طغى "منطق الحسابات" على معظم المقابلات، لاسيما خلال الجولة الثالثة من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا بكوت ديفوار، نظرا للمستوى المتقارب بين المنتخبات المشاركة في الدورة. فقد وجدت المنتخبات "المرشحة" للعب الأدوار الأولى في المنافسة، صعوبات كبيرة منذ انطلاق الموعد، كون جل الفرق المشاركة في الموعد الكروي القاري قامت بتحضيرات "جيدة" و«مركّزة"، وأصبحت المنتخبات التي كانت في عداد "غير مرشحة" تلعب بمستوى رفيع ولديها إمكانيات فنية وبدنية كبيرة، إضافة الى اعتمادها على الجانب التكتيكي الذي تطبقه عناصرها بامتياز.. حتى أن العديد من الاختصاصيين تركوا "كل الاحتمالات واردة" بالنسبة للمنتخبات التي ستذهب بعيدا في هذه الدورة. يمكن القول إن كرة القدم في القارة السمراء تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، حيث أن المنتخبات تعتمد على لاعبين لهم تكوين مميّز، يجعلهم يطبقون بصفة دقيقة "الرسم التكتيكي"، وتوزيع المجهود بشكل منطقي أثناء المباراة.. إلى جانب "التسيير الذكي" للمباراة.. خاصة وأن استراتيجية بعض الفرق تتغير في كل شوط من المباراة، وبشكل موفق في معظم الأحيان. كل هذه الأمور جعلت مستوى دورة كوت ديفوار تسير لحد الآن بمستوى جيد، ولاحظنا مستوى متقاربا بين المنتخبات في معظم المقابلات. ومن دون شك، فإن التنافس سيكون على أشده في الدور القادم، حيث ستعمل المنتخبات المتأهلة على مواصلة المشوار.. وستكون منافسة شديدة لبلوغ أدوار متقدمة في الدورة، حيث تسعى الطواقم الفنية الى "تسيير" الجانب البدني بشكل دقيق، كونه يعتبر "نقطة أساسية" للحفاظ على مستوى المنتخبات التي تسعى الى الذهاب بعيدا في الدورة الحالية.