجميع في مسابقة التوظيف في المؤسسات الجامعية والاستشفائية، مضيفا أنه وخلال الأسابيع المقبلة سيتم فتح 2000 منصب بعد الحصول على تأشيرة وزارة المالية، حيث ستوزع هذه المناصب كالتالي: 75 للعائدين من الخارج، و1725 منصب أستاذ مساعد «قسم-ب»، و200 منصب مخصص للأساتذة الاستشفائيين، وسيتم التوظيف حسب عدد المناصب المخصصة. وبخصوص تدريس الإنجليزية، قال وزير التعليم العالي، إنه يتم التحضير لجامعة من الجيل الرابع، مما يستوجب فتح نافذة على اللغات، خاصة الإنجليزية التي تعتبر بابا للانفتاح على العالم والتطلع على التكنولوجيا الحديثة، حيث أكد أن تعليم هذه اللغة في الجامعات أمر لا مفر منه، مذكرا بعدد الأساتذة الذين يدرسون اللغة الإنجليزية حضوريا والذي قدر ب28 ألفا، بمن فيهم 27 ألف أستاذ تم توظيفهم مؤخرا. وبشأن الليسانس المزدوج، أشار المسؤول الأول على القطاع، إلى وجود 8 مؤسسات جامعية نموذجية فتح بها الليسانس المزدوج، الذي يسمح للطالب بالتسجيل في شهادتين وببكالوريا واحدة، وهذا حتى يكون له حظ أوفر في الشغل من جهة، مضيفا بشأن الدكتوراه المهنية أنها في مرحلة متقدمة من التحضير.