يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو الدكتور جلال حدادي، أن جهود الدبلوماسية الجزائرية المبذولة على مستوى مجلس الأمن، أثمرت نتائج تاريخية ملحوظة، تجلّت أساسًا في إقناعها للمجموعة الدولية، بما فيهم الأعضاء الدائمون في تلك الهيئة الأممية، بمحتوى القرار 2728 الذي صدر في 25 مارس 2024م. قال الدكتور جلال حدادي، في تصريح ل«الشعب"، إن دور الدبلوماسية الجزائرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية لم يتوقف عند إدانة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، بل طالبت المجتمع الدولي باستمرار على قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة الأممالمتحدة، من خلال مجلس الأمن الدولي وما تصبو إليه عبر بوابة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك للحفاظ على مرتكزات ومقومات الدولة الفلسطينية التي يسعى الاحتلال الصهيوني إلى القضاء عليها وإحياء مشروعه في إقامة ما يُسمّى بدولة إسرائيل الكبرى. أوضح حدادي، أن فعالية ونجاعة الجهود الدولية المبذولة لوقف الحرب على غزة يرتبط ضمنًا بإيجاد الآليات العملية على مستوى مجلس الأمن، أو في أطر أخرى ستكون كفيلة بوقف هذا العدوان الذي لا يزال يرتكب جرائم الإبادة والتشريد والتهجير والتجويع في حق الفلسطينيين. وأضاف المتحدث ذاته، أن محتوى القرار رقم 2728 الذي بادرت به الجزائر، باعتبارها ممثلا عن الأعضاء العشر غير الدائمين في مجلس الأمن، أدان بالفعل الاحتلال الصهيوني عن جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها في حق الفلسطينيين ويُلزِمُهُ بالوقف الفوري لإطلاق النار. إحياء مشروع دولة فلسطين لفت الدكتور حدادي، إلى أن الدبلوماسية الجزائرية صارت تؤدّي دورا مهمّا على مستوى أجهزة منظمة الأممالمتحدة المختلفة للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة ذات السّيادة، وعاصمتها القدس الشريف، لاسيما في ضوء انتخابها في 6 جوان 2023م كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين (2024م-2025م)، حيث تزامن ذلك مع حدوث تطورات عرفتها القضية الفلسطينية تمثلت في أحداث السابع من أكتوبر وما أعقبها من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، راح ضحيته عشرات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين والأبرياء. وأردف الأستاذ بالقول: "تخوض الجزائر نضالا دبلوماسيا استثنائيا بالأممالمتحدة لوقف إطلاق النار ووقف هذا العدوان، والدفاع عن الحق التاريخي الشرعي والمشروع للفلسطينيين في إقامة دولتهم. هذا الحق الذي يصرُّ الكيان الصهيوني على طمسه واستئصال مقوماته من خلال سياساته المتعاقبة عبر عقود من الزمن، وما الحرب الدائرة رحاها في غزة اليوم، والخناق المفروض على الضفة الغربية، إلاّ استمرارا لهذه السياسات الاستيطانية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروع التهجير القسري، ومصادرة الأراضي وضمها وتشجيع بناء المستوطنات الإسرائيلية وتوسيعها وغير ذلك من التجاوزات الصهيونية الإجرامية". دبلوماسية المبادئ والثوابت أكد الدكتور جلال حدادي، أن النضال الدبلوماسي الجزائري في مجلس الأمن الدولي لدعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023م، يستند إلى جملة من المبادئ والثوابت التي ظلت الدبلوماسية الجزائرية متمسكة بها وتدافع عنها منذ الاستقلال، على غرار التضامن مع جميع الشعوب التي تكافح من أجل التحرر وتقرير المصير ومحاربة التمييز العنصري. ووفقًا له، تعدّ قضية الشعب الفلسطيني بالنسبة للجزائريين، مسألة مركزية وعادلة وجب الدفاع عنها. ولعلّ هذا ما تؤكده مواقف السياسة الخارجية الجزائرية تجاه هذه القضية المحورية عبر تطوراتها وأحداثها المختلفة عبر الزمن.