في اليوم ال163 للحرب على غزة، وسابع أيام شهر رمضان المبارك، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني إبادته للفلسطينيين وتقتيله للمدنيين العزل مرتكبا العديد من المجازر المروعة التي خلفت عشرات الشهداء معظمهم من النساء والأطفال. كما يصرّ الكيان الغاصب على تمديد عدوانه الغاشم إلى رفح حتى تحقيق كامل أهدافه العسكرية، فيما تتعالى الأصوات الدولية التي تطالبه بإجلاء المدنيين قبل أي اجتياح للجيب الصغير الذي لجأ إليه أكثر من مليون ونصف مليون نازح من مختلف مناطق قطاع غزة. ارتكب جيش الاحتلال الصهيوني مجازر جديدة في قطاع غزة خلال الليلة ما قبل الماضية وأمس السبت خلفت عشرات الشهداء معظمهم من النساء والأطفال. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس أن أكثر من 120شخصا استشهدوا وأصيب العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف صهيوني لعدد من المنازل والمباني في مدينة غزة بشمال القطاع، ومخيم النصيرات في الوسط، ومدينة رفح في الجنوب. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن القوات الصهيونية قصفت بناية سكنية من سبعة طوابق تؤوي نازحين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، ما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض. كما قصفت القوات الصهيونية منزلا في شارع الجلاء بمدينة غزة، وهناك مفقودون. وذكرت المصادر أيضا أن خمسة على الأقل استشهدوا وأصيب عدد آخر، في قصف على منزلين في حي التفاح وحي النصر بمدينة غزة، وارتقى 36 شخصا آخرون في قصف مدفعي صهيوني لمنزلين في مخيم النصيرات بوسط القطاع، كما أصيب عدد آخر. ونقلت الأنباء أمس، أن القوات الصهيونية قصفت بناية سكنية مكونة من سبعة طوابق وتؤوي نازحين في حيّ الرمال بمدينة غزة، وقالت إن عدداً كبيراً منهم ما زالوا تحت الأنقاض. وفي جنوب القطاع، قصفت قوات الاحتلال منزلا في مدينة رفح مما أدى لإصابة عدد من المواطنين. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الجمعة أن عدد شهداء القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي زاد إلى 31 ألفا و490 شهيدا، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 73 ألفا و439. وأضافت أنه ما زال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تمنع القوات الصهيونية وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم. استهداف مراكز الإغاثة في غضون ذلك قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إن جيش الاحتلال ارتكب خلال 48 ساعة 5 مجازر وجرائم ضد مراكز توزيع المساعدات على المواطنين المدنيين، وأفراد يعملون فيها، وقد بلغ عدد الشهداء فيها 56، إضافة إلى إصابة أكثر من 300 جريح. وأضاف المكتب الإعلامي أن جيش الاحتلال منع الوصول إلى جثامين أكثر من 10 شهداء ممن استهدفوا الليلة قبل الماضية بينما كانوا ينتظرون وصول المساعدات على دوار الكويت بمدينة غزة. وطالب كل دول العالم بفتح المعابر البرية، و«إدخال مئات آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة بشكل فوري إلى قطاع غزة لمواجهة المجاعة". هذا، وقد أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة، استمرار الاحتلال الصهيوني في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، حيث استهدف تجمعا لمدنيين فلسطينيين خلال انتظارهم وصول المساعدات الإنسانية عند "دوار الكويت" في مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، داعية مجلس الامن إلى تحمل مسؤولياته. وقالت المنظمة - في بيان أن هذه الجريمة تشكل "إمعانا في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية التي تستدعي التحقيق والمسائلة". وجددت دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة اتخاذ قرار حاسم بوقف العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع بشكل "كاف ومستدام". سفينة مساعدات ثانية تبحر من قبرص في الأثناء، أفرغت حمولة السفينة "أوبن آرمز" وهي الأولى التي تصل غزة عن طريق الممر البحري الجديد من قبرص بالكامل، وفق ما أكدت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) السبت. وقالت المنظمة الخيرية في بيان "أفرغت حمولة السفينة بالكامل ويجري تجهيز المساعدات لتوزيعها في قطاع غزة المحاصر لتجنب المجاعة. وقد أبحرت من قبرص الثلاثاء سفينة تابعة لمنظمة "أوبن آرمز" غير الحكومية الإسبانية، قاطرة منصة محملة 200 طن من المؤن من منظمة "وورلد كيتشن سنترال" وبلغت رصيفا عائما على شاطئ قطاع غزة الجمعة. وقالت المنظمة غير الحكومية عبر منصة "اكس"، إن "وورلد كيتشن سنترال تفرغ حوالى 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات وغير ذلك وصلت بحرا في وقت سابق. وفيما تفرغ هذه الحمولة تستعد سفينتنا الثانية للابحار من قبرص مع مئات الأطنان من المواد الغذائية الإضافية". وأكدت "أوبن آرمز"، "رغم الظلام والصعوبات لا يتوقف العمل في غزة لتفريغ 200 طن من الأغذية من وورلد سنترال كيتشن.. نأمل أن يشكل هذا الممر الذي دشناه اليوم طريقا موازيا للطرقات البرية لتخفيف وطأة الجوع والمعاناة". وقال نازح كان ينتظر على الشاطئ بعد مشاهدة السفينة في البحر، "إن شاء الله سيحضرون الطعام للأطفال… ندع والله أن يكون الطعام كافيا لأن الناس هنا يتضورون جوعا". وشددت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى في الأيام الأخيرة على أن نقل المساعدات بحرا أ وجوا لا يمكن أن يحل كليا مكان نقلها برا. جهود الهدنة متواصلة وعلى صعيد جهود وقف القتال، أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني أن وفدا سيسافر إلى قطر في إطار المفاوضات من دون تحديد موعد لذلك. وكانت حماس قدّمت صفقة لتبادل الأسرى ووقف القتال لكن الاحتلال رفضها. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الدول الوسيطة تعمل "بلا كلل على سد الفجوات المتبقية" بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار. وأبدى البيت الأبيض "تفاؤلا حذرا" بإمكان التوصل الى هدنة ولفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الى أن اقتراح حماس الجديد يندرج "ضمن حدود" ما ناقشه المفاوضون خلال الأشهر الأخيرة. رفح .. الهدف القادم هذا، وحذّرت الرئاسة الفلسطينية، من مغبة القيام باجتياح رفح وطالبت الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بسرعة التدخل. وأوضح بيان الرئاسة، أن العملية الصهيونية في رفح تعتبر استكمالا لمسلسل التهجير. وكان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني، قد أعلن موافقة الأخير على خطة العمليات العسكرية في رفح. وكشف المكتب في بيان له، عن أن رئيس الحكومة وافق على خطط عملية رفح، لافتا إلى أن الجيش يستعد لإجلاء السكان منها.