تم اعتماد وبموجب مرسوم، صفة مهنة "جامع النفايات " بشكل رسمي، إذ نصّ عليها المُشرع، شريطة أن يحوز ممتهنها على رخصة من قبل مديرية البيئة المؤهّلة، ومدّة هذه الرخصة ستّ سنوات، بحسب ما نصّت عليه المادة 04 من هذا المرسوم، وتبدأ الاستفادة من الإعفاءات والمزايا الضريبة منذ تاريخ الحصول على " رخصة جمع النفايات ". لأنّ الطرق الكلاسيكية في رسكلة النفايات لم تعد مجدية، خاصة بعد تغير طبيعة الاستهلاك الذي أدّى إلى تضاعف نسبة القمامة المنزلية، وكذا تشبّع مراكز الردم التقني، سيعزّز المرسوم رقم 24-61، طرق الفرز الانتقائي ويسهم في تثمين ثروة النفايات ضمن حلقة الاقتصاد التدويري بدلا من حرقها وإتلافها يقول مدير البيئة وحيد تشاشي. وتعرف ولاية البليدة، نشاط جمع النفايات من قبل شباب يتوجّهون نحو المفارغ العشوائية والحاويات ويقومون بفرزها لجمع البلاستيك الذي يسهل بيعه لبعض الشركات التي تقوم بطحنه وتبيعه في شكل حبيبات لمؤسّسات أخرى تقوم بتحويله، ويأخذ هؤلاء الشباب كلّ ما يمكن تثمينه مثل "الكرطون" الألمنيوم والنحاس والحديد والزجاج مقابل الحصول على أموال. وبتقنين نشاط الجمع سيكون خطوة مهمة في نظر تشاشي، الذي يعتزم تنظيم يوم إعلامي تحسيسي لفائدة الشركات الناشطة في مجال الرسكلة وكذا الجمعيات البيئية التي تقوم بتوعية الشباب الذين يشتغلون في مجال جمع النفايات، فهذا المرسوم يُشرك الخواص في عملية الفرز الانتقائي التي قررت السلطات الاعتماد عليها بإنجاز مركبين جديدين يتم تزويد كلّ منهما بمحطة تثمين النفايات العضوية وتحويلها إلى أسمدة. يقول أحد النشاطين في مجال جمع النفايات بشاحنته الصغيرة، بأنّ النفايات هي ثروة لأنّها تُدر أرباحا خاصة وأنّ المنطقة تضم نسيجا صناعيا مهمّا وشركات ناشطة في مجال الرسكلة، وهذا ما أدّى إلى تغيير الاعتقاد السائد بحسب تعبيره، فأصبح الشباب لا ينظرون إلى النفايات على أنّها فضلات وجب التخلّص منها، بل هي مصدر رزق وثروة وجب تثمينها بدلا من إتلافها بالحرق أو الردم. ويضيف محمد المقيم بأولاد يعيش:« بعد تضاؤل فرص العمل في السنوات الأخيرة، أصبح كثير من الشباب لا يخجل بالاسترزاق من المزابل، بعدما ظلّ هذا السلوك مصنّفا على أنه يقلّل من قيمة الشخص وسط أقرانه وجيرانه". وزيادة على عشرات المؤسّسات الخاصة تنشط في مجال رسكلة البلاستيك والألمنيوم، تقوم المؤسّسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني في بني مراد بعملية التثمين حيث تحقّق أرباحا مهمة سنوية، وتصدّر حبيبات البلاستيك إلى الخارج، فمثلا خلال سنة 2021 حقّقت أرباحا قدرها 10 مليار سنتيم من استرجاع النفايات وتدويرها. وتتطلّع مديرية البيئة في البليدة إلى إنجاح عملية الفرز الانتقائي مستقبلا على مستوى الأحياء والتجمعات السكنية، وذلك بهدف تخفيف الضغط على الشاحنات التي تقوم بنقل القمامة المنزلية إلى مراكز الردم التقني أو المركبين الجديدين اللذين سيتم إنجازهما في غضون الأشهر القادمة.