يشهد الفضاء الثقافي "مصطفى كاتب"، في شهر التراث، حركية نشيطة يصنعها نحو 25 عارضا وعارضة من مختلف ولايات الوطن، جاؤوا ليعرّفوا بالموروث التقليدي الجزائري، من خلال منتجات تأبى الاندثار، حيث يحسّ الناظر إليها بعبق الماضي وحكايات الجدّة في زمن القهر والحرمان أيام الاستعمار، ومحاولاته الفاشلة لطمس الهوية الوطنية.. أجمع المشاركون في هذا النشاط الفني الثقافي، على التزامهم بالترويج للثقافة الشعبية من خلال الحرف المتوارثة مثل الخياطة، الطرز، الشبيكة، صناعة الصابون التقليدي، الحلي بجميع أنواعه، الحلويات التقليدية، صناعة الزرابي والنسيج والجلود.. وكلّ ما له علاقة بالهوية الوطنية الجزائرية. ممثلة الملتقى الفلسطيني الجزائري للتراث الشعبي سهاد أبوكوش، وزوجها الأسير المحرّر فواز أبوكوش، يشاركان في الفعاليات بتشكيلة راقية من اللباس التقليدي الفلسطيني، وقالت أبوكوش ل«الشعب" إنّ هناك تفاصيل عديدة تربط البلدين الشقيقين من عدّة جوانب، خاصة من ناحية التراث الشعبي الفلسطيني الذي يتعرض لهجمات سلب وتزوير متتالية من طرف العدو الصهيوني، تماما كما حاول الاستعمار الفرنسي محو معالم الموروث الشعبي الجزائري من ذاكرة الأجيال، ولكنه لم يستطع تحقيق مآربه على أرض المليون ونصف المليون شهيد، ويرجع ذلك - تقول - إلى التلاحم والالتفاف الشعبي على توريث العادات والتقاليد إلى جيل الثورة، وحملها بعد ذلك جيل الاستقلال الذي يواصل الحفاظ على موروثه وحمايته. وقالت المتحدّثة إنّها من خلال ما تعرضه من لباس ومحافظ، وحقائب اليد، وسجّادات، ومناديل، ووجوه الوسادات، والسترات؛ تحث المرأة الفلسطينية على ضرورة الحفاظ بل الاستماتة من أجل حماية التراث الفلسطيني، الذي ما يزال المحتل يعمل على سرقته، ولا يتوانى عن تقديمه في عروض الأزياء بأوروبا بشكل إباحي لا علاقة له بقيمته التاريخية؛ الأمر الذي استفزّ حرائر فلسطين.. وناشدت المتحدّثة الفلسطينيات في كلّ بقاع العالم، أن يتمسّكن بهذا التراث، ويحافظن عليه؛ لأنّه جزء من هويتهن الوطنية. للإشارة، أفادت سهاد أبوكوش بأنّها ستسافر وشريكتها الجزائرية في هذا المعرض صونيا لعماري المختصة في التراث والفلكلور الجزائري، قريبا إلى تونس، لتقديم عرض عن التراث الفلسطيني الجزائري بالعاصمة تونس.