باشرت مديريات المصالح الفلاحية عبر ولايات الوطن، التحضير لانطلاق موسم الحصاد والدرس 2023 - 2024م، من أجل تفادي أيّ تأخرٍ ومواكبة عملية جني الإنتاج الوفير من الحبوب المتوقع هذا الموسم. يأتي موسم حصاد الحبوب بشتى أصنافها، هذا العام، حاملا معه بشائر الخير والعطاء إثر التساقطات المطرية المعتبرة التي عرفتها بلادنا شمالا وجنوبا خلال فصلي الشتاء والربيع، إذ من المُنتظر أن تنطلق أولى بواكير جني محصولي القمح والشعير بالتحديد مطلع شهر ماي القادم في الجنوب الكبير والسّهوب، وكذا الأقاليم المحاذية للصحراء مثل جنوب ولايتي خنشلة وتبسة بسبب ارتفاع درجات الحرارة بتلك النواحي التلية. ويعدّ هذا الموسم في الجزائر استثنائيًا نظرا للأهمية الكبيرة التي توليها السلطات العليا للبلاد لمحاصيل الحبوب والباقوليات، ولِتوسُّع زراعتها وإنتاجها بمختلف المناطق لا سيما في نطاق الفلاحة الصحراوية، في ضوء الدعم والمرافقة المقدمة للفلاحين والمستثمرين على نطاق واسع بالمرحلة السابقة. كما تكمن أهمية فترة الحصاد في وفرة فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر للراغبين في الشغل بقطاع الفلاحة، حيث تتحوّل المحيطات الزراعية المختصة بإنتاج شعبة الحبوب عبر الوطن إلى ورشات عمل مفتوحة طيلة فصل الصيف، ناهيك عن توفر المنتجات بأسعار مناسبة في الأسواق بالنسبة للباقوليات. وفي وقتٍ سابقٍ، أشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، على لقاءٍ وطني مع مدراء المصالح الفلاحية ل58 ولاية، من أجل تقييم التحضيرات الخاصة بحملة الحصاد والدرس لموسم 2023 - 2024م، وكذا عملية الإحصاء العام للفلاحة 2024م، وفقا لما أوضحه بيان للوزارة. ووفقًا للمصدر ذاته: "فقد تمّ خلال الإجتماع المذكور عرض تقييم حول التحضيرات الاستباقية لحملة الحصاد والدرس، التي سيتم الشروع فيها أواخر شهر أفريل الجاري، حيث أسدى السيد الوزير تعليمات لكافة مديري المصالح الفلاحية بوضع الإمكانيات المادية والبشرية التي من شأنها تسهيل عملية حصاد وجمع وتخزين المحصول، ومرافقة المنتجين ميدانيًا، تحت إشراف السيدات والسادة الولاة الذين يسهرون على إنجاح هذه الحملة". وفي هذا الشأن، أشار رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي، كريم حسن، إلى أهمية تجديد الحظيرة الوطنية الفلاحية الخاصة بالمكننة الزراعية، باعتبارها أساس تقدم الفلاحة وتجسيد برامج الأمن الغذائي. وأوضح حسن في تصريح ل "الشعب"، أنّ عتاد الحصاد القديم يؤدي إلى خسارة ما يقارب 50 بالمائة من المنتوج، وعند ضياعه في التربة ينبت من جديد ويُحدِث خلطا في الإنتاج ومردودية ضعيفة في المواسم الموالية، وهو ما يعكس جدوى تقوية حظيرة العتاد والآليات الخاصة بحملة الجني الوطنية للحبوب. وأضاف رئيس المنظمة ذاتها، أنّ إقحام مكاتب الدراسات المختصة في عمليات المتابعة الدورية للمحاصيل منذ بداية مرحلة الحرث والبذر ثم السقي والتسميد وإلى غاية حملة الحصاد، من شأنه زيادة حجم الإنتاج الكلي والمردودية من خلال تحقيق رقم 80 قنطارا في الهكتار الواحد الذي تصبو إليه السلطات الوصية. ومن جهته، أكّد رئيس جمعية الوفاق لتنمية وتطوير الفلاحة الصحراوية، تماسين بولاية توقرت، فاجي عبد الحكيم، أنّ الولاياتالجنوبية تعد أقاليم فلاحية منتجة للحبوب على امتداد واسع وخاصة الشعير والقمح بأنواعه، وبها مناطق متخصصة في هذه الشعبة على غرار حاسي بن عبد الله وقاسي الطويل وبن قشة. وأبرز فاجي في حديث مع "الشعب"، أنّ ولاية توقرت دخلت بدورها خط إنتاج الحبوب مؤخرًا، نظير ما استفادت به من مزارع بمساحات واسعة في مجال الاستثمار الفلاحي بتشجيع من الوزارة الوصية، وذلك ضمن جهود ترقية الزراعات الإستراتيجية وتلبية حاجيات السوق الوطنية من الحبوب والأعلاف الحيوانية. كما لفت المتحدّث نفسه، إلى استفادة عدة مناطق جنوبية من برامج الدولة المسطرة لدعم هذا النوع من الزراعات الكبرى مثل ولاية أدرار، مع تسهيل إجراءات حصول الفلاحين على القرض الرفيق والموسمي، وكذا تحفيز المبادرات المبرمة بين المزارعين والمستثمرين من أجل إنتاج وتوفير هذه المحاصيل الفلاحية.