المركز الجامعي تندوف سيكون قاطرة التنمية المحلية والوطنية قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أمس من تندوف أن الإستراتيجية التنموية الخاصة التي يوليها السيد رئيس الجمهورية لولايات الجنوب مكّنت ولاية تندوف من الاستفادة من برنامج تنموي خاص ستكون له أبعاد محلية ووطنية وعالمية، وستكون المؤسسة الجامعية بتندوف على إثر هذه الإستراتيجية تلك القاطرة الدافعة التي ستحقّق معالم التنموية المنشودة بسواعد طلبتها ومكوّنيهم الذين سيحوّلون أفكارهم الابتكارية الى مجهود مُصنّع يرجع بالفائدة على المواطن التندوفي، وبالتالي إنتاج الثروة ومناصب شغل وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني. أفاد كمال بداري الذي وصل الى ولاية تندوف يوم أمس في زيارة عمل وتفقّد قائلاً إن المؤسسة الجامعية بتندوف ستلعب دورها كقاطرة دافعة وكرأس حرباء من أجل تجسيد هذه الإستراتيجية على أرض الواقع، مؤكداً سعي إطارات قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع الجماعات المحلية "من أجل جعل من المركز الجامعي علي كافي مَعلماًّ من معالم الجزائر الجديدة". وعرّج وزير التعليم العالي والبحث العلمي للحديث عن الرقمنة التي تعتبر الثورة الثالثة بعد اختراع الكتابة والمطبعة، مؤكداً في هذا الإطار بلوغ قطاع التعليم العالي والبحث العلمي سواء في شقّه البيداغوجي أو الخدماتي المرحلة الثالثة من التحوّل الرقمي التي "بدأنا بموجبها في قطف ثمارها، سواء في اقتصاد الموارد المالية أو في ترشيد النفقات أو في خلق فضاء جامعي مبتكِر، يرجع بالفائدة على المتعلمين". وأضاف الوزير أن هذا التحوّل الرقمي سيمكّن من خلق "جامعة التمكين" التي تسمح للطلبة استغلال كل فرصهم التكوينية والمعرفية لتحويلها وتجسيدها في مجال الاقتصاد، وتحويلها الى مؤسسات ناشئة ومؤسسات مصغّرة منتجة للثروة ولمناصب شغل، وسبباً محفّزاً في رفاهية المجتمع. وذكّر ضيف الولاية أن رئيس الجمهورية قد وضع إستراتيجية جديدة تمثّل العنوان الأكبر في الجزائر الجديدة، وتتّسم هذه الإستراتيجية بالتنمية الشاملة في ولايات الجنوب، ومنها ولاية تندوف التي ستصبح قطباً صناعياً وطنيا وجهويا له أبعاد عالمية، تتحوّل بموجبها ولاية تندوف الى مركز إشعاع محلي، وطني وقاري. وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن حيثيات زيارة مرتقبة لفرقة بحث الى ولاية تندوف، وتهدف هذه الزيارة بحسب الوزير الى بعث البحث العلمي والتطوير في مجال زيت أرقان، وهو ما سيمكّن الباحثين الذي سيوطّنون مشاريعهم البحثية بتندوف من المساهمة الفعّالة في "الوثبة الاقتصادية اللازمة التي ستُدخل عملة صعبة للاقتصاد الوطني من خلال الابتكارات والنتائج العلمية المتميزة التي سيصلون إليها". وعلى هامش زيارته للولاية، أعطى وزير التعليم العالي والبحث العلمي إشارة انطلاق فعاليات اليوم الدراسي حول الذكاء الاصطناعي الذي اعتبره الوزير أحد ركائز مهن الغد، أين أكّد على ضرورة التعاون مع السلطات المحلية بالولاية ومجالس منتخبة ومواطنين من أجل بناء جامعة مواطِنة راسية في منطقتها وسفيرة في التعريف بهذا الجزء من الوطن لنكون بذلك قد حققنا معالم الجزائر الجديدة. وجدّد التأكيد على أن الجزائر بمنظومة تعليمها العالي والبحثي، تعتبر من الدول الإفريقية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ستحقّق نتائج جد هامة في مجال الذكاء الاصطناعي واستعمالاته في المستقبل القريب. واختتم ضيف الولاية زيارته التفقدية بلقاء جمعه بأفراد الأسرة الجامعية، وتطرّق الى بعض الخطوط العريضة الخاصة بالمخطط الاستراتيجي لتطوير التعليم والبحث العلمي والابتكار في المركز الجامعي تندوف. تأتي زيارة وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري الى ولاية تندوف في إطار الاحتفال بيوم العلم، حيث شكّلت الزيارة سانحة للوقوف على واقع القطاع بالولاية وأهم الانجازات المحققة بالمركز الجامعي الذي تصادف الاحتفالية ذكرى وفاة علي كافي الذي يحمل اسمه. وكانت للوزير فرصة للاطلاع على مشاريع مذكرات التخرج "المؤسسات الناشئة" والاستماع لعرض حول مشروع تهيئة مرافق دعم المقاولاتية وحضور جانب من مناقشة أطروحة دكتوراه باللغة الانجليزية، لتختتم الزيارة بالتوقيع على 03 اتفاقيات جمعت الأولى المركز الجامعي علي كافي بجامعة وهران 02، والثانية بمديرية السياحة والصناعة التقليدية، فيما جمعت الاتفاقية الثالثة بين المركز الجامعي علي كافي والديوان الوطني للحظيرة الثقافية لتندوف.