كان الجمهور العباسي هذا الأسبوع، على موعد مع مونولوج "زهرة الجزائر" الذي تمّ عرضه بمناسبة ذكرى يوم الشهيد، حيث يروي أحداثا تاريخية عاشتها أرملة شهيد، وما كابدته من مواقف مؤثرة ومأساوية في فترة الاستعمار الفرنسي، ما زالت راسخة في ذاكرتها، ترويها لكل الأجيال حتى تعرّفهم بحقيقة المستعمر الغاشم. برعت الفنانة مفيدة عداس في تجسيد دور زوجة الشهيد، وتألّقت في تجسيد الأحداث الدرامية ومزجها بالكوميديا ما صنع الفرجة وسط جمهور مسرح بلعباس، الذي استمتع بمشاهدة تفاصيل مسرحية "زهرة الجزائر"، التي تروي قصة طفلة وجدت نفسها تقاسم رجلا صعوبات الحياة في ظل الاستعمار الغاشم بعد أن تمّ تزويجها وهي صغيرة. فالمرأة جاهدت في تلك الفترة جنبا إلى جنب مع زوجها محمد ورفقائه، وشاركته كل المحن إلى أن استشهد دفاعا عن قضية وطنه وتركها تكابد قساوة الحياة، وبعد الاستقلال راحت تسرد كل ما وقع لها ولكل الجزائريين من مواقف وحجم المعاناة من قساوة المضطهد الفرنسي الذي عذب واغتصب وقتل النساء دون رحمة ولا شفقة، حيث ما زالت زوجة الشهيد محمد تعيش تلك الذكريات بعد أن ظن جميع من حولها أنها فقدت عقلها. مونولوج "زهرة الجزائر" هو قصة كل جزائرية عايشت فترة الاستعمار، وفقدت زوجها الذي ضحّى بنفسه لأجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. الممثلة مفيدة عداس كتبت قصة المونودراما، وجسّدت دور زوجة الشهيد بكل براعة، حيث مزجت خلال ساعة من العرض، بين الدراما والضحك وهي تسرد قصتها على خشبة المسرح، حيث انتهى العرض برفع العلم الجزائري وزغاريد الممثلة المتألقة. وبشأن هذا العرض، قالت بطلة المسرحية إنّ "زهرة الجزائر" عرضت ما لا يقل عن 500 مرة، ونالت في العديد من المهرجانات جوائز تتعلق بأحسن مونولوج، أحسن مونودراما، أحسن دور وأحسن عرض متكامل.