شهدت أسواق ولاية باتنة، في الآونة الأخيرة، انتعاشا كبيرا لتجارة بيع التمور بمناسبة الشهر الفضيل، حيث تزينت أغلب المحلات التجارية خاصة تلك المختصة في بيع التوابل والخضر والفواكه بمختلف أنواع التمور التي تسحر الناظر إليها وسط إقبال كبير على اقتنائها وبكميات معتبرة، ما يعكس ترسخ عادة اقتناء التمور لدى العائلات الأوراسية قبيل الشهر الفضيل وحرصها على المحافظة على هذه العادة المميزة. لا تكاد تخلو مائدة من موائد سكان منطقة الأوراس خلال الشهر الفضيل من أكواب لبن وحليب وصحن تمر، تفطر عليه بعد صيام يوم كامل، تقليدا لسيرة خير الأنام الرسول عليه الصلاة والسلام، فالتمر من ضروريات موائد الجزائريين عامة خلال شهر رمضان، سواء في الإفطار أو السحور وكذلك في السهرات العائلية، ما يعني حضوره الدائم طيلة الشهر الفضيل، ما يجعل من وفرته بأسعار معقولة تحديا كبيرا رغم الإنتاج الكبير له بولايات الجنوب وحتى بولاية باتنة التي أصبحت في السنوات الأخيرة قطبا لإنتاج التمور بمعدل فاق ال150 ألف قنطار الوسم الفلاحي المنصرم. وخلال جولة قادتنا لبعض الأسواق وقفنا على تهافت المواطنين لاقتناء التمور التي أسعارها تتراوح بين 350 دج و560 دج للكلغ، وهو أغلب المنتوج المعروض بهذه الأسعار، خلافا لمنتوج دقلة نور الجيد والدقلة الصفراء والعرجون، فسجلت ارتفاعا محسوسا عشية الشهر الفضيل ولا تزال الأكثر طلبا من طرف المواطنين وتتراوح أسعارها بين 750 و950 دج للكلغ الواحد. وتزين سوق الرحبة بوسط مدينة باتنة، بمختلف أنواع وألوان التمور، حيث يشاهد المتجول في السوق انتشارا لباعة التمور على اختلاف أنواعها وأصنافها وسط إقبال للمواطنينو، حيث أكد أحد الباعة، أنّ الأسعار معقولة جدا خاصة مع اقتراب الشهر الكريم، نظرا لوفرتها ما أسفر عن استقرار في أسعارها، مشيرا إلى إمكانية ارتفاعها خلال الأيام الأولى للشهر الفضيل خاصة تمر دقلة نور، إلاّ أنّها تبقى مطلوبة بكثرة. وأشار بعض التجار إلى أنّ انتشار الباعة الموسمين للتمور، دليل آخر على استقرار الأسعار بسبب وفرة المنتوج هذه السنة، رغم تضاعف الطلب عليها خلال رمضان، إلا أن وفرتها ستحول دون ارتفاع أسعارها بالشكل الذي يمنع العائلات من اقتنائها مهما كانت أنواعها، وهو الرأي الذي أيده مواطنون اقتنوا كميات من التمور، في حين أشار آخرون إلى أنهم قاموا بوضع كميات معتبرة في أكياس في الثلاجة وهي طريقة جيدة للحفاظ عليها وتفادي شرائها بأثمان نوعا ما مرتفعة خلال رمضان، وسيتم استخراجها لاستهلاكها في رمضان، على اعتبار أنه هناك من اقتنى كميات كبيرة خلال موسم جنيها وخوفا من تلفها قاموا بوضعها في الثلاجة لاستهلاكها في شهر رمضان. وأوضح مواطن آخر، أنّ تناول التمر من العادات المُستحبة في الشهر الفضيل، ويكثر الطلب عليه وهو موجود حاليا بكميات كبيرة، وأن الأسعار المرتفعة للتمر تتعلق بأنواع محددة وبطبيعة المُستهلك الجزائري أنه يُحب تناول أجود التمور، ويُقبل على شرائها حتى وان كانت مرتفعة السعر، حيث يربط ارتفاع سعر التمور أحيانا بشهر رمضان، في حيث أكد آخر أنّ التمور المترفعة الثمن يتم تصديرها للخارج، كما تُشير توقعات الإنتاج للموسم الفلاحي الحالي بلوغ عتبة إنتاج تفوق ال160 ألف قنطار عبر كل المساحات المغروسة من هذه الشعبة مع تخصيص غرف تبريد للحفاظ على هذا المنتوج من الكساد والتلف.