تعتبر عاصمة الغرب الجزائري، وهران، من المدن الأكثر جذبا للزوار، خلال فصل الصيف، إذ تواصل احتلال الصدارة من حيث تفضيلات السياح من داخل وخارج الوطن، وأنها ماضية في التميّز والتفرّد من خلال تحقيق المزيد من التطور والازدهار وتوفير سبل الراحة والاستجمام والترفيه في رحاب الأمن والأمان. يرجع الفضل في ذلك إلى الهياكل والتجهيزات السياحية التي ساهمت في تطوير العرض السياحي لوهران، من إيواء وإطعام ونقل وحدائق ومنتزهات، فضلا عن المناظر الطبيعية ذات التضاريس المتنوعة وتعدد المعالم الحضارية والأثرية والأسواق الشعبية ومراكز التسوّق العصرية وقاعات السينما والمسارح، ناهيك عن مجموعة العادات والتقليد الفريدة في الترحاب والحفاوة وكرم الضيافة. ولا شكّ أن عروس المتوسط، وهران، تشتهر إقليميا وعالميا بشواطئها ورمالها الخلابة، المترامية عبر البلدات الساحلية، ذات التاريخ العريق والحضارة والثقافة في كل ركن من أركانها، والأجمل أن 85 بالمائة من المساحة الغابية تمر بها الطرق الولائية المؤدية إلى السواحل من الجبال الشامخة التي تكسوها الخضرة اليانعة، والأنواع المتعددة من الأشجار والمزروعات، وكافة أشكال الحياة البرية والتنوّع البيئي. وتتحوّل في كل موسم حر إلى مصيف فريد من نوعه، يستقطب ملايين المصطافين والسياح الراغبين في التعرّف على أسرار المدينة الميتروبولية، والتي أبهرت العالم بالكثير من الأماكن والوجهات والتجارب السياحية الجذابة من خلال احتضانها لكبرى التظاهرات، منها الرياضية؛ وهو ما يستدعي تكثيف الجهود ومساهمة مختلف الجهات المعنية بشكل فعّال لتوفير كل الضروريات لضمان راحة ورفاهية الزوار والمصطافين. في ضوء ذلك أسدى والي وهران، السعيد سعيود، خلال اجتماع الأحد 14 أفريل الجاري، تعليمات صارمة بالانتهاء من جميع أشغال الورشات في الأسبوع الأول من شهر جوان، بما فيها أشغال تهيئة الشواطئ، وتوفير كل الشروط من نظافة وممرات وإنارة عمومية ومراكز الدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية، وغيرها من المرافق والتجهيزات الضرورية. وشدّد الوالي سعيود، خلال هذا اللقاء التنسيقي مع رؤساء الدوائر، المجالس الشعبية البلدية للبلديات الساحلية، مدراء الهيئة التنفيذية، مدراء المؤسسات الولائية، وإطارات الولاية وغيرهم من المعنيين على ضرورة الوقوف على نظافة الشواطئ، ومراقبة نوعية مياه البحر، وخاصة ما يتعلق بالنفايات الصلبة ووضع حدّ لتسربات مياه الصرف الصحي إلى البحر أو الأراضي القريبة منه. المسؤول التنفيذي الأول، أكد أيضا على ضمان وفرة المياه الصالحة للشرب وصيانة وتحديد شبكة الإنارة العمومية، خاصة بالبلديات الساحلية، إضافة إلى تنظيم ومراقبة النظام التجاري المتنقل، واتخاذ كافة التدابير الرامية إلى حفظ الصحة العمومية وتعزيز الشعور بالأمان والاستقرار من خلال ضبط مخطط أمني وقائي، يهدف أساسا إلى حماية الأشخاص والممتلكات الخاصة والعمومية، بما فيها حرائق الغابات. كما وجّه تعليمات بتهيئة مراكز قضاء العطل، قصد تكفل بشباب الجنوب لقضاء العطلة الصيفية، وكذا تزيين وتهيئة الفضاءات العامة والغابات الترفيهية والمساحات الخضراء والساحات العمومية، بغرض جعلها أكثر جاذبية، لكونها تشهد إقبالا كبيرا للعائلات خلال موسم الحر، خاصة خلال الفترة الليلية. والجدير بالتذكير، أن وهران، تدعّمت بعدة مساحات خضراء وفضاءات ترفيه ولعب، عبر مناطق متفرقة، بفضل مشاريع إعادة الاعتبار والتثمين التي أطلقتها الولاية، بتخصيص أغلفة مالية هامة للمشاريع الحضرية التي تبقى متواصلة، ولعلّ خير مثال حديقة الصديقية (موقع عمارات الطاليان)، التي تعتبر حاليا من أكبر المساحات الخضراء لبلدية وهران، وأخرى بمندوبيات المقراني، والمقري وبوعمامة وحي يغموراسن وغيرها كثيرا.