قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إن الإبادة الجماعية في قطاع غزة "حقيقية والتهجير قادم"، وسط مواقف دولية "شكلية" لا ترتقي لمستوى حرب الإبادة التي تمارس على قطاع غزة. أكد الوزارة في بيان بأن "على الرغم من الإجماع الدولي الحاصل على حماية المدنيين وإدخال المساعدات بالطرق كافة البحرية والبرية والجوية تواصل سلطات الكيان الصهيوني تعميق مسارات الإبادة الجماعية والتهجير ضد شعبنا في قطاع غزة". وأشارت إلى أن الحكومة الصهيونية "لا تستجيب لأي من المطالب أو المناشدات الدولية أو أن تعيرُها أية اهتمام". وتابعت الخارجية: "الإبادة حقيقية والتهجير قادم، في حين أن المواقف الدولية الشكلية لا ترتقي لمستوى حرب الإبادة والتضامن الدولي معنوي في ظل جعجعة دولية لا تقوى على توفير الخبز للمدنيين الفلسطينيين". وأوضحت أن المجتمع الدولي "أثبت عجزه وغياب إرادته في حل الصراع وتحقيق السلام، وفي ذات الوقت أثبت فقط قدرته على إعادة إنتاج الفشل في تطبيق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية على الحالة لفلسطين المحتلة". في الأثناء، يواصل الاحتلال الصهيوني لليوم 172 عدوانه على قطاع غزّة، مستهدفاً مناطق متفرقة من القطاع ومطبقاً حصاره على المستشفيات، مما يفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أهالي غزة منذ نحو ستة أشهر. استشهد وأصيب فلسطينيون، أمس، في قصف جوي صهيوني استهدف منزلاً غرب مستشفى الشفاء، فيما استهدفت المدفعية الطابق العلوي من المبنى الرئيسي للمشفى بعدة قذائف. غارات وقصف وشهداء ويواصل جيش الاحتلال لليوم التاسع على التوالي اقتحام "مستشفى الشفاء" الذي كان يضم آلاف المرضى والنازحين؛ وينفذ حملة اعتقالات واسعة وعمليات قتل بصفوف النازحين ويقصف ويحرق المنازل المحيطة بالمجمع ما خلف مئات الشهداء والجرحى. وأفاد شهود عيان، أن دبابات العدو الغاصب قصفت الطابق العلوي من المبنى الرئيسي لمستشفى الشفاء، ما أدى إلى إحداث أضرار كبيرة فيه، كما تمّ تسجيل العديد من الشهداء والجرحى في قصف جوي استهدف منزلاً غرب المستشفى دون أن تتمكن طواقم الإسعاف أو الدفاع المدني من الوصول إليهم. وأشار الشهود إلى أن مدنيين من سكان المنطقة نجحوا بصعوبة بالغة في نقل جرحى إلى المستشفى المعمداني شرقي مدينة غزة. وفي السياق نفسه، قالوا إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الصهيونية وعناصر المقاومة الفلسطينية، الليلة الماضية وحتى ساعات الصباح الأولى في شارع "عايدية" شمال مستشفى الشفاء. أوامر بالنزوح جنوبا وفي ساعات الصباح، وجه الجيش الصهيوني إنذارا لسكان محيط مستشفى الشفاء عبر مكبرات الصوت لإخلاء منازلهم والتوجه إلى جنوب قطاع غزة، وفق مصادر محلية. هذا، ولم يستثن الاحتلال استهدافه لمحيط الشفاء بغزة، حيث استشهد وأصيب العشرات من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، أمس الاثنين، في سلسلة غارات وقصف مدفعي على مناطق متفرقة من القطاع، لا سيما في دير البلح، وعند دوار الكويت، وفي مدينة رفح، والمناطق الشرقية من خانيونس، حيث ارتقى 22 شهيداً في قصف منزل لعائلة سلمان في شارع البيئة بمدينة دير البلح، ونفذ الاحتلال غارة على مخيم النصيرات، وذلك وسط القطاع. من جهته، أكد الدفاع المدني في غزّة عدم قدرته على تلبية نداءات استغاثة وصلت من فلسطينيين تعرضوا لقصف صهيوني في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. سياسيا، كان مجلس الأمن الدولي، أمس على موعد مع التصويت على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة خلال شهر رمضان.