تماشيًا مع القرار 2703، يعقد مجلس الأمن الدولي يوم 16 أفريل، مشاورات مغلقة حول الصحراء الغربية، ويستمع إلى إحاطتين من قبل كل من المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ستافان دي ميستورا، والممثل الخاص ورئيس المينورسو ألكسندر إيفانكو. حدد مجلس الأمن الدولي، برئاسة دولة مالطة، يوم الثلاثاء 16 أفريل 2024 موعدًا لعقد جلسة حول الصحراء الغربية، وتأتي هذه الجلسة تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2703 الصادر في أكتوبر الماضي. وسيقدم كل من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، ورئيس بعثة "مينورسو" ألكسندر إيفانكو، إحاطات أمام أعضاء المجلس حول أهم الاحداث التي شهدتها القضية والدور المنوط بهما وحصيلة عملهما ولقاءاتهما خلال الفترة السابقة وأيضا تصوّرات الحلّ. وفي 30 أكتوبر 2023، صدر القرار 2703، الذي يقضي بتجديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام آخر، وقد قدم القرار لغة جديدة ترحب بعقد دي ميستورا مشاورات غير رسمية مع المغرب وجبهة البوليساريو والأطراف المراقبة، وكذلك مع أعضاء في الأممالمتحدة، ومجموعة أصدقاء الصحراء الغربية – فرنسا وروسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – في الفترة من 27 إلى 31 مارس 2023 في نيويورك. وأشار آخر تقرير للأمين العام الأممي بتاريخ 3 أكتوبر 2023، إلى أن هذه المشاورات الثنائية غير الرسمية كانت تهدف إلى مناقشة الدروس المستفادة في العملية السياسية، وتعميق فحص المواقف، ومواصلة البحث عن "صيغ متفق عليها بشكل متبادل" لتعزيز عملية السلام. تعنت المخزن وبحسب التقرير، أكد المغرب خلال المشاورات الثنائية غير الرسمية تشبته بطرحه الاستعماري الأحادي، واعتبره النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق ضمن العملية السياسية، في حين أكدت جبهة البوليساريو من جهتها موقفها الثابت الذي يعتبر بأن تقرير المصير هو الأساس الوحيد لأي عملية سياسية. إبادة جماعية وفي رسالة مؤرخة في 19 فيفري، لفتت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية انتباه أعضاء المجلس إلى "الوضع الخطير بشكل متزايد في الأراضي الصحراوية المحتلة"، متهمة القوات المغربية بشن "حرب إبادة جماعية" ضد الصحراويين، وأشارت الرسالة إلى تقارير من المنطقة تشير إلى توّرط القوات المغربية في تدمير وإضرام النار في العديد من المنازل الريفية والأكواخ المملوكة للصحراويين في مدينة العيون المحتلة. كما اتهمت الرسالة السلطات المغربية "بمصادرة الأراضي الشاسعة المملوكة للصحراويين وتسليمها للمستوطنين المغاربة والمستثمرين الأجانب"، وشاركت جنوب أفريقيا هذه الرسالة كملحق لمراسلات الأممالمتحدة الرسمية. جهود أممية وواصل دي ميستورا جهوده الدبلوماسية في محاولة لدفع العملية السياسية، حيث زار بريتوريا، عاصمة جنوب أفريقيا، يوم 31 جانفي الماضي بدعوة من حكومة جنوب أفريقيا للاجتماع بكبار المسؤولين الحكوميين، لمناقشة قضية الصحراء الغربية. وفي 11 مارس، التقى دي ميستورا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو. وبحسب بيان صحفي لوزارة الخارجية الروسية، ناقش المسؤولون، من بين أمور أخرى، آفاق تسوية قضية الصحراء الغربية، ودور بعثة الأممالمتحدة في تحقيق الاستقرار، وطرح وجهات النظر حول خطط إعادة إطلاق العملية السياسية. وذكر البيان الصحفي أن لافروف أكد خلال الاجتماع على أهمية التوصل إلى "حل عادل وطويل الأمد ومقبول للطرفين لقضية الصحراء الغربية" وفقا لقرارات الأممالمتحدة. خيارات وعقبات ومن القضايا الرئيسية التي يفترض أن ينظر فيها أعضاء مجلس الأمن، هي جمع كافة الأطراف حول طاولة المفاوضات وإعادة تنشيط العملية السياسية. فالقرار 2703، دعا جميع الأطراف إلى استئناف المفاوضات بهدف "التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، ويتيح تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية". كما اشار تقرير بعثة المينورسو الصادر في 3 أكتوبر 2023 عن الأمين العام، إلى القيود المفروضة على الإمدادات اللوجستية للبعثة وصيانة مواقع الفرق شرق الجدار الرملي، والتي لها عواقب وخيمة على قدرة البعثة على الحفاظ على وجودها الميداني في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. وتشكل حالة حقوق الإنسان قضية أخرى مثيرة للقلق. وأشار التقرير نفسه إلى أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان لم تتمكن من إجراء أي زيارات إلى الصحراء الغربية للسنة الثامنة على التوالي على الرغم من الطلبات المتعددة والتشجيع القوي من مجلس الأمن لتعزيز التعاون في القرار 2654 المؤرخ 27 أكتوبر 2022، الذي مدد ولاية البعثة لسنة واحدة. وأضاف التقرير أن المفوضية السامية لحقوق الإنسان استمرت في تلقي شكاوى تشير إلى تقلص الحيز المدني، بما في ذلك من خلال العرقلة والترهيب والقيود ضد النشطاء الصحراويين والمدافعين عن حقوق الإنسان والحركات الطلابية. ولاحظ التقرير أيضا أن السلطات المغربية واصلت منع التجمعات الداعمة للحق في تقرير المصير وفعاليات إحياء ذكرى تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية.