لم يتمكّن المنتخب الوطني لكرة اليد (رجال) من تحقيق التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024، بعدما انهزم في كل لقاءات الملحق العالمي الذي جرى بألمانيا من 14 الى 17 مارس الجاري، والذي كان آخر محطة مؤهلة للحدث الأولمبي، حيث تأهّل عن المجموعة الثانية كل من منتخبي ألمانياوكرواتيا. شارك الفريق الوطني ضمن الملحق العالمي المؤهل للألعاب الأولمبية باريس بعدما احتل المركز الثاني في البطولة الأفريقية التي جرت شهر جانفي 2024 بمصر، إلا أن الأمور كانت صعبة أمام أشبال الناخب الوطني فاروق دهيلي، بعدما أوقعتهم القرعة في المجموعة الثانية رفقة كل من ألمانيا صاحبة المركز الرابع أوروبيا، وكرواتياوالنمسا الثامن والتاسع أوروبيا على التوالي، ما أدّى إلى خسارة كل اللقاءات وبفارق أهداف كبير رغم تقديم اللاعبين ما عليهم فوق البساط، إلا أن ذلك غير كاف في المستوى العالي الذي يتطلب جاهزية كبيرة وعمل على المدى البعيد. وقفنا على عدة إحصائيات خلال مباريات الملحق العالمي، حيث تلقّى دفاع الخضر أكبر عدد من الأهداف، والتي تجاوزت الأربعين في اللقاءين الأول والثاني ضد كل من ألمانياوالنمسا بنتيجة 41 مقابل 29 و41 مقابل 26 على التوالي، فيما انتهى اللقاء أمام كرواتيا بنتيجة 34 مقابل 22، أي أن المجموع كان 116 هدف، فيما اكتفى الهجوم بقيادة بركوس وعبدي من تسجيل 77 هدفا وقع منها أيوب عبدي 24 هدفا لينال بذلك وصافة الهدافين في الدورة بعد الألماني اوشين، بينما وقع بركوس على 19 هدفا، وكان رجل المباراة في اللقاء الثاني ضد النمسا بعد الأداء الرائع الذي قام به فوق البساط. أما لاعبو الدائرة وقّعوا على 9 أهداف لكل واحد منها، والأمر يتعلق بكل من هشام كعباش، زنادي عبد الجليل، باستيان خرموش، أما الحارس خليفة غضبان قدم أداء كبيرا في أول لقاء، وتصدى لعدد من الكرات القوية رغم صعوبة المأمورية أمام فرق عالمية تعرف كيف تتفاوض مع الكرات، حيث تصدى في المجموع ل 15 محاولة من 54 تسديدة في اللقاءات الثلاثة، وبهذا فإن الأرقام المسجلة خلال الملحق العالمي الذي كان فرصة للمدرب الوطني دهيلي للوقوف على النقائص الموجودة خلال هذه المنافسة الصعبة وذات مستوى كبير، وذلك بعدما نجح في إعادة الكرة الصغيرة الجزائرية الى الواجهة على الصعيد الأفريقي، حيث أعاد المنتخب للنهائي بعد غياب دام 10 سنوات، لكن الأمور تختلف بين المباريات في البطولة الأفريقية والدورات العالمية. تعتبر الدورة المؤهلة لأولمبياد باريس بمثابة المحطة الحقيقية للطاقم الفني من أجل وضع برنامج عمل في المستوى العالي، لبداية العمل الكبير من أجل رفع المستوى والتحضير الجيد لبطولة العالم مطلع عام 2025 وذلك من خلال استغلال تواريخ التوقف الدولي، والبداية ستكون في شهر افريل القادم بوضع خطة واضحة تتخللها تربصات ومباريات امام منافسين في المستوى العالي، مثلما كان عليه الحال في الملحق العالمي، لأن مثل هذه اللقاءات تسمح للاعبين بالاحتكاك مع المستوى العالمي، وبهذه الطريقة يكون الفريق الوطني جاهزا للمواعيد الكبرى. وللإشارة، فإن المنتخب الوطني شارك في الألعاب الأولمبية أربع مرات، دورة موسكو 1980 حقّق خلالها فوزا واحدا و5 هزائم، وأنهى الفريق الوطني المنافسة في المركز العاشر، محطة لوس انجلوس 1984 والتي انهزم فيها المنتخب الوطني في 6 لقاءات واحتل المركز الأخير، محطة سيول سنة 1988 فاز خلالها الفريق الوطني في مباراة واحد واحتل المركز العاشر، وكانت دورة أتلانتا سنة 1996 اخر مشاركة للمنتخب الوطني لكرة اليد ضمن الحدث الأولمبي، حيث احتل المركز العاشر بعد تحقيق فوز و5 هزائم، كما سجل " الخضر" 435 هدف، وتلقى الدفاع 556 هدف من مجموع 24 لقاء على الصعيد الأولمبي من خلال تحقيق فوزين وتعادل و21 هزيمة.