آخر مستشفيات خان يونس، التي تشهد قصفا مكثفا منذ أكثر من أسبوع، قد يخرج نهائيا عن الخدمة بحلول يوم غد الثلاثاء، بسبب نفاذ الوقود، ليجد مئات المرضى والمصابون أنفسهم في مواجهة مصيرهم دون أية بدائل قد تخفف عنهم الألم وتدفع عنهم مصيرهم المجهول، بينما عطلت دول حليفة عمل أونروا بعد وقف تمويلها، في خطوة واضحة لإبادة الفلسطينيين. يعيد جيش الاحتلال الصهيوني استنساخ جرائمه في شمال القطاع في جنوبه، عبر محاصرة المدنيين والنازحين في مراكز اللجوء والمشافي، واستهدافهم. ويقترب جيش الاحتلال خطوة بخطوة من تكرار سيناريو مشافي الشفاء وكمال عدوان والمعمداني، شمالي قطاع غزة، في مستشفيي ناصر والأمل بخان يونس اللذين يتعرضان لحصار مطبق من قبل الدبابات. ويعيش مجمع ناصر الطبي في خان يونس، كارثة غير مسبوقة، إذ اتهم الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، قوات الاحتلال بتعمد شل قدرات المجمع. وقال القدرة، إن 30 شهيدا مجهول الهوية ما زالوا في ثلاجة الموتى، ولا يستطيع الأهالي دفنهم بسبب الحصار المفروض عليه منذ أربعة أيام. وتابع أن الأهالي اضطروا خلال الأيام الماضية إلى دفن نحو 150 جثة في ساحة المجمع الطبي. وأظهرت مشاهد القبور الجماعية التي حفرت في ساحة المستشفى، وتمّ دفن عشرات الجثث بداخلها. وقال أشرف القدرة، إن العد التنازلي لتوقف المولدات الكهربائية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس قد بدأ، وسينتهي بحلول يوم الثلاثاء نتيجة نقص الوقود. وأضاف، إن هناك نقصاً حاداً وخطيراً في وحدات الدم بالمجمع الطبي الذي تحاصره القوات الصهيونية. وتابع، عبر «تلغرام»: "تعرض خزانات المياه بمجمع ناصر الطبي للتلف والأعطال نتيجة الشظايا ونيران المسيرات الصهيونية، ما أدى إلى تسرب المياه إلى المباني وقسم العناية المركزة، ونقص المياه في مركز غسيل الكلى". وأشار إلى الحاجة إلى التنسيق للطاقم الفني لإصلاح الأعطال التي لحقت بخزانات المياه فوق أسطح مجمع ناصر الطبي، مؤكداً نفاد كثير من أدوية التخدير والعناية المركزة. وقال القدرة، في وقت سابق، الاحتلال الصهيوني عزل مجمع "ناصر" الطبي بمدينة خان يونس (جنوب القطاع)، وسط صعوبة في نقل الحالات الخطيرة منه بسبب القصف المتواصل. وعرض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر، حيث شن، سلسلة من الغارات المكثفة، الجوية والمدفعية بمدينة خان يونس وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها. وكانت وزارة الصحة قد أعربت عن خشيتها من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بداية من استهداف محيطها وصولا إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفيات جنوب القطاع. مقبرة داخل فناء "الناصر" وقال إن: "الأهالي اضطروا إلى دفن 150 من الشهداء والوفيات في ساحة مجمع ناصر الطبي نتيجة حصار قوات الاحتلال له". وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من انهيار مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، التي تشهد معارك بين القوات الصهيونية ومقاومين من الفصائل الفلسطينية. وكتب غيبريسوس، مساء الجمعة، على موقع «إكس» للتواصل الاجتماعي، أن مستشفى ناصر يعاني من نفاد الوقود والغذاء والإمدادات. نفاد مخزون الأوكسجين في الأثناء، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، نفاد مخزون الأوكسجين الخاص بمستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس جنوب قطاع غزة، بسبب استمرار الحصار، الذي تفرضه قوات الاحتلال على المستشفى منذ أسبوع تقريبا. وحذّرت الجمعية، في بيان صحافي، من خطورة نفاد الأوكسجين وعدم إمكانية الطواقم الطبية من إجراء العمليات الجراحية جراء ذلك. وأكدت استمرار القصف الصهيوني وإطلاق النار في محيط مستشفى الأمل التابع لها في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت، يوم الخميس الماضي، من فقدان حياة آلاف المصابين جنوب قطاع غزة، في حال توقف عدد من المرافق الطبية الرئيسية عن العمل بسبب تدهور الرعاية الطبية الطارئة ونفاد الأدوية. وأشارت الوكالة إلى أن 14 مستشفى من أصل 36 في غزة تعمل بشكل جزئي، بينها تسعة مستشفيات في الجنوب وستة في الشمال.