تجسيد عديد المشاريع التقنية والبرامج البحثية والتكوينية شكلت فرص التعاون بين الجزائروكوريا الجنوبية في مجال الصيد البحري وتربية المائيات محور أشغال منتدى تم تنظيمه، أمس الأحد، بالجزائر العاصمة. قام بتنظيم منتدى "كوريا- إفريقيا للصيد البحري" (2024 KORAFF)، في طبعته العاشرة، كلّ من المعهد البحري الكوري (KMI)، ووزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، بالتنسيق مع سفارة كوريا الجنوبيةبالجزائر والوكالة الكورية للتعاون الدولي، وهذا تحت شعار "ماضي وواقع ومستقبل التعاون بين الجزائر وكوريا في مجال الصيد البحري". جرى افتتاح المنتدى بإشراف المفتش العام للوزارة، فريد حروادي، ممثلا لوزير القطاع أحمد بداني، بمعية نائب رئيس المعهد البحري الكوري، شو جانغ هي Cho Jung Hee، بحضور إطارات عدة دوائر وزارية، وباحثين وخبراء من مختلف الهيئات والمؤسسات الكورية ومنظمة الأغذية والزراعة. في كلمة قرأها نيابة عنه حروادي، أكد وزير الصيد البحري والمنتجات الصيدية، أن هذه الطبعة تأتي لتسهم في تعزيز التعاون الجزائري- الكوري في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، الذي "بلغ ولايزال يبلغ مستويات ممتازة"، من خلال تجسيد عديد المشاريع التقنية والبرامج البحثية والتكوينية، والتي يستعرضها المنتدى على مدار يومين قصد مناقشة سبل تطويرها والارتقاء بها. من هذه المشاريع، أشار الوزير على وجه الخصوص، إلى المشروع التجريبي لتربية الجمبري في مياه البحر بولاية سكيكدة والمشروع التجريبي لتربية الجمبري في المياه العذبة وإنتاج أعلاف الأسماك بولاية ورقلة. كما اعتبر الوزير أن هذا المنتدى، الذي ينعقد لأول مرة في الجزائر، يشكل "محطة مهمة" للاطلاع على فرص الاستثمار والتجارة بين البلدين في مختلف النشاطات المرتبطة بالقطاع. وعبر بداني في كلمته أيضا، عن "ارتياحه للحركية التي يعرفها قطاعه، من خلال المؤشرات الإيجابية التي ترجمت بزيادة في العرض الوطني من المنتجات الصيدية وتربية المائيات، مع تعزيز وتطوير قدرات الأسطول الجزائري للصيد البحري". وأشار في هذا السياق، إلى الاهتمام "الكبير" الذي يحظى به قطاع الصيد البحري في الجزائر من قبل السلطات العمومية، نظرا لمساهمته المباشرة في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز الأمن الغذائي للبلاد، وهو ما يتجلى في برنامج طموح يهدف أساسا إلى الرفع من القدرات الإنتاجية للقطاع، عبر تطوير مختلف نشاطاته، لاسيما تنمية تربية المائيات وتطوير الصيد في أعالي البحار، بالإضافة إلى الصناعات المرتبطة بهما. من جهته، ثمن نائب مدير المعهد البحري الكوري مستوى علاقات التعاون القائمة مع الجزائر التي تعد "شريكا مهما" لبلاده في هذا القطاع، منوها بضرورة تكثيف هذا التعاون المشترك، لاسيما في المجال البشري والتكوين ونقل الخبرات. في تصريحات صحفية، وصف المفتش العام لوزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، التعاون المشترك بين البلدين ب "المثمر والجدي والفعال"، حيث تترجمه مشاريع حقيقية تم تجسيدها ميدانيا بالجزائر. وشهد اليوم الأول من المنتدى، الذي تأسس سنة 2010، تقديم عدة عروض حول التغيرات والتحديات التي يشهدها قطاع الصيد البحري في دول شمال إفريقيا، وكذا خبرات كل من الجزائروكوريا الجنوبية في هذا المجال. في هذا الصدد، أبرز المسؤول الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، أحمد المزروعي، الأهمية الكبيرة لتربية المائيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودورها المهم في الأمن الغذائي والتغذية، مشيرا الى أن هذه الشعبة قد ارتفعت بنسبة 132٪ خلال 20 عاما، لتصل إلى ما يقرب من 1.8 مليون طن سنة 2021 بقيمة تزيد عن 2.5 مليار دولار في هذه المنطقة. كما نوه بالمناسبة بفوائد الأطعمة المائية التي تعد مصدرا مباشرا للأحماض الدهنية أوميغا-3، وكذا لعدة عناصر غذائية أساسية أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم والتقليل من مستويات الكولسترول وتحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية. وتم ضمن أشغال هذا اليوم أيضا، تقديم عدة مداخلات من طرف إطارات الوزارة، وممثلي المؤسسات الكورية، حيث تم تسليط الضوء على برنامج واستراتيجية البلدين في تطوير قطاع الصيد البحري والمنتجات الصيدية وكذا تربية المائيات. =====