دماء الجوعى في غزة تختلط بالدقيق المنفلت من أكياس قضى بعضهم الليل في البرد للحصول عليها، فيما عرضت حركة حماس مقترح صفقة يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال. في المقابل، جدّدت عشائر القطاع تأكيدها أنها لن تكون بديلا عن الحكومة في القطاع، وشدّدت على وقوفها إلى جانب المقاومة. يوميات حزينة لا تكاد تختلف عن سابقتها سوى بتفاصيل غالبا ما تشمل أسماء الشهداء في القطاع المدمر والمحاصر، حيث دخلت الإبادة يومها 162 مع ارتكاب قوات الاحتلال الصهيوني مزيدا من المجازر. وقد أفادت الأنباء باستشهاد 100، وإصابة 200 جريح، جراء قصف لمدفعية الاحتلال وإطلاق نار من طائراته الحربية والمسيّرة، في أثناء انتظار حشد من المواطنين وصول المساعدات الغذائية في دوار الكويت، جنوبي شرقي مدينة غزة الخميس. وأظهر مقطع فيديو التقطه أحد الصحفيين جثامين عدد من الشهداء في مكان المجزرة، بينهم أطفال. من جهته، قال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن الاحتلال يستهدف لليوم العشرين على التوالي منتظري المساعدات. وأضاف، أن "العدو على علم بإحداثيات أماكن انتظار المواطنين، ويتعمد استهدافهم". من جهتها، دعت حركة حماس الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية للتدخل العاجل لوقف الإبادة، واتخاذ إجراءات لإدخال المساعدات. وقالت في تصريح صحفي، إن "فشل المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من الجرائم". وتسعى دول عدة لاعتماد آليات ومسارات جديدة لإيصال المساعدات، شملت إلقاء المساعدات جواً وتدشين ممر بحري من قبرص إلى القطاع. وتقول وكالات الإغاثة، إن الشاحنات الداخلة إلى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، وإنّ سلطات الاحتلال تعيقها بسبب عمليات التفتيش المرهقة وحصارها المطبق على القطاع منذ اندلاع الحرب. وليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف القوات الصهيونية فلسطينيين في قطاع غزة ينتظرون توزيع مساعدات. ففي شهر فيفري الماضي، تكرّرت المأساة التي عرفت باسم "مجزرة الدقيق"، والتي خلفت استشهاد نحو 118 فلسطينيا عندما فتح عساكر الاحتلال النار عليهم أثناء انتظارهم توزيع مساعدات تضم طحينا. "رايتسووتش": التّجويع " جريمة حرب" في السياق، قالت منظمة "هيومنرايتسووتش" الحقوقية، إن استخدام الاحتلال الصهيوني تجويع المدنيين سلاحا في قطاع غزة يشكل "جريمة حرب". جاء ذلك في منشور على حساب المنظمة الدولية عبر منصة "إكس". وأضافت المنظمة الحقوقية أن "السلطات الصهيونيةمنعت عمدا توصيل المياه والغذاء والوقود وأعاقت دخول وتوزيع المساعدات إلى غزة". وشدّدت على أن "استخدام تجويع المدنيين كسلاح يُعد جريمة حرب". سفينة مساعدات قبالة القطاع هذا، وقد وصلت شاطئ مدينة غزة، صباح أمس الجمعة، سفينة المساعدات الأولى التي اتبعت الممر البحري من جزيرة قبرص نحو القطاع. وأظهرت لقطات فيديو وصور، السفينة التابعة لمنظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية وهي تقترب من سواحل القطاع المحاصر. وتحمل السفينة على متنها 200 طن من المواد الغذائية لسكان غزة المهددين بالمجاعة، في ظل الحرب التي دخلت شهرها السادس. وأبحرت سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" من ميناء لارنكا في قبرص، الثلاثاء الماضي، في تجربة أولى لإطلاق مسار بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين أصبحوا على شفا المجاعة. وتُعد "أوبن آرمز" التي ترفع العلم الإسباني، أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة. وأبحرت السفينة "أوبن آرمز" من قبرص، الثلاثاء، باتجاه غزة، محملة بالمساعدات، في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا المجاعة. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة أعلنت قبل أيام، عزمها إنشاء رصيف بحري على شواطئ غزة لتسهيل استقبال المساعدات عبر البحر، في عملية ستستغرق أسابيع.